تقاريرمحلي

عقيلة صالح.. سمسار أوطان جلس على كرسي البرلمان

رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.. الشخصية التي لطالما أثارت جدلا في مختلف الأوساط، حتى بين أعضاء المجلس الذين كشفوا في عدة مناسبات سابقة عن شكواهم منه.

صالح الذي يتحكم في مجلس النواب وأعضاءه بقراراته الفردية، وتصرفاته “المصلحجية” حسب تعبير البعض، كان يفترض أن يغادر هذا الكرسي مع فايز السراج وحكومته، على اعتبار أن مجلس النواب ومجلس الدولة الإخواني وحكومة اللاوفاق هي من مخرجات وإفرازات اتفاق الصخيرات الزائف.

عقيلة صالح الذي يطمع في مزيد من المميزات لتحقيق مصالح أكبر، تفوق على السراج بانحيازه الجهوي، ودعواته المبطنة للانفصال، وخطواته الساعية للسلطة على حساب وحدة التراب الليبي، حيث أنه لم يكن يوما مهتما بجمع شتات الوطن، أو اتخاذ مواقف من شأنها أن تؤلف القلوب وتدعم المصالحة، فقط كان يبحث عن السلطة حتى لو كان انقسام الوطن هو الثمن، وهذا ما اتضح في الحرب التي شهدتها ليبيا بين شرق البلاد وغربها.

عقيلة صالح وقبل أن يتقلد ذلك الكرسي الذي يستغله لمصالحه، كان سمسارا معروفا ومحترفا في مجال العقارات في معظم مدن الشرق الليبي منذ عشرات السنوات.

لم يمتهن صالح سمسرة العقارات فحسب، بل كان لسمسرة الأوطان نصيب أيضا، دل على ذلك الرحلات المكوكية التي يقوم بها شرقا وغربا لكسب الولاءات والدعم، بعديا عن مصلحة الوطن.

ذلك العمل يراه البعض المفسر الحقيقي لميوله لبيع أي شيء حتى وإن كان الوطن مقابل شراء المصالح والعقارات والمواقف أيضا.

تجاهل ذلك التاجر التأكيدات بشأن بطلان التمديد لمجلس النواب، كما تجاهل شكاوى النواب سالفا منه ومن إدارته، واستمر في البحث عن أطماعه عندما يستمر في المراوغة للحصول على أكبر مكاسب من تمرير الميزانية، فليس خافيا على أحد ما تردد بشأن اتفاقه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بشأن توليه بعض الأشخاص لمناصب نظير تمرير الميزانية، كما لم يخفى على أحد عرقلة عملية التمديد بسبب عدم وضع بند للرجمة في تلك الميزانية وهي الجانب الذي يستمد منه صالح قوته وبقاءه في ذلك الكرسي حتى الآن.

تاريخ من يجلس على كرسي رئاسة مجلس النواب، ملئ بفضائح الوساطات، ومعبأ بالإملاءات الواردة من الرجمة والمحدد أهدافها مسبقا والتي لا يمكنه أن يحيد عنها بخطوة واحدة أو حتى بكلمة.

تلك الشخصية عرفت بالنفاق أيضا، فقبل النكبة كان أحد جلساء خيمة القائد الشهيد معمر القذافي، حيث كان في يناير 2011 يقسم يمين الوفاء والولاء للفاتح وللقائد ويتلو بيان العهد لهما، وبعد أسابيع قليلة انقلب رأسا على عقب، ليكون من أوائل جلساء صالون هنري برنارد ليفي رفقة أمثاله من الخونة والعملاء.

البعض يقول معلقا على مساعي عقيلة صالح الترشح للانتخابات أو تولي منصب رئاسة الحكومة، إذا كان لا يستطيع التحكم في إدارة جلسة لأعضاء مجلس النواب، يفترض أنهم واعون ومثقفون وعلى درجة كبيرة من التعقل، فكيف سيمكنه إدارة بلاد ينتشر فيها السلاح، وتمزقها الخلافات والحروب، مستذكرين حوادث شجار النواب التي نقلت عبر وسائل الإعلام عدة مرات.

صالح ذلك الذي جلس في صالون ليفي هنري مع أعوانه، كانوا السبب في دمار ليبيا مع ثلة من المتآمرين مع الناتو، حتى أصبحت تدار البلاد بأهوائهم في غياب أهلها وأصحابها.

وانطلاقا من كل ذلك يأمل الشعب في انتخابات نزيهة حرة شفافة يتولى فيهم من يستحق أن يحكم البلاد بإرادة أهلها، لا وفقا لرغبات مجتمع دولي دمر البلاد ثم تخلى عنها، ولا وفقا لقرارات محكمة الجنايات غير الدولية وغير المعترف بها من معظم دول العالم صاحبة الكيل بمكيالين.

مستقبل ليبيا إذا أجريت انتخابات يعرفه الشعب الليبي جيدا، ويبدأ من التخلص من ثلة المحسوبين على من دمر البلاد بشعارات الوهم .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى