في ذكرى إجلاء القوات الإنجليزية من ليبيا.. الليبيون يستجدون تركيا وغيرها من الدول بمساعدتهم لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا ليتمكنوا اطلاق الخطوة الأولى للبدء في إعادة الاستقرار للبلاد.. إنها الشعارات والدعوات التي تصدح بها حناجر الليبيين منذ أعوام بعد أن أصبحت ليبيا دولة محتلة تطأها أقدام جنود ومرتزقة من كل حدب وصوب.
اليوم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي يطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب جنوده ومرتزقته من الأراضي الليبية، طلب رسمي بسحب المحتلين من ليبيا، وقرار رسمي بعدم دفع رواتب لهم من ليبيا.. هكذا أصبحت ليبيا بعد عشر سنوات من التدخل الأجنبي فيها.. أرض محتلة وطلب بخروج المرتزقة والأجانب.
لم تقف الأصوات الرسمية في ليبيا وخاصة من الحكومة الجديدة على المنفي، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد حمودة، على ضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، مؤكدا تمسك السلطة التنفيذية الجديدة بسيادة الدولة وضرورة خروج المرتزقة.
كما أكدت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، على ضرورة خروج كافة المرتزقة من الأراضي الليبية، بشكل فوري، مشددة على أن «رفض أي مساس بسيادة ليبيا هو في صلب أساس إستراتيجية عمل الخارجية الليبية».
من جانب آخر تؤكد الدعوات الرسمية في الخارج الليبي على أن خروج المرتزقة والجنود الأجانب من ليبيا، خطوة مهمة للتمهيد لإجراء انتخابات نزيهة في ليبيا.
فمن جانبه أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة إخلاء ليبيا من المرتزقة وتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تساهم في تأجيج الأزمة، للمساعدة على الوصول إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر المقبل.
كذلك شددت فرنسا مجددًا على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في وقت سابق دعم بلاده للجهود الدولية لإنهاء الأزمة السياسية وإنهاء التدخل الأجنبي في ليبيا، وذلك في رد سريع على إعلان تركيا تمسكها بإبقاء عسكريها في البلاد.
وفي هذا الصدد، كانت تركيا قد ألمحت إلى تهربها من إخراج عناصرها العسكرية الموجودة في ليبيا، مع اتخاذها بالتزامن مع ذلك خطوات عاجلة لسحب مرتزقتها السوريين الموجودين في ليبيا من خلال تسيير عدد من الطائرات التي نقلت المرتزقة السوريين إلى بلادهم أو وجهات أخرى.
ولكن تبقى الدعوات لإخراج كافة المرتزقة والقوات الأجنبية تعلو كل يوم، حيث أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش على أن ليبيا يجب أن تكون ذات سيادة كاملة على أراضيها دون أي وجود أجنبي، لافتا إلى ضرورة خروج المرتزقة الأجانب المدعومين من أطراف إقليمية ودولية.
كما أكد مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن خروج المرتزقة من ليبيا جزء من مسار الحل السياسي المستدام، مشددا على أن الالتزام بحظر توريد السلاح إلى ليبيا أمر حيوي لتطبيق الحل السياسي.
الأمر لم يختلف كثيرا عند الولايات المتحدة، حيث أكد وزير خارجيتها أنطوني بلينكن، الحاجة للتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار والذي يتضمن إخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير.
وجود المرتزقة في ليبيا من أكثر الملفات الشائكة أمام الحكومة، ويمكن أن يكون أحد أكبر العراقيل في طريق تحقيق السلام في البلاد، لكن حرص الحكومة على الفصل كلياً في هذا الملف من خلال اتصالات جدية ساهم في حلحلة هذا الموضوع واجتيازها بنجاح، خاصة وأن ذلك جاء مدعوما من دعوات وإصرار دولي كبير.