طارق بيطار قاض يتولى التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت الذي تسببت فيه مواد كيمياوية مخزنة لسنوات بطريق غير آمنة وراح ضحيته عدد من الأبرياء اللبنانيون ودمرت فيه ممتلكات وكسى وجه بيروت بشحوب الموت .. وهو هنا جاء خلفا للقاضي “فادي صوان” الذي أُبعد عن التحقيق بقرار من محكمة التمييز بعد طلب من وزراء محسوبين على حركة امل وشكل ذلك انتكاسة كبرى بالنسبة إلى ذوي الضحايا الذين يطالبون بتحقيق العدالة وبررت محكمة التمييز ذلك الوقت تنحية صوان بما وصفته بشكوك مشروعة في حياديته لأسباب منها أن منزله لحقت به أضرار في الانفجار.
بيطار وجه اصابع الاتهام نحو من تقود اليهم الادلة حيث ان المتهمون هنا ليسوا مجموعة من لصوص مواقف الباصات او نشالين يجدون في زحام الاسواق مجالا لهم لسلب محفظة من جيب متسوق لكنهم هذه المرة وزراء سابقين ونواب في البرلمان وقيادات أمنية .
مصادر قريبة من القاضي بيطار اكدت انه سيستدعي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وآخرين، لكنها قالت إنه لم يتم تحديد مواعيد بعد.
وكشفت ايضا أن “بيطار” وجه كتابا إلى مجلس النواب طلب فيه رفع الحصانة عن كل من وزير المال السابق “علي حسن خليل” ووزير الأشغال السابق “غازي زعيتر” ووزير الداخلية السابق “نهاد المشنوق” كما تشمل لائحة التحقيق وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس كما شملت القائمة ايضا ضباطا في القيادتين السابقة والحالية للجيش بينهم قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي ومدير المخابرات الأسبق العميد كميل ضاهر إضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا وذلك تمهيدا للادعاء عليهم وملاحقتهم.
متصدري المشهد اللبناني الهش يعرفون أن الوضع بلغ درجة من السوء إلى درجة أن الضغط لتغيير القاضي هذه المرة قد يشعل ثورة ثانية في البلاد في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وتحميل الطبقة السياسية مسؤولية الظروف القاسية التي يعيشها اللبنانيون.
ويتنامى غضب اللبنانيين من عدم محاسبة أيّ مسؤولين كبار عن الانفجار الذي قتل المئات وأصاب الآلاف ودمر أحياء بأكملها في وسط بيروت، وسط شكوك في أن تفضي التحقيقات إلى نتائج ذات قيمة بسبب تجارب سابقة أكدت قدرة الأحزاب على تزوير تلك التحقيقات وإفراغها من أيّ مضمون.
الطامة الكبرى ان المدعوين “خليل” و”زعيتر” محسوبان على حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب “نبيه بري” .. وهما اللذين تسببا في ابعاد القاضي السابق ” صوان عن القضية .. وكان وراءهما “نبيه بري” الذي كان يظهر نفسه الحريص على مصلحة لبنان واللبنانيين وتسبب في عديد المآزق لهذا البلد بدعوى حماية مصالحه ومراعاتها ..
“نبيه” الذي لم يكن الا مغفلا حين تصور ان اللبنانيون سيظلون في سباتهم امام ادعاءاته وممارساته التي كانت اقرب الى كونه زعيمن عصابة كشفت اليوم وعلى رؤوس الاشهاد اذ تشهد لبنان حالة احتقان كبرى انفجر فيها الغلاق الذي كان يستتر وراءه نبيه المغفل الذي سبق وان اختطف الكابنت هانيبال القذافي وصنع لبيروت ازماتها هاهو اليوم يتعرض لهجوم من المواطن اللبناني الذي انكشفت امامه الحقائق .
نبيه الذي اعاق التحقيقات السابقة وابعد القاضي صوان ومنع الوصول للحقيقة ومحاكمة المجرم في انفجار بيروت ..
نبيه الذي حول بيروت الى وكر عصابة نقل اليها ضحايا جرائم الاختطاف التي قام بها من خلال اذرعه .
نبيه الذي جير لبنان لخدمة مصالحه عبر تحويلها الى شركة لصناعة المآزق كان اخر ضحاياها المواطن اللبناني الذي اكتشف اليوم ان ” بري ” لم يكن يوما كما كان يدعي بل هو رئيس عصابة يمنع التحقيق من من اجرم في حق اهالي بيروت وسرقهم ونهب لبنان واحال اهلها متسولون على ارصفة خربها بري وقعد على تلها .
