قطاع غزة سجل اليوم الأحد أعلى معدل ضحايا يومي منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ أسبوع، حيث تم تسجيل 40 قتيلا، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين إلى 188 شخص، وشنت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فجر الأحد سلسلة غارات جوية عنيفة جدا في مختلف مناطق قطاع غزة قُدّر عددها بنحو 160 غارة مستهدفة عمارات سكنية ومنازل ومفترقات طرق، ما أدى لانهيار المنازل وتدمير البنية التحتية.
وأكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها قصفت منزل زعيم حركة حماس في غزة ضمن سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت مواقع متعددة في القطاع.
وذكرت تقارير أن إسرائيل رفض مقترح حماس لوقف لإطلاق النار الجاري منذ سبعة أيام، حيث أفادت مصادر إعلامية أن حماس تقدمت بالعرض للهدنة عبر وسطاء مصريين، لكنه رُفض.
وأكد السياسي الإسرائيلي البارز نافتالي بينيت إن قوات الاحتلال ستواصل هجماتها على حماس حتى تحقيق كامل أهدافها في غزة.
وأوضحت السلطات الفلسطينية أن من بين القتلى الذين سقطوا منذ أسبوع 55 طفلا و33 سيدة بالإضافة إلى 1230 إصابة بجراح مختلفة، مشيرة إلى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع بسبب وجود مفقودين تحت أنقاض المباني المستهدفة حيث أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تقوم بأعمال البحث تحت الركام.
من جانب آخر قال الميجور جنرال أوري غوردين إن الفصائل المسلحة في غزة أطلقت منذ الاثنين الماضي قرابة 3 آلاف صاروخ نحو إسرائيل، متجاوزة بذلك الوتيرة التي شهدها التصعيد في 2019 وحرب 2006 مع حزب الله اللبناني، مضيفا أن تلك الصواريخ أسفرت عن مقتل عشرة إسرائيليين بينهم طفلان وجرح أكثر من 600 إسرائيلي.
جهود دبلوماسية
على صعيد آخر تتواصل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، التي تدير قطاع غزة منذ أربعة عشر عاماً، حيث التقى المبعوث الأمريكي هادي عمرو مع وزير الدفاع بيني غانتس ومسؤولين أمنيين آخرين في إسرائيل.
كما تتواصل جهود الوساطة المصرية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع الجانبين “الإسرائيلي وحكومة حماس” للتوصل إلى تهدئة تامة.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، في هذه الأثناء، اجتماعاً لبحث أسوأ موجة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ سنوات.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبيل الاجتماع على جميع الأطراف “أن أي استهداف عشوائي للمنشآت المدنية والإعلامية ينتهك القانون الدولي ويجب تجنبه بأي ثمن”.
من جانب آخر أعلن مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن عقد قمة “على نحو استثنائي”، سيتم خلالها التنسيق ومناقشة الطريقة المثلى التي يمكن للاتحاد الأوروبي بها التدخل ووضع حد للعنف الحالي وفورا.
من جانبه، قال فرانسيس، بابا الفاتيكان، عقب عظة الأحد إن فقدان حياة الأبرياء في العنف الدائر بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو أمر “فظيع وغير مقبول”، محذراً من أن الصراع الأخير قد يزداد سوءاً.
وقال البابا: “في هذه الأيام، طغت على المشهد الاشتباكات المسلحة العنيفة بين قطاع غزة وإسرائيل، وهناك خطر بأن تنحدر الأمور إلى دوامة من الموت والدمار”.
وأضاف أن “العديد من الأشخاص جرحوا، والكثير من الأبرياء ماتوا. ومن بينهم هناك أطفال، وهذا أمر فظيع وغير مقبول”.
وعلى صعيد آخر عقدت منظمة التعاون الإسلامي اليوم جلسة طارئة لوزراء الخارجية لبحث الأوضاع الأخيرة في القدس والتصعيد في غزة.
من جانبه وجه وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، انتقادا للدول التي تحركت لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل العام الماضي، وهي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، قائلا إن “التطبيع والهرولة باتجاه هذا النظام الإسرائيلي الاستعماري دون تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية يمثل دعماً لنظام الأبرتهايد (الفصل العنصري) ومشاركة في جرائمه”.
من جانبه أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عن قلقه البالغ إزاء الأوضاع في غزة، كما تحدث مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمرة الأولى منذ تنصيبه، مؤكدا الحاجة إلى أن توقف حماس إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل.
وأكد بايدن للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني التزامه بحل الدولتين للصراع، وفق البيت الأبيض.
مبنى الجلاء
واستمر إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أن دمرت إسرائيل مبنى مؤلفاً من 12 طابقاً يضم مكاتب لوكالة الأسوشيتد برس الأمريكية وقناة الجزيرة القطرية، فيما بررت إسرائيل استهداف البرج بأنه كان هدفاً عسكرياً مشروعاً لأنه، يضم مكاتب عسكرية لحماس، وإنه أعطى تحذيراً مسبقاً للمدنيين كي يغادروا المبنى، حسب قولها.
في المقابل أدانت الأسوشيتدبرس الهجوم، وطلبت من إسرائيل تقديم دليل على ما تقول، وقالت في بيان: “لم يكن لدينا أي مؤشر على وجود حماس في المبنى أو وجود أي نشاط لها فيه”.
واجتمع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر صباح الأحد لبحث آخر التطورات في الأعمال العدائية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال في خطاب متلفز مساء السبت إن إسرائيل “لا تزال في خضم هذه العملية، التي لم تنتهي بعد”. وأكد أن هذه العملية “ستتواصل طالما اقتضت الضرورة ذلك”.
وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد قال في كلمة أمام حشد كبير في الدوحة، عاصمة قطر “أقول لنتنياهو: لا تلعب بالنار. فعنوان هذه المعركة اليوم وعنوان الحرب وعنوان الانتفاضة هو القدس، القدس، والقدس”.