قبل 10 سنوات بالضبط من الآن، تواجد الصهيوني، برنارد ليفي، المعروف بعرّاب الفوضى العربية الكبرى في الأراضي الليبية. والسبب باختصار آنذاك، وفق ما قاله هو نفسه: العمل بقوة لإسقاط الدولة الوطنية في ليبيا وإزاحة القائد الزعيم معمر القذافي. حتى انه اقترب من الرئيس الفرنسي الأسبق، المجرم نيكولا ساركوزي، وقال له: إن التدخل الإنسانى في ليبيا ليس كافيًا، ويجب أن يكون الهدف الحقيقى إسقاط الزعيم معمر القذافى، فوافق ساركوزى، وأصبح ليفى مبعوثا له!
وكان شر المبعوثين ورسل الخراب في ليبيا. فهو لم يكن مراسلا صحفيًا، يريد أن يطلع على الأحداث والفوضي ويرصدها ولكنه كان مبعوثا فرنسيا صهيونيا بامتياز، لتدمير مقدرات ليبيا وإفساح الطريق أمام عملاء وخونة ما سمي بالمجلس الانتقالي، لمقابلة وفود دولية وعالمية بمعرفته، وتحت نظره لتحقيق الهدف الأكبر في إسقاط ليبيا وازاحة زعيمها الأسطوري وإيقاف النفوذ الليبي في أفريقيا.
وفي شهر أغسطس 2011، اعترف الصهيوني، برنارد ليفي لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن: الفوضى الجارية في ليبيا انذاك، تم الإعداد لها بدقة منذ شهور وإنه وقبل استشهاد القائد بنحو شهرين قال نصا: إنه يُجرى الإعداد للتخلص من الزعيم الليبي. وزاد برنارد ليفي بقوله: إن ما سمي بالمجلس الانتقالي خطط للفوضى في بنغازي ثم في طرابلس تم الاعداد له بدقة منذ شهور!!!
وكشف في وقت مبكر، أن عدد اعضاء مجلس الخونة، – المجلس الانتقالي- آنذاك يصل إلى نحو 30 عضوا وانه لا يجري كشف أسماءهم كلهم، فقد كان الخونة، يتخوفون من غضبة الشعب الليبي وملاحقتهم انذاك، فاكتفوا بعدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة، لتصدر المشهد الدموي في ليبيا تحت رعاية فرنسا وحلف الناتو.
وقبل ذلك بشهرين وفي يونيو 2011، أعلن برنارد ليفي وفق، ما نشرت BBC أنه نقل رسالة من المجلس الانتقالي في ليبيا إلى رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، مفادها أن المعارضة ستسعى لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، حال وصولها للسلطة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ليفي قوله، خلال لقاء دام ساعة ونصف مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني، نتنياهو، أنه أبلغه رسالة شفوية، مفادها أن النظام الليبي القادم سيكون معتدلا ويهتم بأمن الكيان الصهيوني!
ويحتفظ الليبيون في صدورهم، بغضب شديد ضد المبعوث الصهيوني، ويعلمون تماما، أنه وراء الدمار الواسع الذي أصاب ليبيا وأنه من خلق “أرجوزات” المجلس الانتقالي وتبنى قضيتهم عالميا، ودفع ساركوزي للاعتراف بهم وكان رسولهم الشرير الى العالم، بل كانوا أشبه بعرائس “ماريونيت” في ده يحركهم كيفما شاء.
ولعل ابلغ دليل على ذلك، الغضب الشديد، الذي قوبلت به زيارة الصهيوني، برنارد ليفي إلى ليبيا في شهر يوليو2020، الماضي تحت حماية ورعاية وزير داخلية السراج فتحي باشاغا، حيث قامت الدنيا ولم تقعد حول الزيارة المشبوهة، ومن فكر فيها ومن سمح له بأن تطأ أقدامه ليبيا من جديد.
فبرنارد ليفي، هو “عراب الفوضى” في جميع أنحاء العالم، فأينما حل، وجدت الحروب الأهلية والتقسيم والفوضى.
ومنذ عام 2011 ارتبط اسم برنارد ليفي بالتنظيمات الإرهابية، تحت ستار ما عرف بثورات الربيع العربي، وظهر في أكثر من موقع مع قيادات داعشية وإخوانية في سوريا وليبيا واليمن.
وفي أواخر 2011 أصدر ليفي كتابه “الحرب من دون أن نحبها.. يوميات كاتب في قلب الربيع العربي”، وهو وثيقة مشبوهة، حول حيثيات الفوضى الليبية وكواليسها ومجرياتها، بعد ما ادعى الانتصار الليبيين، عبر صفحات كتابه الساقط، ولم يقل حقيقة، أنه قاد عملاء المجلس الانتقالي لمشروع تفكيك ليبيا وتقسيمها ودب الفوضى في اواصرها كما الحال اليوم.
والمواقف المريبة والأدوار القذرة، للصهيوني برنارد ليفي، لم تتوقف عند حدود ليبيا، وإن كانت جريمته الأبشع ولكنها تمت في العراق وتمت في الجمهورية السورية. ففي عام 2017 حضر الصهيوني برنارد ليفي، في الاستفتاء الذي نظمّه إقليم كردستان العراق، بهدف الانفصال عن بغداد بشكل كامل، وظهر في إحدى الفيديوهات داخل أحد مراكز الاقتراع.
ومع بداية الأزمة في سوريا، أصدر ليفي مواقف عدة دعا فيها إلى تدخل الدول الغربية عسكرياً لقتال الجيش السوري وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي تونس عام 2014، خرجت احتجاجات عدة على زيارته، كما تنصلّت جهات سياسية من الوقوف وراء قدومه “الشؤوم” آنذاك لتونس.
الصهويني برنارد ليفي، البالغ من العمر 66 عاماً، وضعته صحيفة “جيروزاليم بوست” على لائحة الأكثر 50 يهودياً مؤثراً في العالم.