تقاريرمحلي

الاستراتيجية العشرية الأمريكية تحت المجهر….نية للحل أم مزيد من الهيمنة

بعد ما يزيد عن عقد من الزمن من إهمال الملف، وتركه بأيدي حلفائها الأوروبيين والإقليميين، عادت الولايات المتحدة لتضع يدها في الملف الليبي من خلال “استراتيجية عشرية” تهدف إلى نزع فتيل الأزمة وتجنب تجدد الصراع.

جاءت التحركات الأمريكية بعدما لاحت في الأفق بوادر أزمة سياسية تهدد فرص الحفاظ على وقف إطلاق النار، بعدما سحب مجلس النواب الثقة من رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، وكلف فتحي باشاغا برئاسة حكومة جديدة.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، قائلا: “سننفذ جنبًا إلى جنب مع شركائنا الاستراتيجية العشرية لمنع الصراعات وتعزيز الاستقرار”.

في البداية، اعتبر المحلل السياسي محمد يسري، أن الحلول الدولية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من السياسية الليبية بعد “عجز” أطراف داخلية في التوصل لصيغة اتفاق نهائية.

وقال يسري، في تصريحات صحافية، إن الاستراتيجية العشرية التي أعلن عنها السفير الأمريكي لن تتجاوز جلوس جميع الأطراف على طاولة المفاوضات من أجل خلق أجسام سياسية موحدة، يستطيع المجتمع الدولي التعامل معها.

وأضاف يسري، أن هذه الاستراتيجية ستكون حلا دوليًا آخر لا مفر منه كونه يأتي من دولة قوية وتستطيع إلزام جميع الأطراف والتقيد ببنوده.

بدوره، أكد المحلل السياسي والناشط الحقوقي جمال عامر، أن هناك قناعة لدى الليبيين بأن الولايات المتحدة هي من تدير الصراع، لافتًا إلى أن واشنطن إذا أرادت أن تنهيه فسيكون ذلك أمرا سهلا عليها، كونها ذات تأثير ونفوذ قوي على كل الأطراف.

وقال عامر، إن حلحلة الأزمة تتطلب إرادة أمريكية، مستبعدا أن يكون هناك حلاً قريباً وجذريًا للأزمة الليبية من قبل واشنطن.

وبشأن فرص نجاح الاستراتيجية الأمريكية، وبالعودة إلى المحلل محمد يسري، بيّن أن السفير الأمريكي ناقش بالفعل إمكانية نجاحها من خلال لقاءاته المكثفة التي أجراها مارس الماضي مع كافة الأطراف والمكونات الاجتماعية والأحزاب والسياسيين.

وقال يسري، إن الليبيين بانتظار إعلان السفير الأمريكي بنود وخطوات عمل المبادرة لمعرفة مدى أهميتها بالفعل في المصالحة الليبية ووجود حكومة منتخبة، معتبرا إياهما من أهم النقاط التي يجب معالجتها في الوقت الحالي وبشكل عاجل.

من جانبه، أشار المحلل السياسي عز الدين عقيل، إلى أن الليبيين ينتظرون من واشنطن الأفعال لا الأقوال، واصفا الولايات المتحدة بأنها “دولة إمبريالية” لا تملك غير سلوك فرض الهيمنة والانحياز المتطرف لمصالحها”، معتبرا أن تغريدتي وزير الخارجية أنتوني بلينكن، والسفير ريتشارد نورلاند، تعنيان أن واشنطن تخطط للعمل لعشر سنوات على ليبيا؛ ما يعني استمرار الفوضى وتواصل الهيمنة والتدخل.

وقال عقيل، إن ليبيا حالة دولية تتصارع عليها أطراف عدة لن تسمح لواشنطن بأن تستأثر بالبلاد وحدها بعشرية أو بمئوية، محذرًا من أن أمريكا ستصطدم حتما مع مصالح دولية أخرى بالمناطق أو جملة الدول التي ذكرها بلينكن، لافتًا إلى أن هذه الاستراتيجية ستجرى مع عدة دول وليس ليبيا فحسب، وفق قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى