بعد إطلاق سراحهما..قصة الروسيين شوغالي وسويفان تفضح حكومة السراج وميليشياتها وابتزاز الإخوان
أعلنت وكالة أنباء “تاس” الروسية، اليوم الخميس، عن الإفراج عن الباحثين الروسيين مكسيم شوغالي وسامر سويفان، العاملين في مؤسسة حماية القيم الوطنية المحتجزين في طرابلس منذ مايو 2019.
وفي مشهد مخجل، عرضت الصفحة الرسمية لـ “ميليشيات السراج” المعروفة باسم “بركان الغضب”، خلال منشور عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، صورا لـ “شوغالي وسويفان” يحملان مظروفين مكتوب على أحدهما “العدوان على طرابلس..عام من الجرائم”، والآخر ترجمة باللغة الإنجليزية لنفس العبارة، وحمل المنشور اتهامات لهما بالجاسوسية.
• ابتزاز المشري لروسيا
وفي أواخر مايو الماضي، كشف تسجيل صوتي نشره رئيس صندوق حماية القيم الوطنية الروسي، ألكسندر مالكفيتش، مع رئيس مجلس الدولة الإخواني، خالد المشري، عن محاولة الأخير ابتزاز روسيا.
وعرض المشري، في التسجيل الصوتي، مبادلة عالم الاجتماع الروسي مكسيم شوغالي، ومترجمه الليبي سامر سويفان، المحتجزين في سجن معيتيقة، مقابل تقديم روسيا الدعم السياسي لحكومة السراج.
وقال المشري في المكالمة المسجلة مع موظف الصندوق يونس أبازيد: ”لدى السيد فايز السراج رغبة في زيارة روسيا، والالتقاء بالرئيس فلاديمير بوتين، والخروج من هذا اللقاء ببيان مفاده أن روسيا تقف مع الحكومة الشرعية وشرعية قرارات مجلس الأمن الدولي وبيانات من هذا النوع“.
وأضاف: ”هذا ليس تبادلًا، لكن نحن أيضًا موقفنا صعب، نحن بحاجة إلى المساعدة، أتفهمني؟ ولن يكون هذا مرتبطًا بشكل عام بالصندوق الوطني لحماية القيم، ولكنه سيبسط الأمر بشكل كبير“.
كما جادل المشري في المكالمة المسجلة بأن الباحثين شوغالي وسويفان خالفا نظام التأشيرة واتصلا مع جهات تعتبر عدوة، الأمر الذي اعتبره أبازيد سخيفًا، نظرًا لأن التأشيرات قانونية وسارية المفعول، مؤكدًا أنهما أجريا اتصالاتهما بعلم حكومة السراج.
وفجر أبازيد مفاجأة عن كون المشري شخصيًا قد طلب من الصندوق التواصل مع سيف الإسلام القذافي، وهو ما قام به الباحثان، لكن المشري قال: ”أنا قلت أنكم عندكم تواصل لكني لم أقل أن يتواصلوا مع سيف بطريقة غير شرعية“.
وحذر المشري في المكالمة من عدم الاستجابة لمطالبهم، قائلًا: ”نحن لا نطلب أي شيء مستحيل، ولكن إذا تحولت القضية إلى المحكمة، فإن هذا سيعقد الأمر، لماذا التعقيد؟ لا نريد هذا“.
• فيلم روسي يسلط الضوء على القضية
في الـ 9 من مايو الماضي، بدأت قنوات روسية في عرض الفيلم الروسي “شوغالي”، والمقتبس من قصة واقعية لعالم اجتماع روسي وصل إلى العاصمة الليبية طرابلس في مهمة إنسانية، ليتم اختطافه واعتقاله هو ومترجمه وزجهما في سجن معيتيقة من قبل الميليشيات الإرهابية، في المدينة دون توجيه أي تهمة رسمية لهما.
واستعرض الفيلم ما يتعرض له الشعب الليبي من قتل وتدمير وتهجير وسرقة وأطماع، هذا إلى جانبتسليط الضوء على الحرب التي تقودها الميليشيات في طرابلس، من خلال قصة الباحث الاجتماعي مكسيم شوغالي ومترجمه سامر سويفان.
ويروي الفيلم قصة إرسال شوغالي إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث كان يعمل لدى مؤسسة فكرية روسية غير حكومية بناء على دعوة رسمية من حكومة السراج، وكانت مهمته تتمثل في إجراء بحوث استقصائية واستطلاعات رأي في البلد الذي وقع ضحية الميليشيات الإرهابية، وأثناء عمله في طرابلس، تقع بين يدي شوغالي معلومات من شأنها أن تكلّف الحكومة في طرابلس الكثير، ليتم اعتقاله من قبل إحدى ميليشيات السراج المسماة بـ “قوات الردع” بقيادة المدعو عبد الرؤوف كارة، وهو أحد أعضاء تنظيم “الإخوان المسلمين” الإرهابي.
ويسرد الفيلم في تفاصيله أيضا، محاولة حكومة السراج إلصاق تهمة التجسس والتدخل في الانتخابات بشوغالي، خاصة بعد لقائه بالدكتور سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الشهيد معمر القذافي.
• من هما شوغالي وسويفان
مكسيم شوغالي هو عالم اجتماع روسي، وصل إلى طرابلس برفقة مترجمه سامر سويفان بدعوة رسمية وبتنسيق مع حكومة الوفاق التي تسيطر على طرابلس. كانت مهمة شوغالي إجراء بحوث علمية واستطلاع رأي العامة في شوارع العاصمة، وفي يوم من الأيام وأثناء قيامه بعمله بشكل اعتيادي في طرابلس، قامت مجموعة مسلحة تابعة لوزارة داخلية حكومة السراج باعتقاله واختطافه، تبين فيما بعد أن هذه المجموعة اقتادته إلى سجن معيتيقة الواقع في مطار معيتيقة الدولي الذي حولته تركيا وميليشيات السراج إلى مطار عسكري.
وحسب ما ذكرت عدة مصادر، حصل مكسيم بالصدفة على معلومات بإمكانها أن تغرق حكومة السراج في بحر من المشاكل.
وحتى بعد توقيف حكومة السراج لشوغالي بشكل غير قانوني، وإثبات أنه ليس إلا عالم اجتماع، تواصل حكومة السراج اتهام الجميع بأنهم مكسيم. فقد قامت باتهام رجال أعمال روس بأنهم مكسيم شوغالي، حتى وصل بهم الحال إلى اتهام المرتزقة الأوكرانيين الذين اعترفوا بأنفسهم أنهم يقاتلون في صفوف حكومة السراج ويساندونها بأنهم مكسيم شوغالي أيضا.