الثاني من مارس (الربيع)، في هذا اليوم الأغر، احتفل شرفاء ليبيا بذكرى عزيزة على النفوس، ألا وهي الذكرى الرابعة والأربعين لمولد أول جماهيرية في التاريخ، تلك المناسبة التي وقف عندها الزمان مسجلاً حدثاً تاريخياً مميزاً، فكان الحدث العظيم إعلان قيام سلطة الشعب ومولد أول جماهيرية في التاريخ؛ حيث أضحى الحلم حقيقة، والآمال والتطلعات واقعاً.
ونحن إذ نحتفي بهذه الذكرى الغالية، يتملكنا شعور بالوفاء والأعتزاز والعرفان للمفكر الثائر والقائد المؤسس معمر القذافي (طيب الله ثراه) لنوفيه بعض حقه علينا، ونستحضر حكمته وتراثه القيادي ونستلهم إرادته الصلبة وعزيمته الصادقة.
وفي عيد إعلان قيام سلطة الشعب ومولد أول جماهيرية في التاريخ، ها نحن نستدعي التاريخ ليرصد ماتم حصاده ويرفد الذاكرة، فقد أثبتت السنوات العشر الماضية، إن ما عاشته ليبيا من استقرار – قبل نكبة فبراير الأسود 2011- ، كان من ثمار تلاقي الإرادة الشعبية وإخلاص نوايا الأوفياء في مجلس قيادة ثورة الفاتح العظيمة، الذين اتخذوا من روح فكر الكتاب الأخضر مصدر الإلهام لقيام نظام سياسي يتشارك جميع الليبيين (رجالاً ونساء) مسؤولية إدارة شأن مجتمع جماهيري مرتكزه مواطن حر، كريم، آمن في وطنه، مطمئن على رزقه، مساهم بالمعرفة والعمل في صناعة مستقبل وطنٍ يسوده العدل ويعمّه الرضا.
وهنا نحن نحيي هذه الذكرى، ونحن فخورون بثورة الفاتح العظيمة وقائدها التاريخي التي لم تأل جهداً إلا وسخرته في سبيل بناء مجتمع جماهيري تسوده المساواة والمحبة والتسامح في ظل دولة قائمة على أسس العدالة وكرامة الإنسان وحريته.
ان إعلان قيام سلطة الشعب ومولد أول جماهيرية في التاريخ كان تحولاً تاريخياً، فعلى هدىً من ثوابته نحن سائرون، ونحن أكثر عزماً وأشد حرصاً على المضي قدماً وصولاً إلى الجماهيرية الثانية منطلقين من ماضٍ أصيل، ومستبشرين بغدٍ أكثر أملاً واشراقاً، لتعود ليبيا كما كانت قبل نكبة فبراير الأسود2011 ، دولة عزيزة الجانب، موفورة الكرامة، بعزة وشموخ ومكانة راسخة بين الدول.
وبهذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نجدد العهد والولاء للوطن على أن نظل أوفياء، بارّين بالوعد، محافظين على العهد، نؤدي واجبنا بكل عزم، سائلين الله العلي القدير أن يمَنَّ على وطننا مجدداً بنعمة الأمن والأمان والاطمئنان ويدهب عنه كل معتدٍ اثيم.
إشتيوي الجدي
دبلوماسي ليبي سابق