الليبيون وشهر رمضان.. أجواء من البهجة والتآلف وغلاء يقضي على ما تبقى من وطنهم

الليبيون وشهر رمضان.. أجواء من البهجة والتآلف وغلاء يقضي على ما تبقى من وطنهم

يهل شهر رمضان المبارك على الشعب الليبي بالعديد من الطقوس الروحانية والاجتماعية والغذائية.. حيث تبدأ الاستعدادات منذ منتصف شهر شعبان.

يبدأ الليبيون الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك بالصيام يومي الاثنين والخميس في شهر شعبان ومنهم من يزيد عن هذين اليومين اقتداءً بسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، كما تبدأ المساجد في مختلف أنحاء البلاد حملات التنظيف والتطهير والتجديد لمقتنياتها وزيادة عددها استعدادا لاستقبال المصلين.

من ناحية أخرى تعمل ربات البيوت على شراء بعض أواني الطهي ومستلزمات المطبخ وبعض الأجهزة الإلكترونية الجديدة التي تساعدهن في إعداد أشهى الوجبات كل يوم، علاوة على اقتناء بعض الأطعمة والسلع الغذائية المختلفة، كما يقمن بتحضير كل أنواع التوابل والبهارات التي يتميز بها المطبخ الليبي وتقطيع الخضار واللحوم البيضاء منها والحمراء والأعشاب العطرية المجففة ثم تجميدها في البراد حتى يتسنى لهن تحضير الأكلات الرمضانية بدون تعب خلال فترة الصيام

استقبال رمضان

وفي اليوم المتمم لشهر شعبان ينتظر الليبيون بفارغ الصبر الإعلان الرسمي عن بداية شهر رمضان المبارك.. وبمجرد الإعلان عن بزوغ هلال رمضان، تبدأ التهاني والتبريكات الاجتماعية للأهل والأقارب والجيران.. ويخرج الأطفال والشباب والرجال للشارع فرحين مبتهجين بحلول الشهر الكريم، وللاستعداد لأداء أول صلاة تراويح.

وبالتزامن مع ذلك تبدأ استعدادات الأمهات والأخوات في البيوت لعمل سحور اليوم الأول من رمضان.

وتستمر التبريكات والتهاني طوال نهار اليوم الأول حتى اقتراب موعد الإفطار، حيث تجتمع الأسرة على مائدة واحدة أمام التلفزيون في انتظار صوت مدفع الإفطار.

مائدة رمضان

تنقسم مائدة الإفطار في رمضان إلى نوعين أولهما، التمر واللبن والحليب إضافة إلى العسلة والزلابية، والشامية وبعض الحلويات الطرابلسية المعروفة وهذا يكون كتحلية قبل الصلاة.

وفي المائدة الثانية التي تعقب صلاة المغرب بقليل تتنوع الأطعمة ويكون الطبق الدائم طيلة الشهر الكريم هو الشوربة والبيتزا والبوريك والسلطة إضافة إلى أصناف أخرى متنوعة، ويعشق الليبيون المعجنات المقلية أو في الفرن التي تعتبر من أساسيات في أكلاتهم اليومية، ومن ثم يقدم الشاي الأخضر أو الأحمر أو القهوة مع الحلويات، وعادة ما تقدم أصناف من الحلويات الليبية وأطباق المحلبية في الليل قبل السحور.

وانتشرت في رمضان زردة الإفطار بين الشباب حيث يجتمعون لتناول فطورهم على شاطئ البحر أو الساحات.

وخلال هذا الشهر الكريم عادة ما يتبادل الأهل والجيران أطباق الأطعمة لتذوقها وذلك قبيل آذان المغرب ببضع دقائق.

التراويح

بعد تناول الإفطار عادة ما يستعد الرجال والشباب والأطفال الذكور للتوجه إلى المساجد لأداء التراويح وقراءة الأدعية والأوراد وقراءة القران، وتكثر في هذا الشهر في المساجد الدروس الدينية، كما تحيي الزوايا والطرق الصوفية بمختلف المناطق الليبية احتفالات بليلة فتح مكة وغزوة بدر الكبرى وليلة القدر والعشر الأواخر من شهر رمضان.

فيما تقوم الأمهات والزوجات والأخوات بالمساعدة في جمع الأطباق وتنظيفها وتنظيف المنزل ومن ثم أداء صلاة التراويح وقراءة القران.

وتبدأ الزيارات الاجتماعية بين الأهل والأقارب والتي يسودها جو من الفرحة والبهجة والسرور، وغالبا ما يسهر الليبيون رجالا ونساء وأطفالا حتى السحور سواء في منازلهم أمام شاشات التلفزيون أو مع الأهل والأقارب.

وفي رمضان تكثر أيضا الزيارات الاجتماعية التي تجمع الناس على مائدة إفطار واحدة، في تقليد يقرب جو الألفة والمودة وصلة الرحم.

السحور

وقبل حلول منتصف الليل تزدحم محلات السنفازه التي تبيع “السفنز” الذي يؤكل في وجبة السحور عند أغلب العائلات الليبية، وهناك من يحضر الزميطه أو البسيسه أو العصيدة وهناك من يفضل تناول كأس من اللبن مع البريوش وفنجان من القهوة.

في العشر الأواخر تبدأ الأسر التجول في الأسواق بعد صلاة التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل لاختيار ملابس العيد وما تبقى من لوازم حلويات العيد، كما تقوم بعض الأسر بطلاء داخل البيت استعدادا للعيد وتعلق الأضواء الملونة وغيرها من أشكال الزينة.

ووسط كل هذه المباهج يقف غلاء الأسعار وقلة السيولة عائقا أمام تحقيق كثير من الاحتياجات اللازمة لهذا الشهر الكريم، فيصبح الغلاء الذي يتجاهله المسؤولين القشة التي تساهم في القضاء على ما تبقى من آمال الليبيين واحلامهم في وطنهم.

لليبيا عادات وتقاليد في شهر رمضان تميزه عن باقي شهور العام.. وله أجواء وبهجة ومراسم تجعله فريدا في قلوب الجميع رجالا ونساء.. أطفالا وكبارا.

 

Exit mobile version