كما تكفّلت الأيام بكشف وتكذيب ادعاءات الأدوات الداخلية لمؤامرة فبراير ووعودها الزائفة، وصار واقع حال المواطن الليبي عصيا على أي محاولات تجميل من عرّابيها ومنظريها، تكفلت الأحداث الحالية في القدس وقطاع غزة بكشف مخططيها ومنفذيها الدوليين والإقليميين، ومطاطية مفهوم “حماية المدنيين” لديهم ليناسب حجم مصالحهم.
وفي هذا السياق، يُسجل الطبيب الليبي بمركز بوسطن الطبي، الدكتور مراد السعداوي، ملاحظاته حول حجم التناقض وازدواجية المعايير التي يعكسها التغيّر الكبير الذي طرأ على لغة الخطاب، بعد مرور عقد من الزمن، بين عامي 2011 والعام الحالي 2021، قائلا: إن ما شد انتباهه اليوم، هو إنه لم يجد واحدا من الليبين ممن خرجُوا في المظاهرات في نكبة فبراير للمطالبة بفرض منطقة حظر طيران فوق سماء ليبيا، والتي علي ضوئها تدخل الناتو ضد النظام الجماهيري والزعيم الشهيد معمر القذافي، يخرج للمطالبة بمنع طيران جيش الاحتلال من التحليق في سماء فلسطين
وتابع الدكتور مراد السعداوي: “وفجأة القرضاوي لم يُفت بقتل نتنياهو كما أفتى بقتل الرئيس بشار الأسد، ومن قبله معمر القذافي، وفجأة العريفي لم يرَ الملائكة تقاتل الجيش الصهيوني مثلما رآها تقاتل الجيش العربي السوري”
وأكمل السعداوي: “وفجأة، دول الخليج لم تتحرك لتسليح المقاومة الفلسطينية مثلما قامت بتسليح ميليشيات الجيش الحر وثيران الناتو بليبيا، وجامعة الدول العبرية لم تجتمع، بينما اجتمعت خلال نصف ساعة لاستدعاء الغزو للعراق، وغزو الناتو لليبيا وطرد سوريا من عضويتها بناءاً على طلب هيلاري كلينتون.”
واستطرد قائلا: “السعودية والخليج المتصهين لم يعلنوا عن حملة تبرعات لإمداد الفلسطينيين بالسلاح والمجاهدين من كل أنحاء العالم كما فعلوا مع السوريين، وأمير قطر لم يطلب إرسال قوات عربية إلى غزة مثلما طلب إرسالها إلى سوريا”
وواصل الدكتور مراد السعداوي: “وفجأة..حلف الناتو لم يتدخل لحماية سكان غزة كما تدخل لحماية سكان ليبيا، كما قال في كذبتهِ الشهيرة “، “ولم تقم الدول العربية بطرد السفراء الصهاينة كما فعلت بطرد سفراء سوريا العربية خلال دقائق بعد أن أمرتهم أمريكا بذلك”