على الهلالي يكتب: من تطاول على الوطن سيناله العقاب.. في عصر الرجال أكلتهم الأسماك

من تطاول على الوطن سيناله العقاب

.. في عصر الرجال أكلتهم الأسماك 

علي الهلالي يكتب

لم يكن اليوم التاسع عشر من الشهر الثامن في العام 1981 يوما كغيره من الايام التي مرت على منتسبي قاعدة القرضابية الجوية “عرين الصقور ” .. فعلى الرغم من انهم يعيشون التحدي الذي كانوا أكبر منه بكثير .. إلا انهم ابوا إلا أن يسطروا الأمجاد ويعيدو صياغة موازين القوى ويعملون على تربية من لم يلزم حدوده مهما كان ومهما اوتى من قوة ومهما حمل من مسميات .

كانت الغطرسة التي تمثلت في أمريكا قد بلغت بها الوقاحة حد ان تعلن عن مناورة لعدة ايام في خليج سرت معلنة بذلك تحديها لشعب رسم مع قيادته خط الموت “الخط 32” وحدد معالمه ووعد من يتطاول عليه بالموت الزؤام ..

المعتوه “رونالد ريغان” يومها اعتقد ان الليبيين شعب “يتكلم ولايفعل” وزينت له غطرسته الامارة بالسوء أن يتطاول على بلد الرجال .. فكان أن بدأت الطائرات الامريكية لعبة الإستفزاز والتطاول على المياه الإقليمية الليبية ونست أن هناك من يحمي ليبيا وانه يرى الموت دونها خلود ..

من قاعدة القرضابية خرج الصقور “اللواء طيار ابوالقاسم امسيك صحبة رفيق سلاحه اللواء مختار العربي الجعفري”  .. طياران ليبيان اكملا حليب امهاتم كما نقول في امثلتنا عن الرجل الفارس .

حين اقلع الصقور للذوذ عن الحمى كانوا لايرون مادون خط الموت .. وعلى حين فجأة ظهر طيار امريكي “سفتول” يختال بطائرته الاف 14 التي كان يتصورها خارقة ولا تهزم .. وكان يعتقد ويتصور ان كونه امريكي سيمنع الليبيين من التصدي له وسيجدها وكالة بلا بواب .. وان الاسطول السادس الذي يتربع في المتوسط سيكون الحامي .. واجتاز الخط الذي قيل ان دونه الموت .

هنا طاح العرق في العين ولم يعد امسيك والجعفري يريان الا امريكي نجس يتطاول على حرمة الوطن.. وكان التحدي التاريخي حين استدار الصقران الليبيان مقبلين غير مدبرين ليواجها اعتى قوة في العالم .. ويعيشان موقعة حربية مع سرب من الطيارات الامريكية الحديثة .. لكن قلب امسيك وقلب الجعفري كانا مشبعين بالايمان بالله والوطن الذي كان اقوى من الاف 14 ومن الحاملات التي كانت تسد الافق ..

بدأت المواجهة حين توجه امسيك بطيارته نحو ذلك الامريكي السافل بصواريخه بعد ان عرف نيتهم في قتاله .. لم يتردد جزء من الثانية وكان الجعفري في الموعد ..

واسقط امسيك اسطورة امريكا ورمى بخردتهم لاعماق خليج سرت .. ولكن كان الجبناء اكثر عددا فعاد السرب باكلمه ليهاجم الصقور الليبية ويفجرها ..

حين لمس ريغان روح التحدي وجرب التطاول وعرف نتيجته جر اذيال خيبته ورحل باسطوله واوقف المناورة في يومها الاول رغم انه كان من المفترض ان تستمر لأيام .. أما حكاية البطل امسيك وماذا حصل له بعد ان تم تفجير طائرته فهذه حكاية اخرى ..

حين سأل العالم عن جثة الطيار الامريكي التي اسقطت طائرته في خليج التحدي كانت اجابة الرجال : اكلتهم الاسماك

نسيت ان اخبركم انه بعد انقاذ الفارس امسيك ونقله الى مستشفى القاعدة ابلغوه انه قد رزق بولد .. وهو الان طبيب له حضوره المتميز في اكبر المستشفيات ويترأس اطباءها العجم . 

Exit mobile version