تساءلت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية هل ستغير خيبة الأمل في تشاد نظرة باريس إلى المسرح الليبي؟ وهل ستساهم في إعادة تقييمها لـ خليفة حفتر الذي كانت تعتبره الحارس المفترض لحدود ليبيا الجنوبية، التي انطلق منها هجوم المتمردين التشاديين الذي أودى بحياة الرئيس التشادي إدريس ديبي؟
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن خافيا على أحد أن فرنسا قد استثمرت بكثافة في هذا الرجل الذي نصب نفسه رئيسًا لما يُسمى الجيش الليبي، وأنه كان رهانا إستراتيجيا بالنسبة لها، كما تدل على ذلك المساعدات الأمنية والدبلوماسية والسياسية المقدمة له، التي كانت مبعث قلق للشركاء الأوروبيين لباريس ومثيرة للتوتر داخل المؤسسة الفرنسية نفسها.
وكان الهدف -كما توضح الصحيفة- هو إعطاء الفرصة لهذا “الرجل القوي” كما تصفه الصحيفة -وراء ستار محاربة الإرهاب- لإحلال الاستقرار في ليبيا التي تعيش فوضى ما بعد ٢٠١١، وذلك لخلق طوق أمان في الجنوب لعملية “برخان” التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل. ولا أدل على ذلك من قول غسان سلامة، عندما كان رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن “رؤية فرنسا إقليمية أكثر منها ليبية”.
واستنتجت لوموند من ذلك أن الاضطرابات التشادية الأخيرة جاءت على عكس توقعات باريس، وتبين منها أن التعويل على حفتر كان من باب الانخداع، إذ لم يقتصر الأمر على عدم قيام “حارس الحدود” بإيقاف عمليات التسلل القادمة من ليبيا، بل إن المجموعة المتمردة “جبهة التناوب والوفاق” التي وجهت الضربة القاتلة للرئيس ديبي، كانت من ضمن التحالف العسكري غير المتجانس الذي يحيط بحفتر الذي جند بسخاء “مرتزقة” تشاديين وسودانيين (من دارفور).