بالفيديو| بسبب مستنقعات الصرف الصحي.. المعاناة في أبو هادي تطال البشر والزرع والضرع والحجر

 

بعضهم أصيب بالأمراض المختلفة.. وآخرون هجروا بيوتهم.. وغيرهم ماتت مزارعهم وأشجارهم وضاعت مصادر قوتهم.. وجميع هؤلاء يبحثون عن مصادر للمياه بعيدا عن الآبار.. إنهم أهالي منطقة أبوهادي بمدينة سرت  .

معاناتهم مأساة يومية.. بعد أن طفحت مياه الصرف الصحي بسبب تهالك محطة تنقية مياه الصرف الموجودة في المنطقة.

مشكلة صفح مياه المجاري في المنطقة مستمرة منذ 8 سنوات، كثُرت الوعود بحلها من المسؤولين، وتعدد شكاوى المواطنين بشأن هذه المعضلة، ولكن صُمت الآذان عنها، حتى تفاقمت الأزمة.

معاناة المواطنين ظهرت في مرارة حديثهم عندما ذكروا المشاكل الصحية التي يشكو منها الأطفال في المنطقة، هذا بالإضافة إلى الأمراض الجلدية التي يشكو منها العديد من المواطنين في المنطقة، خاصة وأن مستنقعات صرف مياه المجاري يوميًا، إذ أن بعض المستنقعات تتوسط ثلاث مدارس هي مدرسة الوحدة العربية، ومدرسة صلاح الدين، إضافة إلى روضة أطفال.

المعاناة لم تقتصر على البشر وحدهم فقد وصلت إلى الزرع والضرع، حيث جفت 12 مزرعة وماتت أشجارها، والآبار في المزارع اختلطت مياهها النقية بمياه الصرف الصحي، كما أن البعوض والبكتيريا والروائح الكريهة أثرت على المواشي في المنطقة أيضا، وأصابتها بالأمراض.

تلك الظروف أجبرت 20 عائلة على ترك منازلهم وبيوتهم وأقاربهم هربا من هذا المكان بعد أن يئسوا من إيجاد حلول للمشكلة، وبعد أن ملوا من وعود المسؤولين المتكررة التي لا تفضي لحلول ملموسة للمشكلة المتفاقمة منذ عام 2012، حيث أن محطة الصرف الصحي في منطقة أبو هادي بسرت متهالكة وأنشئت منذ 1976 متهالكة ومع ذلك لم يكترث المسؤولين لحال المدينة وأوضاعها.

ومع هذه الحال المزرية، كانت هناك محاولات لحل أزمة المحطة، ولكن أيادي الخراب لم تكن بعيدة، حيث سُرقت مضخات المحطة في 2017، الأمر الذي تسبب في دخول المياه السوداء إلى الخزانات الرئيسة بالمحطة.

في ظل طفح مياه الصرف الصحي في المنطقة، وانهيار محطة صرف أبو هادي.. اتفق عميد بلدية سرت مختار المعداني مع رئيس لجنة الادارة بجهاز مشروعات الإسكان والمرافق في يناير 2020 على أن يتم تكليف شركة إنشاء المراكز الادارية باستئناف العمل واستكمال مشروع محطة الصرف الصحي بالمنطقة، ولكن لا حياة لمن تنادي، وتستمر الأزمة وتتواصل معاناة الأهالي، بعد أن خربت المنطقة بالكامل زرعًا وضرعًا وحجرًا، ولم يتبقى إلا البشر المرضى.

Exit mobile version