طالبت الأوقاف بإخلاء المبنى الذي يشغره المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية الذي صنفته منظمة اليونيسكو للثقافة والعلوم ضمن مؤسسات التراث الانساني التي يجب المحافظة عليها وعدم المساس بها .
مطالبة الاوقاف للمركز بالإخلاء جاءت وكما تقول المصادر نتيجة لعدم دفع مستحقات الإيجارات المتراكمة.
أثارت هذه المطالبة العديد من ردود الأفعال على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل الصحافيين والكتاب والمثقفين، الذين أكدوا أن هناك محاولات لطمس التاريخ وتغييره، بدأوها عندما تم تغيير اسم المركز من مركز الجهاد لمركز إلى المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية، وفيما يلي استطلاع رصده موقع الجماهيرية لبعض الآراء.
فمن جانبه قال الكاتب الصحفي محمود البوسيفي: “في احتدام العدوان الألماني الهتلري على الأتحاد السوفييتي 1943، وتراجع القوات السوفيتية امام التقدم الألماني.. وجه جوزيف ستالين كلمة للشعب ( الروسي) صارخا : يا شعب بوشكين، يا شعب تولستوي وجوركي دافعوا عن وطنكم.”
وأضاف “الوطن ليس فقط الجغرافية. الوطن هو الذاكرة، دفء الذكريات، هو الحبل السري الذي يربط المرء بهذا الكوكب”، وتابع “ذاكرة الليبيين الوطنية التي تتحصن في (مركز الدراسات التاريخية. وتاريخ الجهاد) يتعرض الآن لحملة شعواء من الأوقاف لإخلائه.. وتحويله الى مقاه ودكاكين ومحلات”.
ودعا الليبيين قائلا: “ايها الناس، يا أهل ليبيا، دافعوا عن وطنكم، عن ذاكرتكم”.
أما الكاتب محمد أبو خريص فقال “رغم أن منظمة اليونسكو قد صنفت المركز الوطني للمخطوطات والوثائق التاريخية من ضمن مؤسسات التراث الإنساني التي يجب المحافظة عليها ، ورغم أن حكومة الوفاق أبدت استعدادها لدفع المبالغ المترتبة على المركز جراء تأجير المقر، إلا أن هيئة الأوقاف المالكة للعقار أصرت على إخلاء المبنى الذي يمثل الذاكرة التاريخية للمجتمع الليبي لاحتوائه على أكثر من 27000000 / سبعة وعشرين مليون / وثيقة ومخطوطة تاريخية ، وهو ما يعني ضياعها أثناء النقل أو حتى بيعها ، إن لم يكن هذا هو المخطط له أصلا، فكم هو المبلغ يا ترى الذي تريد الأوقاف مقابله تجريف الذاكرة التاريخية للمجتمع ؟ معا من أجل منع التعدي على المركز الوطني للمخطوطات والوثائق التاريخية “.
ودق خالد الديب ناقوص الخطر بعد هذه المطالبة قائلا: “جرس إنذار.. بعد أن تاجروا بالوطن في سوق النخاسة، إنتقلوا إلى ذاكرتنا ليسمسروا بها، مركز الدراسات التاريخية في المزاد”.
ورأى الكاتب محمد عمر غرس الله، إنهم “يريدون الاستيلاء على مباني مركز مخطوطات ووثائق جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي، واستهداف الذاكرة الوطنية الإسلامية بحجة ملكية الأوقاف للمباني، فيتم تحت هذا المبرر تضييع ملايين الوثائق والمخطوطات، وملايين ساعات التسجيل المسموع والمرئي التي تحوي الذاكرة الوطنية الإسلامية النادرة، ومقاومة العرب الليبيين الاسلامية للاستعمار الإيطالي وحزمته الدينية الكاثوليكية والحضارية”
وعلق الصحفي أحمد الخميسي عن الموضوع قائلا: ” من تسعة ألف عقار وقف من بينها مقر رئاسة الوزراء بطريق السكة، هيئة الأوقاف تريد مقر مركز الدراسات التاريخية، انقذوا الهوية الوطنية”.
فيما دعا عميد المصورين الليبيين محمد كرازة إلى ” اعتصام لإنقاذ مركز التوثيق من العبت بالوثائق وتاريخ اجدادنا.. المقر مهدد”.
كما قال الناشط محمد الشكري “هل يفعلها رجال الاعمال الوطنيين من باب مسئوليتهم الاجتماعية فيتنادون من أجل شراء مبنى المركز الوطني للمخطوطات التاريخية (الذاكرة التاريخية لشعبنا) المملوك للأوقاف والتنازل عنه لصالح المركز”.
واعتبر زاهي مغربي أن حماية ” المركز الوطني للمخطوطات التاريخية الذي يعد ذاكرة الوطن، مسؤولية أخلاقية واجتماعية”.
تأكيدات من بأن هناك مساعي لنهب الوثائق في المركز ودعوات لوقف هذه المساعي التي تهدف لطمس الثقافة والهوية والتاريخ