تقرير// النهر الصناعي العظيم يوفر 60% منها لكافة المدن.. المياه العذبة بـ ليبيا في خطر
وسط أوضاع معيشية متردية، وتخوف من اندلاع صراع مسلح جديد في البلاد، وفوضى عارمة تضربها على مدى 11 عامًا، منذ عدوان الناتو 2011 على ليبيا.. تتعالى الأسئلة حول المستقبل وكيفية ضمان حياة طبيعية لملايين الليبيين وتأمين احتياجاتهم من المياه والغذاء والطاقة.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه، والذي يصادف يوم 22 مارس من كل عام..
هل تواجه ليبيا أزمة مياه؟ وما هي أهم مصادر المياه في ليبيا؟ والخطوات التي بالإمكان إتخاذها لتحسين الوضع؟!
وفق مختلف التقارير الرسمية المحلية والدولية، فإن 97% من المياه المستهلكة في ليبيا، مصدرها المياه الجوفية، والتي تأتي عبر مشروع النهر الصناعي العظيم، الذي دشنه النظام الجماهيري، وحيث تعتمد المدن الليبية الكبرى في البلاد، وفي الشمال على المياه القادمة منه. لكنه وللأسف يتعرض لأعمال تخريب واسعة، وعشرات الاعتداءات في السنوات الأخيرة ، اثر الفوضى التي تضرب البلاد. وبالرغم من أن ليبيا تحت خط الفقر المائي بنسبة 88%.
أما المصدر الثاني للحصول على المياه، فإن بعض المواطنين الليبيين يلجأون الى حفر الآبار لتأمين حاجاتهم من المياه وخصوصا إذا كانو قاطنين، خارج نطاق الشبكة العامة للمياه. أو كضمان ضد انقطاعاتها المستمرة في السنوات الأخيرة.
وتحت شعار “لنجعل غير المرئي مرئي”، نظم المركز الليبي لدراسات وبحوث علوم وتكنولوجيا البيئة وبالتعاون مع منظمة ليبيا للزراعة والبيئة وجامعتي سبها وفزان، احتفالية لليوم العالمي للمياه. حيث شدد الحاضرون، على ضرورة الترشيد في استهلاك المياه والمحافظة على مصادر المياه واستخدامها بشكل جيد في المنازل والمؤسسات وقطاعات الزراعة والصناعة وغيرها، وتوعية المستهلك بأهمية المياه باعتبارها أساس الحياة في البلاد.
من جانبها وفي أغسطس الماضي، أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تخريب شبكات إمدادات المياه في ليبيا. ودعت الشركاء المحليين والدوليين، في بيان، إلى إيلاء هذه المسألة أهمية قصوى، مشيرة إلى أن التخريب المتعد لشبكات المياه انتهاك كبير للحقوق الأساسية.
وقالت كريستينا بروجيولو، نائبة الممثل الخاص لليونيسف في ليبيا إنه عندما يتم قطع المياه، غالبا ما يضطر الأطفال إلى اللجوء إلى مصادر غير آمنة، ما يزيد من مخاطر إصابتهم بالأمراض، خصوصاً عند الأطفال الصغار جدا. وأضافت في بيانها أن الضرر المتعمد والعشوائي لشبكات المياه والصرف الصحي – وإمدادات الطاقة اللازمة لتشغيلها – يُعد انتهاكا كبيرا للحقوق الأساسية.
جدير بالذكر، أن النهر الصناعي العظيم، هو أكبر مزود للمياه في دولة ليبيا ويوفر 60٪ من جميع المياه العذبة المستخدمة في ليبيا – وتهدد الهجمات وأعمال التخريب المتكررة على أنظمته الرئيسية، من آن لآخر الأمن المائي للبلاد وتعرض حياة الملايين لخطر فقدان الحصول على المياه الآمنة.