بروكينجز: إدارة بايدن لديها ثلاث خيارات في ليبيا وكل الفاعلين لا يريدونها موحدة
تحت عنوان، إدارة بايدن ترث ليبيا المتدهورة بسرعة، استعرض تقرير لمعهد بروكينجز الأمريكي، حال ليبيا بعد 10 سنوات من الفوضى ونكبة فبراير.
فبعد عشر سنوات لم تحل مشكلة الحرب الأهلية في ليبيا، ولا يزال وقف إطلاق النار بين الطرفين المتحاربين الرئيسيين هشاً. كما أن إمكانيات البلاد، نتيجة لثرواتها من الطاقة، تقوضها الطبقة الحاكمة الضيقة والمنقسمة.
وقال التقرير، إن موقع ليبيا الجغرافي الاستراتيجي المهم في وسط حوض البحر الأبيض المتوسط، يعد مصدرًا للقوة التجارية ومصدرًا لمشاكل ليبيا كذلك. حيث تسعى القوى الأجنبية إلى إقامة موطئ قدم لها.
وتابع التقرير، إن ليبيا غير المستقرة، المحاصرة في حرب أهلية مستمرة، تزعزع استقرار شمال إفريقيا وتولد تدفقات هجرة غير خاضعة للرقابة وتهديدات إرهابية لأوروبا.
لقد استغلت القوى الخارجية والجهات الفاعلة غير الحكومية الغياب الدبلوماسي المطول للولايات المتحدة. ومع ذلك ، يُظهر التاريخ الحديث أن المشاركة الدبلوماسية الأمريكية هي المفتاح لإعادة التوازن إلى البلاد ودرء التأثيرات المدمرة على حد ما جاء بالتقرير.
وانتقد تقرير معهد بروكينجز، التأثير الأجنبي المروع في ليبيا، فالجهات الخارجية تتدخل في ليبيا لأسباب جيوسياسية واقتصادية وأيديولوجية.
ففي وسط حوض البحر الأبيض المتوسط وبالقرب من إيطاليا، توفر موانئ المياه العميقة في ليبيا فرصة للسيطرة على منطقة بحرية كبيرة وطرق تجارية حيوية.
كما يمكن أن تكون ليبيا أيضًا قوة طاقة مهمة: فهي تمتلك أحد أكثر حقول النفط إنتاجًا في العالم، فضلاً عن إمكانات الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية. لكن في حين أن ليبيا غنية بموارد الطاقة ، فإنها تحتاج إلى استيراد كل شيء آخر. علاوة على ذلك ، دمرت الحرب الأهلية التي تلت نبكبة فبراير 2011 الكثير من بنيتها التحتية.
وأضاف التقرير، لقد أصبحت ليبيا بؤرة التنافس الأيديولوجي على الإسلام السياسي بين تركيا وقطر من جهة، والرباعية العربية المكونة من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين من جهة أخرى.
وقال التقرير، إن كل هؤلاء الفاعلين الخارجيين يفضلون ليبيا غير مستقرة. فتوحيد ليبيا تحت ظل حكومة واحدة، قد لا تعتمد على دعمهم ويقلل من نفوذهم ويعرض وجودهم المادي هناك للخطر.
ولفت التقرير، أن لدى إدارة بايدن الجديدة ثلاثة خيارات سياسية أساسية في ليبيا:
يمكن لواشنطن أن تحافظ على سياسة إدارة ترامب المتمثلة في فك الارتباط عن ليبيا. بعد التنازل عن مشاركة سياسية أكبر واستراتيجية أوسع.
كما يمكن لإدارة بايدن أن تقصر مشاركتها على ضربات مكافحة الإرهاب ضد فلول القاعدة وداعش وجماعات إرهابية أخرى. ولكن في حين أن مثل هذه السياسة تبدو وكأنها مصدر خفيف، إلا أن مثل هذه السياسة تتنازل عن الكثير من الأراضي في هذا البلد ذي الأهمية الجيواستراتيجية، وهي لا تفعل شيئًا لتحقيق الاستقرار في البلاد. أو القبول بالأدوار الموجودة من قبل أطراف عديدة في ليبيا كما هو الحال الآن.