ليبيا تترنح تحت الجائحة.. السلالة الجديدة تصل البلاد ومواعيد متضاربة وفساد بخصوص اللقاح

“ضجيج بلا طحن” ووعود تلو الأخرى من المسؤولين عن الصحة في البلاد وغيرهم، لكن النتيجة “صفر كبير” كما يقولون. فالإصابات بالوباء تتزايد في ليبيا، وهناك مدن كاملة تخرج عن السيطرة والوضع الوبائي حرج للغاية. ولا تحرك فعلي ولا نجاح على الإطلاق في تطويق الوباء بشكل مرزي ومخيف، وكأن صحة الليبيين لا تساوي شيئا حتى أمام جائحة فتاكة مثل كورونا.

والأدهي كما يقول مراقبون، هو سرقة وتبديد الميزانيات المرصودة لمواجهة الوباء في مختلف المدن، وكأن هناك اصرار على الفشل والقتل عبر كورونا!!

وقال عبد الحميد الدبيبة، رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، إن هناك تحديات كبرى تواجه حكومته من خلال المشاكل القائمة وأهمها جائحة كورونا، مضيفًا: سنشكل لها فريق أزمة لمعالجتها.

وشدد الدبيبة، نحن مسؤولون مسؤولية كاملة عن الدفاع عن الشعب الليبي من جائحة كورونا. وسنشكل لجنة ونقدم لها كل الدعم وسنعمل على الحصول على اللقاح بأي ثمن وفي أسرع وقت ممكن، وتواصلنا مع عدد من الدول ستساعدنا في هذا الموضوع. على حد قوله.

وتفجرت العديد من الكوارث والأنباء السيئة، خلال الساعات الاخيرة بعدما أصدر مركز مكافحة الأمراض، بيانًا بشأن اكتشاف النوع الجديد المتحور لفيروس كورونا المستجد المعروف بطفرة لندن أو سلالة “كنت”.

وأكد المركز: أنه بالفحص تبين وجود 23 عينة من النوع الجديد المتحور لكورونا أي بنسبة 26% من إجمالي العينات الـ88 الموجبة التي تم اختبارها. ما يؤكد وجود هذا النوع معمليًا ولأول مرة في ليبيا، مع الأخذ في الاعتبار أنه يتصف بسرعة الانتقال ونشر الإصابة في المجتمع، وهو الأمر الذي يمثل مدعاة للقلق بسبب توقع ظهور موجة وبائية واسعة الانتشار.

وأضاف المركز، أن هذه الموجة ستكون وخيمة العواقب، خاصة في ظل التراخي وعدم الالتزام بتنفيذ التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية.

وحذر رئيس اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة السراج غير الشرعية، خليفة البكوش من تزايد مستوى خطر الفيروس في البلاد، مؤكدًا أن الفيروس المتحور أصاب العديد من الأطفال.

ووصف البكوش، قرار العودة للدراسة بالمجازفة، وشدد على أنه يصعب إقناع الأطفال بوضع الكمامة كما يصعب تطبيق التباعد بين الأطفال.

وعلق عضو اللجنة الاستشارية العلمية لمجابهة جائحة كورونا – طرابلس، حيدر السائح، بالقول: إنهم في انتظار وعود تجمع “كوفاكس”، بتوريد أول دفعة من اللقاحات الأيام المقبلة، ولكن إلى الآن لا جديد، مُشيرًا إلى أن منظومة التسجيل الخاصة باللقاح جاهزة، وفي مرحلتها الأخيرة لربطها بالرقم الوطني، وستطرح نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع القادم.

وشدد السائح، على الوضع الوبائي في ليبيا حرج وخطير، في ظل غياب المُشغلات اللازمة للكشف عن فيروس كورونا، واستمرار التجمعات بين المواطنين. وقال إن سرعة توريد اللقاح تحتاج، أن تخطو الحكومة خطوة جادة بالاتصال بالشركات والدول المُصنعة للاستعجال في جلبه للبلاد.

ووسط تضارب كبير وعدم التيقن حقيقة من الاتفاق على جرعات من لقاح كورونا أم لا؟ وعدم اليقين بشان وعود وصولها حقيقة للبلاد، أكد عضو اللجنة الاستشارية لمجابهة فيروس كورونا، علي المقدمي: إنه من المتوقع البدء في التسجيل بمنظومة الراغبين في الحصول على اللقاح ضد فيروس كورونا بداية الأسبوع المقبل، متوقعا وصول اللقاح بعد أسبوع واحد من فتح المنظومة!!

وأضاف المقدمي: أنه من المتوقع الإغلاق التام بعد ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا في البلاد، مبينا أن ذلك متوقف على مدى التزام المواطنين.

وفي تصريحات سابقة، ووفق بدر الدين النجار،  مدير مركز مكافحة الامراض فإن ليبيا تعاقدت مع منظمة الصحة العالمية على شراء مليونين و800 ألف جرعة من لقاح كورونا، بقيمة 42 مليون دينار أي نحو 9.4 مليون دولار أميركي، وأرجع النجار، التعاقد مع منظمة الصحة العالمية إلى تسهيل حصول ليبيا على لقاح مرخص ومعتمد من المنظمة.

وأضاف النجار، إنه رغم ان الإحصاء اليومي الصادر عن المركز يشير إلى تراجع الإصابات بالفيروس، فإن الأعداد الحقيقية أكثر من المعلنة.  والسبب أن مديريات الصحة وفرق الرصد والتقصي تتأخر في رفع الأعداد النهائية للمصابين إلى المركز.

كما أن شريحة كبيرة من المواطنين يتكتمون على إصابة ذويهم بالفيروس، ولا يعلنون عن ذلك إلا بعد وفاتهم.

وتجاوز عدد إصابات كورونا في ليبيا حاجز الـ130 ألف اصابة، فيما كانت تقارير الأمم المتحدة، قد صنفت ليبيا بالمركز الثاني في أفريقيا من حيث معدل الوفيات بفيروس كورونا نسبة إلى عدد السكان.

ووسط هذا الجو المعتم من الاصابات وتزايد الوفيات، تظهر الكارثة الأكبر بتأكيد حكومة السراج غير الشرعية، والتي انتهت ولايتها ولا تزال موجودة، أنها رصدت مليار دينار للتصدي لفيروس كورونا، وقبل نحو يومين قررت اعتماد نحو 600 مليون دينار أخرى لمواجهة الطوارىء والفيروس؟!

والسؤال الذي يردده ملايين الليبيين أين ذهبت هذه الأموال الضخمة؟ وخصوصا أن مدنا كاملة مثل “سبها” في الجنوب وغيرها تعاني من نقص في الكمامات والأدوات الطبية اللازمة لمواجهة كورونا وأسطوانات الاكسجين؟

والخلاصة إنه الفساد الذي ابتلع ميزانية تقارب الميزاينة التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الجائحة دون أي نتيجة على الأرض.

Exit mobile version