قبل شهور قليلة من اندلاع نكبة فبراير 2011 وبالتحديد في نوفمبر 2010، قبل 10 سنوات بالضبط من الآن، رصدت وكالة “رويترز”، العالمية في تقرير منشور لها لا يزال على موقعها، صورة للمهابة التي تتمتع بها ليبيا ويتمتع بها القائد الشهيد، معمر القذافي وسط كافة الدول الأفريقية. وكيف أن “المنح والسخاء” الذين يتعامل بهما القائد مع أفريقيا جعلها تكن تقديرا شديدا لليبيا، بل إن ذلك سبب انذاك ووفق تقرير “رويترز”، قلقًا لدى بعض القوى العالمية ومنها الصين من زيادة النفوذ الليبي في أفريقيا.
وكتبت رويترز، نصا: “إن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي، حظيت باستقبال خاص لدى وصوله إلى أوغندا في وقت سابق هذا العام لحضور قمة أفريقية، بعدما اصطف مئات الأطفال على جانبي الطريق مرتدين قمصانا تحمل صورته.
وأن هذا المشهد اللافت للقذافي، هو مجرد الجانب المرئي من نفوذ ليبي ضخم ومتنامي في القارة الأفريقية، يأخذ أشكالا تتراوح بين التبرع، بجرارات زراعية لناميبيا الى صفقات في قطاع الاتصالات بقيمة 90 مليون دولار في تشاد، وبناء مستشفيات تحمل اسم الزعيم الليبي.
وأن دولا أفريقية عديدة اعترفت بمكاسب حقيقية جراء المنح الليبية لهم، أما المسؤولون انذاك في العاصمة طرابلس فقالوا: إن الهدف وفق توجيهات القائد الشهيد، معمر القذافي، تشجيع التنمية ومساعدة افريقيا على التصدي للاستغلال والاستعمار.
هذه كانت “ليببيا العظيمة”، وقت حكم القائد الشهيد معمر القذافي، تفيض خيرا ومهابا وكرامة ونفوذا على أفريقيا بكاملها.
لكن هذا كله تغير الآن، بعد مجىء الفئران والخونة والجرذان، ليقفزوا على حكم ليبيا العظيمة، فتبدل الحال وأصبحت ليبيا دولة يتسول أهلها “صدقات” من الأمم المتحدة ومن مفوضية اللاجئين، ومن قوى استعمارية سبق وأن قبلت أيدي القذافي في مشاهد تاريخية لا تنسى.
ويبدو الحال مأساويا، يكاد يدفع ملايين الليبيين للانفجار ضد هؤلاء “الجرذان”، الذين نهبوا ولايزالوا مقدرات ليبيا وكانوا جميعهم صغارا على حجم الوطن العظيم.
والمأساة تتضح في شواهد عدة، فها هى منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، تقدر أن نحو 348 ألف طفل في ليبيا، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية سواء كان ذلك عن طريق تقديم الغذاء أو الرعاية الصحية أو الحصول على التعليم!
وأضافت البعثة الأوروبية، التي نشرت الخبر على صفحتها، أن العديد من المدارس في ليبيا تضررت أو دمرت أثناء الصّراع الليبي، أو اضطرت إلى إغلاقها بسبب استمرار النّزاع، وان الأوضاع تزداد سواءا بعدما أصبح آلاف الأطفال معرضين لخطر التخلّف عن الدراسة. وأن الاتحاد الأوروبي يعمل مع اليونيسف على تأمين فرصة للأطفال في ليبيا للتعلم والدراسة في بيئة آمنة!!
هذه الأوضاع التي أوجدها الخونة والعملاء والذين لا يزالون يتعاركون على حكم ليبيا، هى ما دفعت الحكومة الألمانية للتصدق بـ 2 مليون يورور، لدعم برنامج الحوار السياسي، ووقع سفير ألمانيا لدى ليبيا، أوليفر أوفتشا، اتفاقية بهذا الخصوص مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، جيراردو نوتو، بحضور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز، في إطار تعزيز الشراكة بين الحكومة الألمانية والبرنامج الأممي.
هذه الأوضاع المأساوية في ليبيا، وتحولها من دولة ذات سيادة ومهابة تحت حكم الزعيم الليبي الراحل القائد الشهيد معمر القذافي، من دولة غنية مانحة، إلى دولة تتلقى المساعدات، وهو ما دفع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين للتصدق، على نحو 1720 أسرة ليبية فقيرة ببطاقات مدفوعة الأجر بسبب أزمة السيولة الحادة في ليبيا. وأشارت المفوضية على موقعها على “فيس بوك” أنه في عام 2020 تم استهداف 1702 اسرة ليبية للمساعدة النقدية!، وهو ما دفع الأمم المتحدة كذلك لتتصدق على 3000 أسرة نازحة بمواد تمكنهم من مواجهة الشتاء!!
ودفع إيطاليا – الدولة الاستعمارية السابقة- التي سبق أن قبل رئيس وزراءها بيرلسكوني، أيدي القائد الشهيد وأقر بالاستعمار الإيطالي لليبيا، واعتذر وتعهدت روما بدفع 5 مليارات دولار، لكن الحال تبدل في عهد الخونة، فتعلن إيطاليا تصدقها على ليبيا بمبلغ 450.000 يورو لدعم عملية السلام والحوار السياسي، الذي لا ينتهي بين عملاء الاستعمار للخروج من المأزق الجاري.
وهكذا وغيرها من المشاهد والمواقف التي تفضح حكم أتباع ولاعقي أقدام الصهيوني، برنارد ليفي وساركوزي والحمدين، ممن دمروا ليبيا ولا يزالون يرقصون على جثتها وكرامة شعبها.