24 مارس.. الذكرى الـ36 لدحر الطائرات الأمريكية فوق خليج سرت 1986 تحت راية النظام الجماهيري
في الوقت الذي يشهد فيه الوطن، حالة متردية من الفوضى وعودة الاستعمار الأجنبي والقواعد العسكرية التي أحصتها البعثة الأممية قبل نحو عامين بـ10 قواعد عسكرية أجنبية، في طول البلاد وعرضها. يتذكر ملايين الليبين اليوم واحدة من ملاحم الجيش العربي الليبي، تحت راية القائد الشهيد، معمر القذافي قبل نحو 36 عامًا او ما تعرف بـ “مواجهات خليج سرت” في 24 و25 مارس 1986.
تلك المواجهات التي أثبتت للعالم كله أنذاك، أن “الجماهيرية العظمى”، لا تخشى أي قوة عالمية غاشمة وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية. وأن الطائرات والصواريخ الليبية والقوة المسلحة الليبية، قادرة على الدفاع عن سيادة ليبيا والتصدي للقوة العالمية، ودحرها وإجبارها عن الابتعاد عن الشواطىء الليبية وخليج سرت. وهو ما تبدي بوضوح، بعدما أعلن القائد معمر القذافي، أن خط 32.5 هو خط الموت، وأن أي قوة في العالم ستعبره سيتم قتالها، و ضرب أساطيلها مهما كانت القوة والبلاد التي تتبعها، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والأسطول السادس الأمريكي. وهو موقف وطني ومعركة مشهودة، تكشف مدى الفخر والاعتزاز، بإستقلالية القرار الوطني الليبي إبان النظام الجماهيري، وقدرة الشعب الليبي على التصدي للأطماع الأجنبية وإستعدادهم للتضحية بالنفس والنفيس من أجل حماية سيادة الدولة الليبية، عكس ما هو الآن حتى يقال أن كافة أجهزة المخابرات في العالم، تعبث بسيادة ليبيا ولها عناصرها وعملاءها داخل البلاد وعلى الأرض.
ففي مارس عام 1986، ولأول مرة خارج الإتحاد السوفيتي وفي عجالة إكتمل تركيب محطة صواريخ فيجا (( S-200)) الأحدث في تلك الفترة بمنطقة أبوهادي جنوب شرق قاعدة القرضابية الجوية على بعد 3.5 كم تقريبا، جاء الإستعجال بسبب عودة تحرش طيارات الأسطول السادس الامريكي، وبداية مناوشاتها قرابة خط الموت، والذي لم تقترب منه بتاتا طوال الستة سنوات الأخيرة بعد المواجهة المباشرة مع صقور السيخوي 22 الليبية في 19 أغسطس عام 1981.
في ظهر الإثنين 24-03-1986 وعند الساعة 13:45 قام تشكيل أمريكي، يتكون من طيارتين بإختراق المجال الجوي في خليج سرت وإجتازت خط الموت خط العرض 32:30 درجة. وعلى الفور، دوَت صافرة الإنذار في موقع محطة الفيجا وفي الحين صدرت التعليمات من القيادة بالتصدي للأهداف المعتدية ، وبدون تردد، إمتثل أشاوس الدفاع الجوي بموقع الصواريخ لتعليمات القيادة، وأنطلق أول صاروخ فيجا S-200 ) ) رفقة صيحات التكبير الله أكبر الله أكبر، وشق الصاروخ عنان السماء متعقبا للهدف المجمع، وما هي إلا دقيقتان وثواني معدودة لتظهر الرسالة الألكترونية على شاشة التتبع بغرفة التحكم في المحطة ويصدع عاليا، صوة ضابط التوجيه الله أكبر الله أكبر دمر الهدف .
ولا شك أن العدو ذهل انذاك، من جدية الدفاع الجوي الليبي وأعاد حساباته، وبعد ثلاث ساعات عاودت أهداف أخري إجتياز خط الموت، الذي حدده القائد الشهيد، معمر القذافي، بصحبة طائرة التشويش والإنذار، وعلى الفور تغيرت ذاتيا ذبذبة توجيه الصواريخ بالمحطة، وإنطلق الصاروخ الثاني وبرزت من جديد الرسالة الألكترونية في شاشة التحكم، تؤكد إصابة الهدف وتدميره فألطقتت إحدي الطائرات الأمريكية الذبذبة الجديدة للمحطة وعلى الفورأطلقت مباشرة صاروخان هارم المضاد للرادارات إلا أن رعاية الله حفظت هوائي المحطة، وأصاب الصاروخ الأمريكي كابل نقل المعلومات بين غرفة التحكم ومنصة إطلاق الصواريخ، ووقع الصاروخ الثاني خارج الموقع بمسافة عشرة ك/م . وبهمة عالية تحرك جنود الوطن وصدرت التعليمات بفك كابل التحكم المركب في المحطة التي لم تجهز بعد في مدينة بنغازي، ونقل علي الفور إلي قاعدة القرضابية ومنها إلي محطة الفيجا وبعد وقت وجيز أعطي آمر الكتيبة التمام إلي غرفة عمليات الدفاع الجوي بجاهزية الكتيبة من جديد ودخولها للعمل. وجاءت النتيجة النهائية في هذا اليوم المشهود، بإسقاط ثلاثة طائرات معادية، حسب ما سجله حاسب المحطة الألكتروني وما أثبتته وسائل التتبع الروسية فيما بعد كونه أول إستخدام لصواريخ الفيجا S-200 بشمال أفريقيا ضد أهداف أمريكية.
هكذا كانت الأحداث البطولية الوطنية الجليلة، التي صنعها الجيش العربي الليبي البطل، تحت قيادة زعامته التاريخية. وقبل أن ينتهك حلف الناتو سيادة البلد بعد هذا التاريخ، وأمريكا على رأس الحلف الشرير بعد ذلك، بـ25 عاما للانتقام لطياريهم وكرامتهم التي ابتلعتها “حيتان خليج سرت”.
تحية.. للوطن الغالي وللقائد الشهيد ،معمر القذافي، الذي جاهد لرفع راية الوطن وكرامته عاليًا وسط الأمم، وقبل ذلك بسنوات طرد كافة القواعد العسكرية الأجنبية وطهر ليبيا من دنس الاستعمار سنة 1970.