شكك الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الفيتوري، في صدق الرواية الأمريكية – البريطانية الجديدة، حول قضية لوكربي. وقال إن ملايين الليبيين عانوا جراء هذه القضية وليس ضحايا طائرة لوكربي الـ270 فقط.
وأكد الفيتوري، في مقال له في صحيفة “ذا ناشيونال”، تابعته “أوج” إن المدعي العام الأمريكيـ ويليام بار، أعلن لائحة الاتهام الجديدة ضد ضابط المخابرات الليبي السابق أبو عجيلة مسعود في قضية تفجير لوكربي خلال الذكرى 32 للتفجير، لكن هذا الأمر لن يحل القضية على حد قوله.
وقال الفيتوري، إن الراحل عبد الباسط المقرحي، بالنسبة لغالبية الليبيين، مجرد ضحية أخرى لمقتل 270 من الأبرياء الذين لقوا حتفهم في الطائرة. وأشار إلى ضرورة اعتبار جميع سكان ليبيا، بين عامي 1991 و1998 ضحايا، وتحت ضغط من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث فرضت الأمم المتحدة حظرًا اقتصاديًا وحظرًا شديدًا على السفر جواً من وإلى ليبيا.
وذكر الفيتوري: بغض النظر عن الآثار الاقتصادية الكلية المدمرة على البلاد، كان على كل ليبي يحتاج للسفر إلى الخارج أن يتحمل صعوبات كبيرة، وأضاف ساخرا: كان عليك أن تقود سيارتك إلى تونس أو مصر، أو أن تأخذ قاربًا إلى مالطا، ثم ستلحق برحلتك إلى وجهتك، العقوبة الجماعية مباشرة”.
وأوضح الفيتوري، أن التعويضات التي دُفعت لتسوية القضية بلغت 2.7 مليار دولار، وقبلت ليبيا نتيجة محاكمة “كامب زيست” بهولندا التي أدانت عبد الباسط المقرحي، قائلا: كانت الفكرة أن تسوية قضية لوكربي، بالاتفاق المتبادل مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، من شأنها أن تساعد في إغلاق الأمر، ما يمهد الطريق لتطبيع العلاقات مع الغرب.
وتابع الفيتوري: كان الرأي العام الليبي، آنذاك والآن، يعتقد أن ليبيا ليست مسؤولة عن المأساة، ومع ذلك، اختارت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ليس فقط الاستمرار في إخفاء الحقيقة حول ما حدث، ولكنهما خاضتا حربًا ضد ليبيا في عام 2011م بحجة حمايتنا – مدنيين – في حين دفعوا في الواقع لتغيير النظام، والنتيجة مأساة أخرى نعيشها في ليبيا التي كانت دولة آمنة ومزدهرة، فتحولت إلى غابة حيث أصبح الشعب الليبي فقيرًا ويصعب تحقيق الأمن.