نيويورك تايمز: الولايات المتحدة والناتو أداروا ظهورهم لليبيا بعد إسقاط النظام في ليبيا
أكدت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي «ناتو» أداروا ظهورهم إلى ليبيا بعد سقوط نظام القائد الشهيد معمر القذافي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه رغم عدم مشاركة واشنطن بشكل مباشر في «سباق التسلح غير المشروع»، الدائر على الأرض، إلا أنها «تتحمل مسؤولية الفوضى الحاصلة بسبب انسحابها من الساحة الليبية بعد وقت قصير فقط من إطاحة القذافي وقتله».
ولفت التقرير إلى أن «الإدارة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن في وضع يسمح لها بتصحيح خطأ الرئيس أوباما من خلال تقديم دعم كامل ونشط وفوري لجهود الأمم المتحدة».
وأوضح التقرير الذي نقلته صحيفة الوسط، فرص نجاح الليبيين في الوصول إلى السلام المنشود «مرتبطة بشكل وثيق بإقناع الأطراف الخارجية التي أغرقت البلاد بالأسلحة والطائرات المسيرة والمرتزقة، وفي طليعتها كل من روسيا والإمارات، بالسماح للمسار السياسي بأن يأخذ مجراه».
وقالت الجريدة أنه لدى «الليبيين الآن فرصة للخروج من المشهد القاتم، حيث يستمر ما يبدو وكأنه وقف لإطلاق النار منذ أكتوبر الماضي، كما تمكن منتدى موسع للحوار السياسي بين الليبيين، عُـقد بإشراف أممي في نوفمبر الماضي بجنيف، من تعيين رئيس وزراء ومجلس رئاسي من 3 أعضاء كلفوا قيادة البلاد حتى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر المقبل».
وأضافت أن «المسار السياسي وخيار السلام هما أفضل فرصة لليبيين لإعادة توحدهم، بعد أن سئموا الحرب والتدمير ونهج اللصوصية الذي ابتُليت به ليبيا لعقد من الزمان، وتعبوا من تدخل الأطراف الخارجية والمرتزقة الذين زرعوا الموت في كل مكان، الذين تقدر الأمم المتحدة أعدادهم بنحو20 ألف عنصر في عموم البلاد»، مشيرة إلى أن «العودة مجددًا إلى دوامة الحرب الصفرية خيار غير مجدٍ لأي طرف».
وأوضح التقرير أن «تحقيق السلام في ليبيا أمر مهم لأسباب تتجاوز نطاق البلد بالنظر لكونه دولة تمتلك احتياطات ضخمة من النفط، ولأن فوضى العقد الماضي حولته إلى نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير النظاميين القادمين من عمق الصحراء الأفريقية الساعين لبلوغ أوروبا عبر المتوسط»