تقرير// معركة غلام – بعيو.. اشتباكات تحت نظر الحكومة في إطار الصراع على الكراسي وتكّسير العظام

تمثل المعركة المحتدمة، بين محمد بعيو رئيس مؤسسة الإعلام وخالد غلام رئيس قناة “ليبيا الوطنية” مثالا للفوضى في المشهد السياسي والإعلامي داخل البلاد، حتى بعد وصول حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.

وللأسف وكعادة ما كان يحدث قبل عدة شهور، عندما كانت العديد من الميليشيات او غيرها من المؤسسات والوزارات تشتبك مع بعضها البعض، مثلما كان في فترة سابقة بين مصرف ليبيا المركزي ووزارة المالية، كان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي غير الشرعي السابق، يكتفي بالمشاهدة دون التدخل، حتى يقوم طرف ما بسحق الطرف الآخر، وكأنها حكومة “طوائف وقوى متصارعة” وليست حكومة واحدة.

 نفس الحال الآن فالاشتباك بين بعيو وغلام، اشتباك على مصالح أولا وأخيرا بين رجلين، كلاهما يسعى لإزاحة الآخر. فلم يجد “بعيو” وهو سبب لمشاكل ضخمة منذ مجيئه، سوى أن يقوم بحسمها عبر عناصر حراسته او بميليشيا صغيرة تتبعه، واكتفى الدبيبة رئيس الوزراء بالمشاهدة دون التعليق أو التدخل!

وتكشف تفاصيل الراوية، التي يقولها د. خالد غلام أن المعركة تحولت إلى ما يشبه البلطجة داخل مؤسسات الحكومة الواحدة.

فيقول غلام: لقد جاءني السيد محمد بعيو، إلى مكتبي صحبة تقريباً 10 أشخاص جلهم لا يتبعون القناة، والبعض من مرافقيه خارج المكتب، وطلب مني هو وبعض من حضروا معه التراجع عن البيان الذي كتبته حول معاناتي معه، ورفضه تسليم صلاحياتي كمدير عام، وكذلك التصرف واستباحة حسابات القناة.

ويواصل، وخلال حديثنا تلفظ بألفاظ نابية تجاه بعض الزملاء، وطعن في شرفهم، وهددني بالتحقيق في حالة رفضت التراجع عن ما كتبت، وفي حال ما وفقت وعدني بقفل محضر التحقيق، وكان ردي لن اتراجع عما كتبت.

وبعدها احتد النقاش بيننا،  فأظهرت تعاطفي معه، وقبّلت رأسه لاحتواء الموقف، لأن هذا جوهر الأخلاق التي تربيت عليها.

وقبل مغادرته للمكتب قال بالحرف الواحد: هذا ما ينفعش فيه.. عندك حلين أما تعترف أمام لجنة التحقيق أو تكتب في صفحتك على الفيس بوك أن ما كتبته غير صحيح.

وواصل غلام: كان حضوره بهذا الشكل صحبة هذا العدد، صدمة حقيقية بالنسبة لي، غادرت مكتبي بعد الحادثة بقليل، وأصبت بالإغماء أثناء مغادرتي صحبة أحد الزملاء الذي نقلني على الفور للمستشفى.

وشدد غلام: مشكلتي مع السيد بعيو ليست شخصية، ولا تربطني به تجارة، ولا نختلف من أجل أراضي أو مزارع، مشكلتي معه عدم تسليمي كافة صلاحياتي بقناة ليبيا الوطنية، وتدخله اليومي المستفز بشؤون القناة، وتصرفه بممتلكات وحسابات قناة ليبيا الوطنية، وكأنها ملك شخصي أو إرث شرعي، دون الرجوع إليّ وأنا المكلف بمهام مدير عام قناة ليبيا الوطنية، وهذا ما لن اسمح به طالما فيّ عرق ينبض.

مؤكدا: أنا لا اتحرك برتل سيارات، وليس لدي حراسات، ووضعت ما حدث اليوم ومعاناتي بقناة ليبيا الوطنية، أمام رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، الذي اتصل بي مشكوراً للاطمئنان على صحتي وسيكون القضاء هو الفيصل بيننا.

على الجهة الأخرى رد بعيو بروايته:  أن كل الذي قالوه وأشاعوه وتناقلوه عن إساءتي إلى السيد خالد غلام، أو تهديدي له أو اعتدائي عليه، هو كذب وادعاء ومحض افتراء.

وأن كل ما تم زعمه وإدعاؤه عن مرضه، بسبب ذلك هو محض تزييف وابتذال وتفاهة، لا تليق بالرجال سواء من خطط له أو افتعله أو نشره ونقله.

وأضاف بعيو، والذي حدث ولي عليه شهودٌ عدول، أنني ذهبت إلى مكتبه صحبة مستشارين قانونيين ورفاق أفاضل بعد إبلاغي برفضه استلام قرار استدعائه للتحقيق لأناقشه وأنصحه في ما بدر منه وما نشره من إساءات وأكاذيب وتشويه وتعريض، تضعه جميعها تحت طائلة المسؤولية القانونية والأدبية، وأن من المصلحة مثوله للتحقيق الإداري في ما ارتكبه، وأن يعتذر إن شاء عن تجاوزه بحق رئيسه في العمل باتهامه له في ذمته دون سند ولا دليل،

وتابع تكلمت معه وتكلم الزملاء القانونيون والإعلاميون بكل احترام، وتجاوزت عن مغالطاته خاصة تلك التي كان يرددها حين يتلقى اتصالات هاتفية من أشخاص يبدو واضحاً أنهم يحركونه ويستخدمونه ضمن الخطة الممنهجة لتدمير المؤسسة الليبية للإعلام، وتخريب ما تبقى من الإعلام الوطني، لمصلحة إعلام المتأسلمين الممول من دول أجنبية، وهي خطة قذرة بدأت منذ شهر سبتمبر الماضي، واستمرت بعنف وشراسة وقذارة، وكان السبب الرئيسي والعنصر الأساسي في إفشالها حتى الآن وبعد توفيق الله، هو صمودي وثباتي، ودعم الوطنيين الشرفاء في الإعلام وفي الإدارة العامة وفي القضاء!

وانتهت تلك الجلسة بأن قام خالد علام، بتقبيل رأسي على مشهد من الحاضرين والاعتذار مني، وهو اعتذار قبلته بصفة شخصية، لكنني تمسكت بما يقتضيه القانون وتفرضه الإدارة من إجراءات ومسؤوليات، ثم صليت العصر في ذات المكتب وغادرت تاركاً إياه في صحة تامة، وبقي معه المستشار القانوني، عماد غميض يناقشه وينصحه!!

وبالنظر للروايتين فإن واحدا منهما كاذب لا محالة، لكن بعيد عن كذبه أو صدقه، فكيف تدار مثل هذه المعارك داخل هيئات ومؤسسات الحكومة الواحدة، يبدو للأسف أن هذا سيكون ديدن الفترة المقبلة في ليبيا مع هذه الحكومة.

في نفس الوقت يرى متابعون، أن معركة غلام- بعيو نموذج للصراع الشديد بين طرفين أحدهما يتمسك بالكرسي وهو بعيو والآخر يزحف إليه بقوة وبكافة الطرق وهو خالد غلام.

وفي النهاية لا مصلحة لليبيين في هذا الهراء السياسي.

Exit mobile version