المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا غسان سلامة: الليبيون لايدركون أن استقوائهم بالخارج يُعود بالضرر الكبير على بلدهم

قال المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا، غسان سلامة، إنه ليس متأكدًا من أن الليبيين سيستفيدون من الفرصة التي أمامهم وسينجحون في تحويلها إلى باب للاستقرار.

وأضاف سلامة، في مقابلة له، عبر فضائية “العربية”، تابعتها “أوج”: “الفرصة التي أمام الليبيين الآن لم تحدث منذ عام 2011م، وما حدث مؤخرًا هو نوع من توازن القوى على الأرض، بعد هجوم قوات الكرامة وسيطرتها على اجزاء كبيرة من الجنوب، ثم انسحبت، وحدث نوع من التوازن مع خط غير مرسوم على الأرض، وهو خط “سرت – الجفرة”، الذي يضع نوعًا من توازن القوى العسكري”.

وذكر أنه متفائل اليوم، بعد وجود عدة مسارات (سياسي – اقتصادي – عسكري): “في المسار العسكري، هناك لجنة 5+5، وحفتر والسراج هلكوني لعدة أشهر دون أن يُسموا مندوبيهم في هذه اللجنة، وفي مؤتمر برلين حصلت على 5 أسماء من كل جانب، والمسار العسكري أصبح اليوم أفضل بكثير مما كان عليه”.

وفيما يخص المسار السياسي، قال سلامة: “بدأنا هذا المسار في جنيف، وتعطل لفترة، ثم عدنا إليه مؤخرًا، وستيفاني ويليامز (رئيسة البعثة الأممية بالإنابة)، عقدت أول اجتماع له في تونس مؤخرًا، وهناك تقدم ملموس في هذا المسار، بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية”.

وأكمل: “ليس هناك نضوج بالصورة الكافية لحجم المخاطر التي تحيط بليبيا، وربما ليس عند الليبيين الصورة الكافية عن مدى تكالب المصالح الدولية على خيراتهم، وربما ليس هناك وعي كافي لدى الليبيين بأن استقوائهم بالخارج يُعود بالضرر الكثيف على بلدهم، والمرتزقة الذين جاءوا بهم، ربما يصبحوا عالة عليهم، ويرفضوا المغادرة، وهناك طبقة سياسية سيئة ومستفيدة من الأوضاع الراهنة ومتمسكة بكراسيها، وهي ليست من القائلين بضرورة التغيير والذهاب إلى الاستقرار”.

واستفاض سلامة: “في ليبيا كل يوم مليونير جديد، وربما كل أسبوع، ولكن وضع الطبقة الوسطى يسوء كل يوم، وبقيت البلاد لمدة 9 أشهر بدون إنتاج أي نقطة نفط، وهي تعتمد على النفط بنسبة 95% من عائداتها، وبالتالي هناك فئة من الليبيين ليست مستعجلة للتوصل إلى حلول، وهذا أحد العقبات الكبرى التي تواجه الليبيين”.

وتطرق سلامة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، مُبديًا تخوفه منها، قائلاً: “أتخوف منها لأنني أعرفها، وبعض الأسماء التي عينها بايدن تعاملنا معها في السابق، ويتم إعادة توظيف مختلف هذه الوجوه مرة أخرى”.

وأعرب عن رفضه للهجوم الذي شنه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وغيره على ليبيا في العام 2011م، لافتا أيضًا إلى اعتراف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأن الهجوم على ليبيا كان أسوأ قرار اتخذه، لكن دون مراجعة لهذه السياسة التداخلية في شؤون الشرق الأوسط، على حد تعبيره.

Exit mobile version