أكد المحلل السياسي سعيد رشوان، أن مسارات حل الأزمة الليبية الثلاث السياسية والأمنية والاقتصادية، لم تحقق أي نتائج رغم أنه تم العمل بها، كما أنها مسارات نظرية، فالبلاد لم تستقر بعد ولم تتشكل هيئاتها التشريعية.
وأوضح رشوان في تصريحات لبوابة افريقيا الإخبارية، أنه بتقييم المسار السياسي نجد أنه اقتراح خارجي اتضح من خلال اختيار أعضاء لجنة الـ 75، لذلك نجد تضارب المصالح بينهم، وبذلك لم يحقق الحوار أي نتائج.
ورأى رشوان أن الطريقة المتبعة للوصول إلى تكوين سلطة موحدة في البلاد لن تؤدي لنتائج جيدة.
ورهن رشوان نجاح المسار العسكري الذي تضمن طرد الأجانب والمرتزقة من البلاد وتوحيد المؤسسة الأمنية ونزع السلاح من المليشيات، بنجاح المسارات الأخرى والبرامج السياسية بما فيها مشروع الانتخابات، مشيرا إلى رغبة طرفي لجنة 5+5+ العسكرية في توحيد المؤسسة العسكرية، وهو ما تجلى في تبادل الأسرى والسعي لفتح الطريق الساحلي على الرغم من عدم تمكنهم من ذلك بسبب سيطرة المليشيات.
وعلق رشوان على أن تفكير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن إرسال قوات حفظ سلام لليبيا مؤشر إلى أن هناك إفشال متعمد للجنة5+5 أو عدم جدية في مسندتها.
أما المسار الاقتصادي القائم، فاعتبر أنه لقاء مجموعة أشخاص فقط، مستبعدا أن يحددوا المستقبل الاقتصادي للبلاد، خاصة وأن هناك مشكلات جمه تواجه الاقتصاد الليبي والحياة المعيشية للمواطن ناتجة عن عدم الاستقرار الأمني والاستقرار النقدي ومشكلة مصرف ليبيا المركزي وانقسام المؤسسة المصرفية
ورأى رشوان أن مناقشة الموضوعات الاقتصادية في ملتقى الحوار السياسي سابق لأوانه، حيث يجب أن يتم ذلك مع حكومة مستقرة وهيئات منتخبة وترسم شكل الحياة الاقتصادية في البلاد وتعالج مشكلة الدخل والمشكلات القائمة.
دعا رشوان إلى ضمان أن تكون هناك انتخابات شفافة يشارك فيها جميع الليبيين دون إقصاء، مضيفا “لكن يجب أولا توحيد المؤسسة الأمنية وتحقيق وحدة وطنية لأن إجراء الانتخابات في هذا الوضع ربما يؤدي لنتائج مفادها عدم الاعتراف بالانتخابات وهذا ما حدث في انتخابات مجلس النواب”
ولفت إلى أن “تحديد 24 ديسمبر موعدا للانتخابات أمر استفزازي ومضحك فصحيح أن هذا اليوم هو الذي تم فيه إعلان استقلال ليبيا لكن لا يهم اليوم بقدر ما يهمنا أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة ويشارك فيها كل الليبيين ويعترف بها الجميع”، مبينا أن هذا العمل “غير ناضج ويحتاج أن تتأسس الدولة أولا مدعومة بالأمن والاستقرار والقانون والقضاء والمصالحة التي تستكمل بعد بناء الدولة وذلك لإتاحة الفرصة أمام الجميع للترشح”.
وعلق رشوان على عدم تعيين مبعوث أممي حتى الآن قائلا، “البعثة الأممية تعمل بشكل اعتيادي سواء كان هناك مبعوث أممي أو لا فإن هناك تعليمات تصلها من الدول الكبرى والدول الضالعة في المشهد الليبي”، مضيفا أن “البعثة لازالت لا تتعامل مع الأطراف الحقيقية والمؤثرة القادرة على إيجاد حل وهذا لا يعني أن المشاركين في ملتقى الحوار غير جيدين لكن 80% منهم غير قادرين ولا يمثلون أحد”
ولفت إلى أنه “إذا كان هناك نية لتعيين مبعوث أممي يجب أن يكون من الدول البعيدة التي ليس لها مطامع في ليبيا مثلا دول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا”.