الشعب سابقاً …
بقلم/ رمضان عبد السلام
الشعب سابقاً …
كمفهوم سياسي و قانوني الشعب مكوّن واحد مهما امتد في الزمن مادام يُنسب لكيان سياسي واحد. فالشعب الليبي مثلاً
هو واحد من ثلاثة عناصر قانونيّة كوّنت الدولة الليبية سنة 1951 ..
و لكنه ظل الشعب برغم تبدّل شكل نظم الحكم في هذه الدولة من مملكة مرتين. حيث صار جمهوريا ثم جماهيرياً و ظل هكذا إلى ان
اسقطه الناتو سنة 2011 و سلّمه للشوارعية ..
حين سقط النظام بمعنى الدولة سنة 2011 سقطت مكوناته الأخرى بالإضافة إلى الشعب. سقط الحكم أو الحكومة، و سقط الوطن (نظريا و قانونياً) ..
عند هذه الحالة يمكن الكلام عن الشعب السابق ، مثل الكلام عن النظام السابق..
لكن من هو الشعب السابق؟
الشعب السابق هم كل الذين لا يحصلون على مرتباتهم إلا بالطوابير و لا يحصلون على الخبز و الوقود الا بالطوابير و لا يحصلون على السيولة النقدية
الا “بالفايز” و لا يتمتعون بيوم كامل من الكهرباء و الاتصالات وهم كل المحرومين من مرتباتهم لأسباب سياسية وكل المطاردين في الخارج
لأسباب سياسية و كل المعزولين سياسياً و هم الذين سجّلوا في منظومة الناخبين بنية استعادة دولتهم و هيبتها و هم كل الذين يخشاهم
“البرلمان” الساقط ومفوضية الانتخابات المتحايلة والأمم المتحدة والسفيرة البريطانية ..
وهم كل الذين من “خشيتهم” تسري القوانين بشكل رجعي و تصدر الاحكام باسمهم ضد إرادتهم ..
الشعب السابق هو كل ليبي يسعى لأن يقطع الطريق على الذين يسعون لجعل ليبيا الوطن السابق بعد أن حولوا نظامها إلى فوضى …
فالكلام عن النظام السابق هو الذي قاد الى الكلام عن الشعب سابقاً وسيقود حتما إلى الكلام عن الوطن السابق ، فاقطعوا الطريق
عن الذين اسقطوا النظام وحولوكم إلى شعبٍ سابق حتى لا تتحولوا إلى عبيد في وطنٍ كان لكم سابقا