تقاريرمحلي

تقرير// في الذكرى ال35 لملحمة قصف محطة “loran”.. يوم لقن الليبيون الأمريكان درسا لن ينسوه في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية

في واحدة من البطولات الليبية الخالدة، وقتما كانت هناك دولة وجماهيرية عظمى، يحسب العالم حسابها. تمر اليوم 18 أبريل أحداث الذكرى ال35 لقصف محطة الملاحة LORAN التابعة لخفر السواحل الأمريكي في جزيرة  لامبيدوزا الإيطالية بصواريخ سكود الليبية. كرد صاعق ومفاجىء من جانب أبطال ليبيا وحماتها، بعد يومين فقط من الغارة الأمريكية على مدينتي طربلس وبنغازي 1986.

وتكشف تفاصيل الملحمة الليبية في مثل هذا اليوم، عن بطولات ليبية حقيقية على الأرض، والأخذ بالثأر من قوة عظمى هى الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم الخوف منها أو تلقى الضربة والصمت عليها وعلى خسائرها كما تفعل الكثير من الدول العالم حتى اليوم.

ففى مثل هذا اليوم، ومن شواطىء أبو كماش، بمدينة زواره الساحلية، تم تنفيذ ضربة جريئة ونوعية، هى أول ضربة عسكرية ضد دول أوروبية في العصر الحديث من قبل دولة عربية وإسلامية.

حيث تم إرسال صواريخ من طراز سكود بي SCUD B  من قبل لواء حطين، التابع للمدفيعة الصاروخية، عابرات الحدود بالقوات المسلحة الليبية، لجزيرة لامبيدوزا الإيطالية التي تتواجد فيها قوات أمريكية.

وقد جرى اختيار الجزيرة، لأجل تدمير أقرب هدف أمريكي ثابت تصله الصواريخ الليبية انذاك، ردًا على غارة الدورادو  15 أبريل 1986، والتي وجه بها الرئيس الأمريكي الأسبق، الموتور ريجان، ردا على الشجاعة الليبية في خليج سرت، وعدم قبوله بخط الموت الذي أعلنه القائد الشهيد معمر القذافي آنذاك، أمام البوارج والطائرات الأمريكية وغيرها، معلنًا أن سيادة ليبيا على خليج سرت، سيادة كاملة غير منقوصة، وأن من يعبر خط عرض 32 الذي ينتهي الخليج عنده من الشمال، دون اذن السلطات الليبية فإنه سيتعرض للموت والقصف بالصواريخ الليبية.

وعليها اختلق ريجان ذريعة للضرب بعدما جرى قبلها تفجير ملهى ليلى في برلين، وعلى الفور سارعت المخابرات المركزية الأمريكية بإلقاء التهمة على ليبيا، كى يأخذ ريجان منها ذريعة لقصف ليبيا بدعوى التصدى لأنشطتها.

كانت محطةloran  التابعة لخفر السواحل الأمريكي، تستخدم كقاعدة لحلف الناتو والأسطول الأمريكي السادس، وهى تعمل بنظام ملاحي بإرشاد السفن وبديل لنظام التموضع العالمي GPS.

وفوجىء الأمريكان والإيطاليين، بجرأة رد الفعل الليبي على الغارة الأمريكية قبلها بيومين،  ووجه الملازم آرنست ديلبوينو قائد المحطة، أمرا بإخلائها من الطاقم غير الأساسيين، إلى المحطة الجوية البحرية الأمريكية الأخرى في جزيرة صقلية، والبقاء مع فريق صغير للحفاظ على دعم الإتصالات داخلها.

ويعد لواء حطين قاصف القاعدة الأمريكية في جزيرة لامبيدوزا الايطالية، أحد ألوية صواريخ سكود عابرة الحدود بالقوات المسلحة الليبية، والذي استطاع أن ينَفذ ضربته للمحطة بمهارة وكفاءة عسكرية عالية واختار هدفا مؤثرا.

فقد كانت محطة LORAN، عقدة الإتصالات بحرس السواحل والأسطول الأمريكي السادس. وعلى إثر الضربة انقطعت الاتصالات بين القوات البحرية الأمريكية بالمنطقة. علاوة على ان الضربة أصابت القوات الأمريكية بصدمة معنوية ونفسية، وتيقن الأمريكان وقتها، أن ابطال ليبيا لن يسكتون عن قصف أي هدف أمريكي أو غربي تطاله صواريخهم، إن تكرر الاعتداء على ليبيا.

وعلى اثر القصف الليبي للمحطة، قام حلف الناتو بعد ذلك بتحول القاعدة إلى مركز أمني للمراقبة..

هكذا كانت ليبيا وقت النظام الجماهيري، دولة ذات سيادة تحت قيادة زعامة تاريخية مهيبة، تعرف كيف تأخذ ثأرها وترد على القوى الاستعمارية المتغطرسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى