محليمقالات

محمد الأمين يكتب: لماذا لا ينبغي تأييد ظاهرة عبد الحميد الدبيبة؟

محمد الأمين يكتب: لماذا لا ينبغي تأييد ظاهرة عبد الحميد الدبيبة؟ 

 

تحت عنوان ثقافة المؤسسات، ودورها في إنقاذ الحياة السياسية المستقبلية في ليبيا: لماذا لا ينبغي تأييد ظاهرة عبد الحميد الدبيبة؟ قال الكاتب محمد الأمين، إن هذا يعود إلى استقوائه بالميليشيات،وتلاعبه بالعملية الانتخابية وكان سبباً رئيسيا في إجهاضها بإخفاق حكومته في تنفيذها.

 وجاء نص التدوينة على صفحته على فيس بوك كالتالي:-

 

ثقافة المؤسسات ودورها في إنقاذ الحياة السياسية المستقبلية في ليبيا: لماذا لا ينبغي تأييد ظاهرة عبد الحميد الدبيبة؟

عدم تأييد عبد الحميد الدبيبّة -الظاهرة السياسية الشعبوية – الذي يستقوي هذه الأيام بالميليشيات، والذي تلاعب بالعملية الانتخابية وكان سبباً رئيسيا في إجهاضها بإخفاق حكومته في تنفيذها، وتحوّله من مكلف بإنجاحها إلى مرشح بقوة الأمر الواقع، لا يعني الاصطفاف المطلق خلف عقيله صالح أو مجلس النواب الذي لا ندري من أين نزلت عليه كل هذه المرونة والليونة و”السماحة” مع خصمه مجلس الدولة، وهو الذي انتهج كل أساليب الغطرسة والأحادية والهروب إلى الأمام؟!! لا نعلم ما الذي حلّ بهذا المجلس ولا يخصمه فيتقاربان وتلتقي مصالحهما؟ وهل كانت لتلتقي لو لم يظهر سيف الإسلام القذافي مرشحا وطرفا سياسيا ذا شعبية مقلقة؟

فاعتبار المسار، الذي انبثق عن مجلس النواب بكل شوائبه وعيوبه الأقرب إلى النجاح والوصول بالبلاد إلى الاستقرار، لا يعني أن هذا المسار خال من أساب الفشل أو من عوامل التمديد المشبوهة في المستقبل.. لكن التأسيس لثقافة الدولة والمؤسسات لا يمكن إلا أن يدفع إلى مثل هذا الموقف، لأن خلافه يعني ببساطة تغليب الفرد على المؤسسات ولو كانت هشة أو متآكلة الشرعية أو واهنة القوة أو مليئة بالتجاذبات كمجلس النواب، أو كانت بؤرة فساد ومصالح ولوبي سياسي هجين معرقل كمجلس الدولة..

إن التشبث بثقافة المؤسسات، هو الذي سيسمح بمراكمة التقاليد الديمقراطية، وسيساعد على إقامة بُنيان ديمقراطي يرعى المشروع الوطني الجامع ويُنضج تفاصيله وينقّيه من الداخل شيئا فشيئا رغم العيوب المرحلية والتشوهات التي قد تعتريه وسط الطريق.. لكن القبول بالإرادة الفردية سيمثل ردّة نحو هيمنة الميليشيا والعصبيات الجهوية والأيديولوجية وسطوة المال السياسي الفاسد. 

الأطراف الوطنية مطالبة بأن تكون مبدئية، وأن تقاوم الغرائز السياسوية والحقد الفئوي، وأن تتحرر من عدائية النزاع ورائحة دماء الصراعات السابقة كي يكون الوطن هو العنوان الجامع لكافة الليبيين.. أما المشروع الوطني فهو بوابة مفتوحة للجميع، لكل القادرين على كبح روح الإقصاء والإلغاء والكراهية والعزة بالإثم. وحينئذ تتحول الوطنية والقبول بالآخر إلى سلوك يومي وليس مجرد “نوبة” عابرة لاستدرار التعاطف أو استثارة الحميّة بغية تأبيد الفترات الانتقالية والخلود في المناصب.. وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى