مرور الذكرى الـ 11 لذكرى قرار مجلس الأمن بدمار ليبيا وخرابها
في مثل هذه الأيام.. أصدر مجلس الأمن قرار دمار ليبيا وخرابها.. حيث أنه في 18 مارس الماضي تبنى المجلس قرار رقم 1970- 1973 بفرض حظر جوي على ليبيا واستخدام “كل الإجراءات اللازمة” بما فيها العمل العسكري تحت ذريعة حماية المدنيين.
القرار الدولي أجاز تنفيذ ضربات جوية ضد المنشآت والبنى التحتية في ليبيا، لكنه يؤكد انه لا يجيز احتلال اي جزء من ليبيا، وتضمن ومنع تصدير الأسلحة لليبيا بأي حال من الأحوال.
جاء قرار مجلس الامن بموافقة عشرة أصوات من الدول الأعضاء في المجلس وامتناع خمسة عن التصويت.
في ذلك الوقت حذر القائد الشهيد من قرار مجلس الأمن ذلك وأكد أنه “يهدد وحدة ليبيا ويعد تآمر على الشرعية ودعوة لذبح الشعب الليبي”، وهو ما أثبتته الأيام بعد ذلك.
تصريحات مؤيدين للقرار
في تلك الجلسة المشؤومة حذر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه من انه ليس هناك الكثير من الوقت للتدخل. وقال “المسألة قد تكون مسألة ساعات”، مشيرا إلى أن بلاده ستكون سباقة لشن الضربات في ليبيا
أما سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة مارك ليال فقال ان بلاده “مستعدة لتحمل مسؤولياتها لوضع حد لاعمال العنف وحماية المدنيين”، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان قرار مجلس الامن يهدف الى تفادي سقوط مزيد من الخسائر البشرية، وأضاف “من الضروري اتخاذ هذه الاجراءات لتحاشي حصول حمام دم اكبر ولمحاولة وقف ما يجري من هجمات على الشعب الليبي”.
وبالنسبة لسفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس فقالت ان بلادها “تقف الى جانب الشعب الليبي وتطلعه الى حقوق الانسان”.
هذه التصريحات كانت مجرد شعارات، فلم يتم حماية المدنيين الذين يقتلون كل يوم في ليبيا بسبب الجريمة غير المنظمة والمنظمة، وبسبب الانفلات الأمني وانتشار السلاح، وبسبب غياب الدولة وسلطة القانون، وبسبب الصراع على السلطة.. تلك الشعارات كانت كلمات رنانة ترفع بهدف دمار ليبيا وتقسمها وإسقاط نظامها فقط.
تصريحات رافضين للقرار
في المقابل اشار سفير المانيا بيتر ويتينغ الى ان بلاده “ترى مخاطر كبيرة” في استعمال القوة المسلحة، وقال “لا يجوز التقليل من امكانية سقوط عدد كبير من الضحايا”
اما سفيرة البرازيل ماريا لويزا ريبيرو فيوتي فقالت ان بلادها “ليست مقتنعة بان استعمال القوة سيؤدي الى وضع حد لاعمال العنف”، وأضافت “هذا الامر قد يحمل المزيد من الضرر بدلا من الخير للشعب الليبي”.
من ناحيته، اعتبر سفير روسيا فيتالي تشوركين ان “الاندفاع الى استعمال القوة هو الذي تغلب، انه لامر مؤسف جدا”، وذكر ان بلاده اقترحت قرارا يدعو الى وقف لاطلاق النار.
وقال سفير الصين لي باودونغ انه كان “على الدوام معارضا لاستخدام القوة في العلاقات الدولية”.
نتائج القرار
تصريحات الدول المحذرة من حمام الدوم أثبتت أنها كانت على صواب، وتلك الدول التي جرت على ليبيا الخراب والدمار قابلتها اعترافات وتصريحات رسمية بأنها كانت متسرعة وأخطأت بالتدخل في ليبي.
وفي هذا السياق أصدر فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة تقرير له مكون من 548 صفحة حول ليبيا، وفقًا للقرار 1973، الذي يوضح بشكل مفصل مجموعة التحديات التي تواجه ليبيا، ومن بينها استمرار الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي ترتكب بحق المدنيين، وخاصة المهاجرين وطالبي اللجوء، ووجود الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية، واستمرار وجود القوات العسكرية الأجنبية في البلاد، وعدم تفعيل حظر الأسلحة.
ولكن هذه النتائج التي وصلت إليها ليبيا اليوم حذر منها القائد الشهيد معمر القذافي منذ 11 عاما، وكأنه كان يقرأ المستقبل.