في الذكرى الثانية والخمسين لثورة الفاتح العظيم، كتب الأستاذ عبد السلام سلامة مقالا هامًا نشره على صفحته على موقع فيس بوك، طالعته الجماهيرية وجاء كالتالي:
………..
[1]…. (آخر جندي راح توارى… “عن كابل سافر لدياره “)..
وتحية للشعب الأفغاني الشقيق في يوم انتصاره، والقضية ليست قضية امكانيات كثيرا مايعلق الخائفون من الموت فشلهم عليها، القضية قضية إرادة ، والحياة ــ كما قال الكاتب الراحل أنيس منصور ــ هي أن تصمد وتتحمل وتنتظر المفاجأة ، وتحمل الأفغان وصمدوا وفاجأووا العالم بأسره وهم يهزمون أمريكا بكل جبروتها..
أما وقد هزمت أمريكا أيها الشعب الافغاني العظيم: ( قيم الفرحه .. قيم الفرحة …. أخدم وطنك علّي صرحه) فهذا الفرح انتزعته بصبرك وصمودة وقوة عزيمتك..
[. 2. ]…. أنعطبت كرامة أمريكا في كابل، وهي في قمة هيجانها للرد على مالحق بها من هزيمة مدوية قصفت عائلة بريئة تتكون من ستة افراد فقتلتهم جميعا لكن لعنات العائلة البريئة ستظل تلاحق امريكا ..
في مطار كابل حاولت امريكا المهزومة ان تعطب الآليات والمعدات المتطورة التي تركتها وراءها وهي تفر مذعورة حتى لايستفيد منها الشعب الافغاني ، لكن طائرة امريكية مروحية من نوع ( بلاك هوك ) تم أصلاحها في زمن قياسي وشاهدها العالم اليوم وهي تلعب في سماء كابل ..
ياله من جرح عميق “وجميل” رسمه الفقراء بأسمالهم البالية واسلحتهم البدائية على الجسد الامريكي المنتفخ ، جرح سيتقيح ويلتهب بمرور الزمن ، وستكون مضاعفاته خطيرة على دولة متغطرسة كانت تعتقد انها فوق الجميع..
[. 3. ]… وياأيها الليبيون الوطنيون الشرفاء الذين لم تتلوث ايديهم وقلوبهم ولله الفضل والمنّة ، افغانستان درس مُشجع يجب ان نستوعبه ونستفيد منه ..نحن ( نريد ان نبني وطنا يكون لنا فيه بيت ــ على قول الاديب اللبناني مارون عبود ــ ولانريد ان نبني بيتا يكون لنا وطنا )..
علينا ان نخيّر الامم المتحدة ــ حتى وهي غارقة في مأساتنا الى شحمة الاذن ــ بين ان يكون الـ24 من الكانون تاريخا لإجراء الانتخابات المقررة ، أو ان يكون هذا التاريخ يوما لبداية المقاومة الشعبية المقدسة بأشكالها المتدرجة..
[. 4. ]…. وياأيها القديس في عليائه ، في برزخه ، في جنات النعيم..
نحن ياسيدي لاننكر الجميل، فمن نحن لولاك أيها الرمز الذي وسّم الوطنيين المخلصين بشرف الانتماء اليه..
سيظل ـ ياسيدي ـ نور الثورة متوهجا ولن يخفت ، فالثورة التي قشعت الظلام قبل عامين وخمسين عام انما اشرقت لتظل مُشرقة متوهجة رغم كل التحديات ورغم كل الآلام..
صحيح أن المرجفين والسّراق والافاقين الملاعين الذين شدوا بتلابيب هذا الوطن هدموا ـ في أقل من عقد ـ مابنيته أنت في اربعة عقود ، لكن بناءك الفكري والمعنوي والروح الوطنية العالية التى زرعتها في كل بيت ، سيظل بناءا متماسكا وروح وطنية لاتنتكس أو تضعف ، وان نهجك القومي والاممي سيظل خيار الملايين الذين آزروك وساندوك وزكوك قائدا ومعلما..
أيها القائد ..
ــــــــــــــــ
الوطنيون المخلصون الانقياء، لازالوا كما تركتهم لم يبدلوا ولم يتبدلوا وان لم يسمعوا صوتك ..
لم تنحن إرادتهم رغم كل الاهوال وسوء الحال ، وهم واثقون ان النصر آت لامحالة ، وان الظلام سينقشع كما انقشع في مثل هذه الليلة قبل 52 عام..
“ليس بعد الليل إلا فجـر مجد يتسامى”..