على مدى سنوات من المعاناة الليبية، يتابع الشعب الليبي كافة “الخطوات المبتورة” لاصلاح الاوضاع. وينتظرون على أحرّ من الجمر، أن تعود ليبيا كما كانت قبل فوضى 2011، بلدًا هادئًا مستقرًا ينعم أهله بالخيرات، وتفيض ثروات ليبيا على ملايين العمالة العربية والأجنبية التي تواجدت على أرضها.
ووسط كل أبعاد الفوضى والمعاناة، من كهرباء مقطوعة طول العام، ومياه لاتصل إلى أغلب الأحياء بسبب اعتداءات متواصلة على النهر الصناعي العظيم، وفوضى وميليشيات، وضع صحي متردي.
تبرز مشكلة الطريق الساحلي المغلق منذ سنوات، كعقبة كبرى في حياة الشعب الليبي. وواحدة من “معضلات مرعبة” تعوق ليبيا وتعوق استقرارها.
ووفق وكالة رويترز، فإن الليبيين يتطلعون منذ سنوات لإعادة فتح الطريق الساحلي الرئيسي، ومع اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار قبل 8 اشهر، تجدد الأمل في فتح هذا الطريق الساحلي الرئيسي بين شرق ليبيا وغربها، وبالخصوص لأولئك الذين لا يستطيعون استخدام الرحلات الجوية، التي استؤنفت قبل شهور بين العاصمة طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق، لأن استمرار غلقه يعني استخدام طريق التفافي طويل وخطر عبر الصحراء.
ووفق “رويترز”، قال عامل بشركة نقل، أن السائقون يواجهون العنف والانتهاكات، وأحيانا نفقد الاتصال بالسائقين لمدة يومين حتى يمكنهم الوصول إلى مكان آمن تتوفر فيه إشارات الاتصال الهاتفي. فيما قال سائق من بنغازي: “الطريق وعر” وهناك الكثير من عمليات النهب، والرحلة تستغرق يومًا ونصف اليوم، وهذا هو ضعف الوقت الذي يستغرقه السائق على الطريق الساحلي.
ويؤكد أن استمرار إغلاق هذا الشريان الرئيسي واستخدام الطرق البديلة، التي تحفها الفوضى، يكشف مدى معاناة ليبيا بسبب الاضطرابات بعد عشر سنوات من النكبة.
وفي الوقت الذي أكد فيه مصدر عسكري، اكتمال الترتيبات لإعادة فتح الطريق الساحلي سرت- مصراتة، مشددًا، على إن الطريق سيعاد فتحها رسميًا مع انعقاد اللجنة العسكرية (5+5) غدًا الأحد، والتي سيكون موضوع فتح الطريق الساحلي على رأس جدول أعمالها. فإن مسالة فتحه لا تزال غير مؤكدة.
وكان قد ناشد أهالي سرت، رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، التدخل الفوري لفتح الطريق الساحلي – شريان الحياة- بين سرت ومصراتة، مؤكدين انهم يعانون أضرار جسيمة جراء استمرار غلقه، وأن ذلك تسبب في النقص الشديد فى مشتقات الوقود والأدوية وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية.
من جانبه أكد المستشار الإعلامي، لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة أحمد الشركسي، إنه قد تم الإتفاق على فتح الطريق الساحلي الرابط بين سرت مصراتة. وأضاف الشركسي، أن رئيس الحكومة، عبدالحميد الدبيبة، سيحضر فتح الطريق الساحلي يوم غدٍ الأحد.
وفي الوقت الذي لم تتأكد فيه بعد وعود فتح الطريق الساحلي الرئيسي، خلال الساعات الماضية.
علق المحلل السياسي، أحمد العبود، بالقول: إن الميليشيات تستخدم مسألة فتح الطريق كـ”ورقة ضغط” على السلطة التنفيذية، بمستوييها الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، مضيفًا – وفق ما نقلت سكاي نيوز عربية، أن الميليشيات غير راضية عن استبعادها من المشهد السياسي خلال الفترة الماضية، وتتخوف أن مخرجات هذه العملية، ستقود في المحصلة النهائية إلى إبعادها وتفكيكها، لهذا تحاول جاهدة من خلال خطوات عدة، ومنها الإفشال والتعطيل، أن تمارس سياسات الضغط لتحقيق بعض المكتسبات التي فقدتها.
.. وبعد أمام “وعود” بفتح الطريق الساحلي غدًا الأحد، فإن هناك آمال في أن يكون هذا حقيقيًا وأن يستمر “الفتح” حال حدث ذلك، وألا تكون مسألة غلقه ثانية واحدة من أوراق الابتزاز المهين للحكومة الانتقالية، التي تبقى كل ملفاتها معلقة ولم تحل أي مشكلة من خلالها بعد.