تحت عنوان ليبيا تفرج عن “البيدجا”، أكبر مهربي البشر، زفت العديد من وكالات الأنباء الأجنبية خبر الافراج عن امبرطور تهريب البشر في ليبيا، عبد الرحمن ميلاد، الشهير بـ”البيدجا”، الذراع الأيمن لمحمد كشلاف الشهير بـ”القصب”، وهو أحد أكبر مهربي الوقود والبشر والاتجار في المخدرات داخل ليبيا، باعتباره خبرا من “الأعاجيب” التي تشهدها الساحة الليبية.
فـ”البيدجا”، ضابط برتبة ملازم، كلفته داخلية حكومة الوفاق السابقة، برئاسة جهاز خفر السواحل في المنطقة الغربية، يقدم نفسه دائما على إنه قائد وحدة لجهاز خفر السواحل في مدينة “الزاوية”، تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن تقريرا من مجلس الأمن صدر في يونيو 2018، كشف أن عبد الرحمن ميلاد، “البيدجا”، هو زعيم اكبر عصابة لتهريب البشر في ليبيا، متورطة في تهريب المهاجرين، وارتكاب انتهاكات في مجال حقوق الانسان وكان لـ”البيدجا” دور في إغراق مراكب للمهاجرين باستخدام أسلحة نارية.
وسبق تقريرمجلس الأمن، تقرير أمني آخر صدر عن الأمم المتحدة يونيو 2017، وصف “البيدجا” بأنه، مهرب بشر متعطش للدماء، ومسؤل عن اطلاق النار في البحر على عدد من المهاجرين، وقائد منظمة اجرامية ويشتبه بأنه أغرق عشرات المهاجرين في السنوات الماضية، ولذا صدرت مذكرة اعتقال من النائب العام في اكتوبر 2019، بالقبض على “البيدجا”، لكن تم تعطيل تنفيذ القرار لمدة عام كامل حتى تم القبض عليه بالفعل قبل 5 أشهر وبالتحديد أكتوبر 2020.
لكن وبسبب صفقة ما اتضحت ملامحها خلال الساعات الماضية، تم الإفراج عن “البيدجا” ولم يساءل عن أي من جرائمه المروعة؟!!
وكشفت مصادر ان النائب في البرلمان عن الزاوية، على بوزريبة، هو مهندس صفقة إطلاق “البيدجا”، وأنه تدخل بحكم علاقاته النافذة في وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، لإطلاق سراح البيدجا واقتياده من محبسه إلى منزله، وسط فرحة عارمة بخروجه، واستقباله برتل مسلح في الزاوية!!
وكشفت المصادر، أن “بوزريبة” المعروف بعلاقاته الوطيدة بالميليشيات، التي تعمل في مجال تهريب البشر والوقود في الزاوية، تدخل للافراج عن البيدجا، كما تدخل قبل نحو نحو 20 يوما وبالتحديد أواخر مارس الماضي لاعادة تكليف شقيقه عصام بوزريبة، بمنصب مراجع مالي في وزارة الداخلية، بعدما طرده باشاغا من منصبه بسبب اتهامه بالفساد.
ويرى مراقبون، أن سطوة علي بوزريبة، تُهدد بعودة سيطرة الميليشيات على وزارة الداخلية الليبية من جديد. خصوصا وإنه جرت “تسريبات” بأن خالد مازن وزير الداخلية قد جاء الى منصبه بسبب علاقاته مع الميليشيات.
في السياق ذاته، يرى المراقبون، أن صفقة الافراج عن أكبر مهربي البشر في ليبيا عبد الرحمن ميلاد، هو ضوء اخضر لباقي قيادات الميليشيات في ليبيا، بأن تعود لكامل نشاطاتها في العمل بالتهريب والمخدرات وأعمال القتل وفرض النفوذ في مناطق واسعة من ليبيا، دون ان يعترض احد وهو ما يهدد مستقبل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
ووصف برلماني إيطالي خبر إطلاق سراح، “البيداجا”، في ليبيا بالخبر “المقلق”. ونقلت وكالة أنباء “آكي” الإيطالية عن عضو حزب اليسار الإيطالي نيكولا فراتوياني قوله: تصوروا أن بعض الصحفيين الإيطاليين وجدوا أنفسهم تحت رقابة الشرطة بعد أن كشفوا عن عمليات تهريبه وتجارته بالبشر.
وأضاف القيادي في اليسار الإيطالي، أن الافراج عنه “خبر مزعج، يلقي بظلال أخرى على شخص مسؤول عن عمليات تعذيب ومخالفات أخرى حسب السلطات الدولية. شخصية غامضة لا يزال يتعين عليها شرح أشياء كثيرة عن علاقتها بالأجهزة الأمنية في بلادنا.
في السياق ذاته، تكشفت خلال الساعات الأخيرة، ملامح صفقة ميليشياوية أخرىة بقرب رفع اسم محمد كشلاف الشهير بالقصب، وأحد مهربي الوقود والبشر ايضا من قوائم المطلوبين في ليبيا بتفاهمات بين اسامة جويلي وعلي بوزريبة.
والسؤال من يوجه أعمال الداخلية؟ وكيف يخرج “البيدجا” هكذا دون محاكمة وهناك تقرير أممي يعدد جرائمه.