الكاتب الموريتاني ولد باب : أخطاء فرنسا في ليبيا ساهمت في اغتيال الرئيس التشادي إدريس ديبي

 

قال الكاتب الموريتاني، سيد أحمد ولد باب، إن مجموعة دول الساحل الخمس اهتزت بشكل كبير عقب مقتل رئيس تشاد، إدريس ديبي، مشيرا إلى أن أخطاء فرنسا الفادحة في ليبيا أدت إلى اغتيال أكبر حلفائها في إفريقيا.

ومجموعة دول الساحل “جي 5″، هي تجمع إقليمي للتنسيق والتعاون يضم (موريتانيا، وبوركينا فاسو، ومالي، وتشاد، والنيجر) تأسس عام 2014، ويشارك منذ عام 2017 مع فرنسا في محاربة الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل.

وأضاف ولد باب، خلال حديثه : “صاحب فكرة تأسيس هذا التجمع (دول الساحل) الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز خرج من السلطة وهو الآن متابع قضائيا، والرجل الثاني في المنظومة القوية وهو إدريس ديبي، قتل”.

ولفت إلى أن “موريتانيا غير قادرة على التدخل في منطقة الساحل نتيجة لحساسية الأوضاع في مالي والقلق من انجرارها إلى حرب مفتوحة، كما أن مالي باتت دولة فاشلة بحكم احتلال القاعدة وأخواتها لمناطق واسعة في الشمال المالي”.

وأشار إلى أن “مالي لا يمكن أن تعطي دفعا لجهود الساحل في مواجهة الإرهاب، لكن المعنيون بالملف يلجؤون دائما إلى نجمينا (عاصمة تشاد) بوصفها تمتلك جيشا ذا خبرة كبيرة في القتال، لديه دور طلائعي قوي في مكافحة الإرهاب في المنطقة”.

ومنذ 9 سنوات تخوض مالي حربا شرسة بمشاركة قوات فرنسية وإفريقية ضد الجماعات المتطرفة المنتشرة في عدد من مناطق البلاد.

*أخطاء فرنسا

واعتبر ولد باب أن أخطاء فرنسا في ليبيا ساهمت في اغتيال الرئيس التشادي إدريس ديبي.

والثلاثاء، أعلن الجيش التشادي مقتل الرئيس إدريس ديبي (68 عاما)، متأثرا بجراح أصيب بها خلال تفقده قواته في الشمال، حيث يشن المتمردون هجوما لإسقاط نظامه الحاكم منذ 1990.
وأضاف: “أعتقد أن الإطاحة (اغتيال) بالرئيس إدريس ديبي تمت خيوطها في ليبيا”.

وتابع: “كانت هناك 3 أخطاء ارتكبتها فرنسا؛ الخطأ الأول هو ما سعت إليه باريس من تحطيم للقيم المتعارف عليها وهي احترام الشرعية الانتخابية أو الأممية، وأرادت أن تحطم هذه الشرعية بدعمها للتمرد الذي قاده خليفة حفتر في ليبيا”.

وأشار إلى أن الخطأ الثاني هو “تغاضي فرنسا عن دخول الأسلحة بهذا الشكل الكبير إلى الجنوب الليبي دعما لحليفها حفتر والمليشيات المتحالفة معه وبالتالي تملكت المليشيا القادمة من تشاد ترسانة عسكرية هائلة لدرجة أننا نتحدث الآن عن مليشيا تمتلك الطائرات والمروحيات وأكثر من 54 عربة عسكرية وتجهيزات عسكرية كبيرة وبالغة الخطورة”.

أما الخطأ الثالث، يضيف ولد باب، فهو أنه “حينما جنح الليبيون للحوار لم تبادر الدول التي دعمت الثورة المضادة والتي رعتها ومولتها إلى سحب السلاح الذي وزعته بكثافة”.

ولفت إلى أن “المليشيا التي كانت تهاجم سبها وسرت وطرابلس والتي كانت متمركزة في الجنوب الليبي هي التي قررت الإطاحة بإدريس ديبي حليف فرنسا”.

وأضاف: “فرنسا جنت من تدخلها في ليبيا مسألتين أساسيتين الأولى أنها أظهرت عجزها عن لعب الدور المنوط بها سابقا كقوة متحكمة في القرار السياسي لعدد من الدول الإفريقية، لذلك الليبيون بدعم حلفائهم لقنوا فرنسا رسالة واضحة بأن عهد التحكم في إفريقيا ولى”.

والمسألة الثانية أنهم (الفرنسيون) “بدلا من أن يخلقوا حليفا آخر في ليبيا فقدوا أبرز حليف لهم في الساحل الإفريقي، إدريس ديبي”.

*القوات التشادية بمالي

واستبعد ولد باب أن تسحب نجمينا جنودها بشكل كامل من مالي، لكنه أكد على أن “تشاد لن تبقي على قواتها بشكل كامل في مالي”.

ويشارك الجنود التشاديون في العمليات العسكرية ضد الجماعات المتطرفة في مالي إلى جانب القوات الفرنسية.

وأضاف ولد باب: “سحب القوات خطر وإبقاؤها خطر أيضا، إبقاء القوات في مالي يعني أن الحكومة التشادية لن تتمكن من صد المتمردين الذين هددوا باقتحام نجمينا، وفي نفس الوقت إعادة قوات خسرت الكثير من أفرادها وعتادها في مالي والنيجر إلى ساحة القتال هو أيضا رسالة خطيرة على الحكام الجدد في نجمينا”.

وأوضح: “لأن هؤلاء الضباط الذين كانوا في المعارك والذين يمتلكون شرعية القتال ويمتلكون قوات مسلحة كبيرة لم يكونوا جزءا من المشهد العسكري الذي تشكل بعد مقتل ديبي وبالتالي لديهم هم أيضا طموحهم”.

*أبرز المتضررين

واعتبر ولد باب أن أبرز الدول التي ستتضرر مما يجري في ليبيا بعد التشاد هي النيجر “فهي قد تكون الوجهة القادمة للمسلحين القادمين من ليبيا وربما تكون أيضا مالي فإذا قرر الفرنسيون الانسحاب فلن تصمد مالي أكثر من بضعة أيام أمام تنظيم القاعدة”.

Exit mobile version