شهداء من عائلة القذافي في 30 أبريل والصحف الدولية تؤكد أن الغارة تجاهلت قرار مجلس الأمن
غارة جديدة استهدفت المدنيين العزل.. ضحيتها هذه المرة نجل القائد الشهيد معمر القذافي، إنه سيف العرب..
اليوم ومنذ عشر سنوات مضت، استشهد سيف العرب وثلاثة من أحفاد القائد معمر القذافي، إضافة إلى أصدقاء وجيران كانوا ضحية تلك الغارة لحلف الناتو على بيت القذافي.
الغارة التي استهدفت منزل القائد الشهيد كادت تصيبه حيث كان موجودا في البيت حينها، كما أن حجم القذائف التي استهدفت منزلا مدنيا حينها كان كبيرا، وكأن المقصد منها هو استهداف القائد معمر القذافي.. ولكنها أخطأت الهدف، فاستشهد شاب يافع لم يصل للثلاثين ربيعا، إضافة إلى ثلاثة أحفاد من أبناء القذافي.
التأكيد على أن الهدف من تلك الغارة هو القائد الشهيد معمر القذافي كشف عنه السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين، الذي قال علنا إنه “سيكون شيئا أمرا جيدا فيما لو قُتل القذافي في إحدى الغارات التي يشنها طيران الناتو على مقراته القيادية”، مضيفا “علينا ضرب منظوماته القيادية، وإذا قُتل بسبب ذلك فلا بأس.”
الغارة الجوية التي شنها طيران الناتو على باب العزيزية، وكان لها صدى كبير في الغرب والعالم، تعكسه صحيفة الإندبندنت، التي ترى أن هذه الغارة “ضربة قاصمة” لقرار مجلس الأمن الذي لم ينص على استهداف المدنيين، بمن فيهم القذافي وأبناؤه، مؤكدة أن “الغارة تعطي انطباعا بأن العملية هي عبارة عن مواجهة بين القذافي والغرب”.
الغارديان أيضا قالت إن “سقوط قتلى في عائلة القذافي يعزز الشكوك حول تفويض الناتو”.
الغارة التي كان ضحيتها سيف العرب.. ليست الأولى التي تستهدفه، فقد جرح أثناء الغارة الأمريكية على ليبيا عام 1986 وكان عمره حينها لا يتجاوز السنوات الأربع، وكأنه كان الهدف الدائم للعدوان على ليبيا وناقوس الخطر الذي يحذر من مقتل العشرات والمئات من المدنيين في كل غارة تستهدف ليبيا.
المليشيات ومن يدعمونهم من متمردين ومغيبين وعملاء.. شعروا بالنشوة في فقد القذافي لنجله اليافع، بل واحتفلوا بذلك.
ولكن الليبيين الوطنيين شعروا بالحزن والأسى على ابنهم الفقيد الذي شيع جثمانه مع أبناء اخوته في 2 مايو 2011، فحضروا مراسم التشييع معبرين عن حزن اعتصر قلوبهم وألم عبرت عنه دموعهم وكلمات مواساتهم التي اعتبروا أنها لا تفي بالحدث الجلل.
أجريت تلك المراسم وطائرات الناتو تحلق في سماء ليبيا، معلنة دخول البلاد في مرحلة جديدة من الفوضى والاحتلال بمختلف أشكاله..
أزيز الطائرات واستمرار تحليقها كان عنصر استفزاز كبير للمشيعين أضيف للأسى الذي يشعرون به، فراحوا يهتفون بشعارات تدعو إلى الانتقام لاستهدافهم سيف العرب، وكان في مقدمة المشيعين سيف الإسلام ومحمد نجلا الزعيم الراحل معمر القذافي.
سيف العرب، أو عروبه كما اشتهر.. كان شابا يؤثر الخصوصية، صب اهتمامه على الدراسة فتخرج من كلية الاقتصاد جامعة الفاتح ثم اتجه للدراسة بجامعة ميونيخ الألمانية، وكان يفضل الابتعاد عن الحراسات خاصة في السفر.. وصفوه أقرانه ومعارفه بالتدين والتواضع، حتى أنهم قالوا أنه يقضي غالبية وقته بين يدي الله في المسجد، ما دفع أصدقائه لتلقيبه باسم الشيخ والحاج عروبة.