تقاريرمحلي

ما بين الاعتراف بالوجود الأجنبي والتنبيه منه.. يغرق الليبيون في فوضى الاحتلال

لا يزال التدخل الأجنبي في ليبيا العقبة التي تقف أمام نجاح الحوار في ليبيا، على الرغم من أن المجتمع الدولي ومنظماته التي تؤكد مرارا وتكرارا على ضرورة توقف هذا التدخل، هو من يقوم بنفسه بهذا التجاوز.
ولكن هناك أذرعا داخلية لها يد طولى في مساعدة تلك الدول المتغلغة في ليبيا، مثل حكومة السراج ومليشياتها ورئيسها المجلس الرئاسي غير الشرعي فايز السراج، وهو ما تستند عليه تركيا في تأكيداتها باستمرار تواجد قواتها في ليبيا.
وهذا ما أكده عبد الرحمن الشاطر رجل السياسة الإخواني الذي قال إن الليبيون يعملون على تفكيك دولتهم، وأن مجلس الأمن شجع التدخل و تغاظى عن الإنتهاكات، متهما البعثة الأممية بأنها ساهمت في رسم الخطوط لرئيسية للصورة القاتمة التي آلت إليها ليبيا، والتي تحدثت عنها وليامز في ملتقاها الثاني الافتراضي مع الليبيين
تأثر ليبيا بالتدخلات الخارجية وتأثير ذلك على الأوضاع في ليبيا لا يخفى على أحد، كما لا ينكره أحد وفي هذا الصدد قال رئيس مجلس الدولة الإخواني خالد المشري، التدخلات الخارجية الحالية أثرت في ليبيا ووضعها الاقتصادي والمعيشي تأثيرًا كبيرًا، كما أدت إلى انهيار في المنظومة الاجتماعية بسبب الحروب التي اشتعلت في البلاد، كما أدت إلى انقسام الليبيين.
البعثة الأممية وممثلتها في ليبيا وليامز تؤكد وجود 10 قواعد عسكرية في ليبيا منتشرة في جميع أنحاء البلاد وتشغلها اليوم بشكل جزئي أو كلي قوات أجنبية، كما يوجد في ليبيا 20000 من القوات الأجنبية أو المرتزقة ، وهذا ما يعد انتهاكًا مروّعًا للسيادة الليبية.
هؤلاء الأجانب كانوا موجودين في ليبيا كضيوف، “لكنهم الآن يحتلون منزلكم”، وتضيف” وجودهم في ليبيا ليس لمصلحتكم، بل هم في ليبيا لمصلحتهم، هذا ما نبهت إليه وليامز المتحاورين الليبيين، لكنها لم تكتفي بذلك، بل أشارت إلى أن أولئك الأجانب “هم من يتسببون في تدفق السلاح إلى بلادكم، وبلادكم ليست بحاجة إلى مزيد من الأسلحة”.
المبعوثة الأممية حذرت عدة مرات من الأزمة الخطيرة في ما يتعلق بالوجود الأجنبي في ليبيا ، وتحكم هذا الوجود في مفاصل الدولة ومختلف إداراتها، مدللة على ذلك بالقول إن “هناك فاعلون أجانب يتصرفون في ظل الإفلات التام من العقاب وان هنالك جهات فاعلة محلية تنخرط في فساد مستشر واستغلال للمناصب لتحقيق منافع شخصية اضافة الى سوء الإدارة الذي تعاني منه ليبيا الى جانب تزايد انعدام المساءلة وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان بشكل يومي”
بعد كل هذه التحذيرات رأت وليامز أن الحل يكمن في الانتخابات والتوافق السياسي، منبهة إلى أن الوقت ليس في صالح الليبيين.
سيبقى التواجد الأجنبي هو الأزمة الأكبر في ليبيا.. ولكن بعض ذلك التواجد علني يتحدى المجتمع الدولي، وآخر مستتر يتخفى وراء كومارس من الليبيين، وبذلك تصبح ليبيا طاولة شاطرنج تتقاسم عليها الدولة الأدوار للحصول على الملك في النهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى