بالتفاصيل.. جبهة تحرير ليبيا ترد على الخارجية الأمريكية بشأن الدكتور سيف الإسلام
بالتفاصيل.. جبهة تحرير ليبيا ترد على الخارجية الأمريكية بشأن الدكتور سيف الإسلام
أعربت الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا رفضها القاطع تصريح مساعد وزير الخارجية الأمريكي المدعو “جوي هود”، معتبرة أنه يحاول التأثير السلبي على العملية السياسية التي أقرتها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومنها الولايات المتحدة التي تطلق كل يوم من خلال سفيرها في ليبيا الذي يحث على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
ونبهت الجبهة وحذرت من مغبة الدعم لقوى معادية للشعب الليبي وخياراته فيمن يقود مسيرة الخلاص من حقبة تاريخية سوداء مظلمة.
وقالت الجبهة إن جوي هود بتصريحاته الفظة تلك هو عدو للتوجهات السلمية في إنجاز العملية السياسية في ليبيا، مشيرة إلى أن أي محاولات لإقصاء أي طرف ليبي هو خدمة يقدمها جوي هود للمليشيات والإرهاب الذي استوطن ليبيا وهو دعم لتنظيمات سفك الدم الليبي من إرهابيين الإخوان والقاعدة وداعش والمليشيات الجهوية والأيدلوجية، وهو تعبير ضمني لدعم الفوضى والغوغائية وإصرار مبطن على عدم قيام دولة وطنية قوية تعيد الاستقرار والسلم والمصالحة الوطنية في ليبيا، ولا يفسر إلا أنها انحياز لاستمرار سياسة الأمر الواقع القهرية والإرهابية التي أوغلت في دماء الشعب الليبي.
تدخل سافر
وردت الجبهة في بيانها على تصريحات جوي هود بشأن ترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، بأن تصريحاته “مرفوضة شكلا وموضوعا لما انطوت عليه من تدخل سافر في الشأن الليبي الداخلي خاصة عندما يتعلق الأمر بتقرير مصير ليبيا ومستقبلها في الانتخابات القادمة والتي سيقول فيها الشعب الليبي كلمته الفاصلة، وهنا نجد أن تصريحاته جوي هود هدفها التأثير على التحفيز الشعبي للمشاركة في الانتخابات القادمة”.
كما أكدت الجبهة أنه ” لا يمكن تفسير وتحليل تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي في هذا التوقيت الاستثنائي إلا بتفسير وتحليل واحد وهو يأتي لرفع معنويات القوى التي لا ترى في الانتخابات مصلحتها، هذه القوى التي تعاني من انقسامات وصراعات وصلت إلى شن الحروب العبثية والتصفيات الجسدية المتبادلة والانقسام الواضح، فهذه القوى القهرية قوى الأمر الواقع التي ترفض وجودها في المشهد السياسي الليبي بقوة السلاح والمليشيات الخارجة عن القانون وتمارس الإرهاب اليومي”
وأشارت الجبهة إلى أن “قوى الأمر الواقع تعيش أسوأ حالاتها بعد تصاعد وتيرة التحركات الشعبية الواسعة التي تتحدى هذا الواقع الأليم الذي فرضه على الشعب الليبي العدوان الأطلسي الناتو سنة 2011 والذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية رأس الحرب فيه مما أسفر عن تدمير البنية التحتية للدولة الليبية وارتكاب المجازر في حق الشعب سواء بفعل قصف طائرات الناتو وعلى رأسه سلاح الجو الأمريكي في عرادة وماجر والبريقة والتي راح ضحيتها الأطفال والنساء العزل”.
الإدارة الأمريكية ترتكب الأخطاء
وفي رد الجبهة على جوي هود بشأن الدكتور سيف الإسلام أكدت أيضا أن “الإدارة الأمريكية لازالت ترتكب ذات الأخطاء في الوقوف، وكما عهدناها ضد مصالح الشعوب وإرادتها ، رغم ما أبداه ساسة أمريكا وقادتها من اعترافات صريحة بالخطأ الاستراتيجي الكبير في العدوان على الجماهيرية العظمى، وخاصة التصريحات والمذكرات الشخصية السياسية للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ومعارضة نائب الرئيس في ذلك الوقت للحرب على ليبيا، وهو الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن”.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا إن “الاتهامات التي يتحدث عنها جوي هود بحث المرشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام هي نتاج الحملة السياسية والإعلامية وما تضمنتها من أكاذيب لتقارير مزيفة داعمة للعدوان على ليبيا وقياداتها، فلا توجد في الحقيقة أي مشاكل للدكتور سيف الإسلام مع العالم كما ادعى هود كذبا، فسجل الدكتور سيف الإسلام الحقوقي والإنساني برهان حقيقي على طبيعة العقلية السياسية للدكتور سيف الإسلام المرشح الرئاسي لليبيا”.
وشددت الجبهة على أنه “إذا كان جوي هود يقصد محكمة الجنايات الدولية، فهذه المحكمة قالت فيها الولايات المتحدة ما قال مالك في الخمر، وأن الإدارة الأمريكية ترفض التعامل مع هذه المحكمة وقضاتها وهددتهم بالعقوبات بتجميد حساباتهم البنكية ومنهم من دخول الأراضي الأمريكية ووصفتهم هذه المحكمة بأنها غير شرعية.
الولايات المتحدة أسست داعش
وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية التي أسست التنظيم الإرهابي “داعش” باعترافات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والموثقة، هي أيضا متورطة في الإرهاب ضد دول العالم، بل هي من مارست إرهاب الدولة عبر تاريخها سيء الذكر في فيتنام واليابان والعراق وأفغانستان، بل أن الولايات المتحدة قد فاوضت التنظيم المتطرف والإرهابي طالبان على مدى عامين وجها لوجه في الدوحة لتسليم السلطة لطالبان”.
وأضاف البيان أن “الولايات المتحدة تعيش أسوأ عصورها السياسية، وهذا ما انعكس في مقابلة جوي هود، وإجاباته حول عدد من القضايا التي طرحت عليه في أسئلة قناة الحرة الأمريكية، حيث كان واضحا في إجابته أن هناك ارتباك واضح واجابات مفتوحة وغير قاطعة وعبرت عن ضبابية الرؤية السياسية للولايات المتحدة، وفي اعتقادنا أن مرحلة الأفول الأمريكي بدأت ملامحها تتضح من خلال التخبط والتناقض والعشوائية في اتخاذ القرار وما صورة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان المذل برهان ساطع على الفوضى”.
ونوهت الجبهة إلى أن “خيار الانتخابات هو خيار سلمي اتخذه الشعب الليبي كوسيلة لقيام دولة قوية بعد سنوات التدمير والحروب والصراعات الدامية وغياب مقومات الحياة الكريمة، لهذا قرر الشعب الليبي المشاركة في هذه الانتخابات متخذا قراره بدافع التشجيع والتحريض من الدكتور سيف الإسلام، كخيار يجنب الاقتتال والحروب الأهلية ويمهد لبناء دولة قوية قادرة على إحلال الأمن والأمان ومحاربة الإرهاب وإنجاز المصالحة الوطنية كهدف يضعه الدكتور سيف الإسلام في صميم أولوياته، فلا وطن بدون وحدة مجتمعية يتحقق فيها السلم الأهلي، هذه الاستحقاقات التي يدعمها المجتمع الدولي لا يمكن لها أن تتحقق بالإقصاء والتهميش والمصادرة وتصفية الحسابات، فالولايات المتحدة الأمريكية يكفيها من المظالم الحقوقية التي ارتكبتها في ليبيا حق العزل والأبرياء، وعليها أن تقول خيرا بعد اعتراف قادتها بالخطأ في تدمير ليبيا، وأن تبلع لسانها”.
نصائح للولايات المتحدة
ونصحت الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا جوي هود بأن “يهتم بالهم الأمريكي الداخلي والتحديات الداخلية التي تواجهها من انقسام في الجبهة الداخلية والصراعات المسلحة التي تنذر بقيام حرب أهلية، والولايات المتحدة التي تهدد بالانفصال عن الدولة الأمريكية الفيدرالية، وأن تهتم بخطة جو بايدن في إعادة إصلاح البنية التحتية المتهالكة، فالولايات المتحدة في مرحلة انكماش وانطواء على ذاتها، ولهذا لن نسمح لأمريكا من أن تجعل ليبيا من ملفاتها المفتوحة للفوضى والدمار والعبث المجاني والهدر في أموالها وثرواتها”
وأوضح البيان ضرورة “أن تفهم الولايات المتحدة الأمريكية أن سياسات تدمير الأوطان هي سياسة عديمة ولا تعلي المصالح الحيوية للشعوب، وينبغي أن تنظر إلى مطالب الشعوب وتبتعد عن نهج الغطرسة الغبية، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تنحاز لخيارات الشعوب ومنها الشعب الليبي الذي يستعد بكل قواها الوطنية والاجتماعية بمختلف مكوناته للمرحلة الفاصلة في عمر هذه الفوضى العارمة وهو يستعد للمشاركة بفاعلية في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهو يرفض كل أنواع وأشكال ومفاهيم الإقصاء والتهميش والإبعاد وممارسة الدكتاتورية الإمبريالية، وعلى أمريكا التوقف عن العبث بمصير الشعب الليبي من خلال الانحياز لقوى القهر والظلم والإرهاب من المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تريد أن تحكم رقاب الشعب الليبي عنوة بالقهر والتنكيل والسجون والمعتقلات وتهجير المدن والقبائل”.
سيف الإسلام خيار وطني
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا ” أن الشعب الليبي قادر على تحديد خياراته بكل وعي وهو لا يحتاج إلى إملاءات ثبت أنها عديمة الجدوى عبر كل سنوات العشرية السوداء التي فرضها حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فالخيارات أمام الشعب الليبي مفتوحة على كل الاحتمالات دون استثناء وما درس أفغانستان ببعيد، وبالتالي ننصح بالكف عن الصبينة السياسية التي تحدث بها جوي هود والكف عن المناورات السياسية الباهتة التي لا أصل لها في أخلاق الأعراف الدولية والعلاقات الدولية.
وختم البيان بالتأكيد على أن “الدكتور سيف الإسلام هو خيار وطني لأغلبية الشعب الليبي ولعل أمريكيا تدرك هذا جيدا فنحن نعرف أن وجودها الغير شرعي على الأرض الليبية وتحركات أجهزة مخابراتها وأذنابهم، ولهذا ندرك أن الولايات المتحدة الأمريكية وجوي هود أن الدكتور سيف الإسلام يملك من الاشتراطات والإمكانيات ما تؤهله لقيادة البلاج إلى مرافئ الأمان، وأنه طرف أساسي وكل أنصاره الذي يتعاظم مدهم في إرساء المصالحة الوطنية وإحلال الأمن والأمان والخروج بليبيا من مأزقها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وقيادة مشروعات التنمية الواعدة”.