محلي

وليامز لليبيين: لا تسمحوا لمن يصرون على إبقاء الوضع كما هو عليه بسرقة فرصتكم

 

دعت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، الساسة والشعب الليبي إلى عدم السماح “لمن يصرّون ويحاربون بجميع الوسائل على إبقاء الوضع على ما هو عليه بأن يضللوكم بالأخبار والحملات الملفقة وأن يسرقوا منكم هذه الفرصة.”

ووصفت وليامز اتفاق وقف إطلاق النار بأنه “لحظة سيسجلها التاريخ”، محيية وفدي اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5+5)، اللذين وقعا على الاتفاق.

وقالت مخاطبة أعضاء الوفدين إن “ما أَنجَزتموه هنا يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة، لقد اجتمعتم مِن أَجلِ ليبيا، مِن أجل شعبكم، لتتخذوا خطوات ملومسة لإنهاء معاناتهم”.

كما حيت وليامز الإحساس بالمسؤولية والوطنية والالتزام بروح التفاوض لدى أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة، ولدى المشاركين في الملتقى السياسي.

مشاركة المرأة

وأشارت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى دور الكتلة النسائية التي شاركت في الملتقى، مشيرة إلى أهمية دور المرأة في بناء وصنع السلام، وقالت “إنهن يستحققن بالفعل وزنهن ذهباً عندما يتعلق الأمر بوجودهن على طاولة المفاوضات”.

ولفتت إلى تغير موقف الرجال حيال مشاركة النساء في الحوار، موضحة أن “الرجال بدأوا في تقدير ذلك أيضا، فهناك اختلاف كبير بين مواقفهم في بداية ونهاية الاجتماع، واعترافهم بأن النساء يمكن أن يكنّ فعالات جدا في صنع السلام”.

وأثنت وليامز على كتلة النساء، حيث اجتمعن معا ككتلة، وبدأن في وقت مبكر إلى حد ما في العمل على بيان يحدد سلسلة من المبادئ والتوصيات لتحسين مشاركة المرأة في العملية السياسية والحوكمة، ودعين إلى تمثيل المرأة الذي تشتد الحاجة إليه وتحسينه في الحياة السياسية في ليبيا، ودعين الدولة لأن تفي بالتزاماتها الدولية تجاه حقوق المرأة وحمايتها، وطالبن بأن تمثل النساء بما لا يقل عن 30٪ في المناصب القيادية والسلطة التنفيذية التي يتم إصلاحها، وتم التأكيد على ذلك أيضا في خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها بالتراضي من قبل المشاركين في اليوم الأخير.

وأشارت المبعوثة الأممية بالإنابة إلى حرصها على تمثيل النساء الليبيات بقوة في الحوار السياسي، كما تم دمجهن في الحوار الاقتصادي.

وأضافت فيما يتعلق بما نقوم به، فإننا نسهل تشريعات تراعي الفوارق بين الجنسين وتشريعات شاملة للنوع الاجتماعي ليتبناها البرلمان الليبي، ونعتقد أنها ستمكّن النساء المرشحات من الوصول إلى المناصب بشكل أفضل وستساعد أولئك اللواتي سيترشحن بلا شك للبرلمان، كما نقوم بتسهيل الانتخابات المحلية، والانتخابات البلدية التي كانت تجري حتى خلال فترة النزاع، وخلال كوفيد… إن النساء والرجال الليبيين مصممون على ممارسة حق الانتخاب لانتخاب ممثليهم على جميع مستويات الحكومة.

ولفتت وليامز: إن معظم المحامين في غرفة الحوار السياسي كن من النساء – فمثلا حين يتعلق الأمر بصياغة الوثائق، فقد عمل الليبيون أنفسهم بشكل مكثف على المستندات، إذ لدينا لجنة صياغة تم تمثيل النساء فيها، وهن يدققن في جميع الوثائق للتأكد من توافقها مع التشريعات الليبية القائمة.

هناك أيضا مناصرات لحقوق الإنسان من النساء اللواتي يعملن دوما على أن يكون ما نبنيه هو عملية صحيحة، عندما تتحدث عن الظروف الأمنية، وبعض الفوضى، والإفلات من العقاب الذي لا يزال سائدا في ليبيا، فإن النساء حقا هن من يسردن القصص، فأبناؤهن هم من يخرجون ويقاتلون في النزاعات، وهن من يعشن في مجتمعات يلفها العنف وانعدام الأمن، إذا، النساء يضفن لمسة إنسانية على ما يمكن أن يبدو أحيانا أنه سرديات غير متسقة، أعتقد أنهن يستحققن بالفعل وزنهن ذهباً عندما يتعلق الأمر بوجودهن على طاولة المفاوضات، ولا بد لي من القول إن الرجال بدأوا في تقدير ذلك أيضا، فهناك اختلاف كبير بين مواقفهم في بداية ونهاية الاجتماع، والاعتراف بأن النساء يمكن أن يكنّ فعالات جدا في صنع السلام.

النفط

وأكدت على أهمية النفط الليبي واستمرار انتاجه وتصديره وتأثير ذلك على اقتصاد البلاد، مشيرة إلى اجتماعها الأخير مع شركة سـرت لإنتـاج وتصنيـع النفـط والغـاز في مرسى البريقة.

وأضافت منذ رفع الحصار النفطي ورفع القوة القاهرة عن جميع منشآت النفط الليبية وبفضل العمل الجيد لا سيما في المحادثات العسكرية المشتركة والمفاوضات الليبية وإجراءات بناء الثقة، تمكنّا مع الليبيين من تأكيد إدراك أن هذه ثروة ليبيا، وأن الليبيين يعتمدون بشكل شبه كامل على عائدات النفط في اقتصادهم. لذا فإن إعادة هذا النفط إلى المسارالسليم أمر مهم للغاية لمساعدة الاقتصاد الليبي على التعافي ولكن أيضا لإنهاء النقص المروع في الكهرباء الذي كان يشلّ البلاد. في الصيف يمكنكِ أن تتخيلي أن هذا يكون أكثر خطورة خاصة عندما تكونين في خضم جائحة عالمية. لذا، كان هذا موضع ترحيب كبير.

مشروع توحيد حرس المنشآت النفطية مشروع كبير. ما فعلناه هو أننا جمعنا آمري حرس المنشآت النفطية في المنطقتين الشرقية والغربية. ولدى المؤسسة الوطنية للنفط مقترح لتأسيس قوة لحماية النفط. وقد فصـّل قائدا حرس المنشآت النفطية الظروف التي يعملان في ظلها وحجم قواتهما. وحقيقة أنهما على اتصال وهو أمر جيد، هذا المشروع يوحد جميع المؤسسات الليبية، وهو حقا بالغ الأهمية. ومع هذه المجموعة، فهو أيضا جزء من المشروع الأوسع للتسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج الذي يعد مرة أخرى مشروعا وطنيا، على وجه التحديد، تم الاتفاق في هذا الاجتماع على إطلاق مشروع تجريبي لتشكيل قوة حماية يتم نشرها في منشأة نفطية سيتم تشغيلها في وقت ما خلال عام، وأعتقد أن ذلك سيتم في النصف الأخير أو النصف الثاني من السنة، لذلك، سيمنح هذا كل هؤلاء الممثلين متسعا من الوقت للعمل على تفاصيل نشر القوة لضمان استيفاء أفرادها للمعايير المطلوبة، وأن يتم تدريبهم. إذا، فإن حماية الثروة النفطية هو مشروع مهم للغاية، وحقيقة أن هذا يجري الآن تحت مظلة اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، سيعطيه أولوية، بما يتماشى مع جميع الأولويات الأخرى التي يتم تحديدها من قبل اللجنة العسكرية المشتركة والمسارات الليبية الأخرى التي نعمل عليها.

الوضع الميداني

وشدد وليامز على على أهمية احترام حظر السلاح المفروض من مجلس الأمن، وضرورة منع التدخلات الخارجية في ليبيا.

وحول الوضع الميداني قالت وليامز، هناك هدوء في الميدان وهذا جيد لأنه يساعد في مساراتنا الأخرى أيضا، وقد قوبل اتفاق وقف إطلاق النار بحد ذاته بترحيب كبير في جميع أنحاء ليبيا.

وأضافت أن الليبيين كانوا مرتاحين للغاية لرؤية هؤلاء الضباط العسكريين يجتمعون بإحساس كبير جدا بالمسؤولية الوطنية وبأن يمدوا أيديهم عبر الطاولة ويتصافحوا من أجل ليبيا ويحاولوا اتخاذ خطوات لتوحيد المؤسسات، لتيسير الظروف بالنسبة لليبيين العاديين، وتمهيد الطريق لاستئناف العملية السياسية.

وعلى الجانب العسكري قالت وليامز علينا الالتزام بحظر الأسلحة. نعم، هناك أرضية مشتركة ، الليبيون يعملون من خلال اتفاق وقف إطلاق النار. وقد اجتمعوا في سرت الأسبوع الماضي -حيث أنشأوا مقر اللجنة العسكرية المشتركة- وأعلنوا عن خطط لإعادة فتح الطريق الساحلي بين مصراته وسرت. هذا مهم جدا بالنسبة لليبي العادي. هكذا يتجولون في البلاد، هكذا يزورون أقاربهم في الشرق أو في الغرب ويفضلون أن يسلكوا الطريق الساحلي، فهو أسرع طريق وهناك يتم استلام البضائع. إنه شريان حياة حيوي في البلاد.

ولكي يتمكن الليبيون من القيام بأدوارهم، في إخراج العناصر العسكرية من منطقتهم – والعنصر الأجنبي أيضا موجود في اتفاق وقف إطلاق النار ويجب أن يغادر. كل هذا في سياق احترام حظر الأسلحة، وعدم إرسال المزيد من المعدات العسكرية والأسلحة إلى البلاد. لقد قام الليبيون بدورهم، وعلى المجتمع الدولي الآن القيام بدوره.

الجولة الثانية

وبشأن الجولة الثانية من الحوار أكدت وليامز أن الاستعدادات جارية للجولة الثانية، معربة عن سعادتها بما حدث في تونس الأسبوع الماضي.

وأضافت أن المشاركين البالغ عددهم 75 مشاركاً، جلسوا، وتحدثوا، وكانت هذه المرة الأولى التي يجتمعون فيها معا منذ 2011، خلال سنوات الأزمة والانقسام. وهم أيضا جاءوا مدفوعين بمسؤولية وطنية ورغبة في المصالحة ورغبة في وضع البلاد على الطريق الصحيح، على المسار الليبي، لاستعادة صناعة القرار الليبي وسيادة الدولة.

الانتخابات

وأشارت إلى أن العمل كان كثيفا للغاية والمحادثات طويلة، وخلالها أنجزوا الكثير، وقرروا إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021، حيث سيلتقيَ فيه الليبيون ويجددوا مؤسساتهم من خلال انتخابات ذات مصداقية وشاملة ونزيهة.

ونوهت إلى أنه طوال الأسبوع الماضي، اتفق المتحاورن على خارطة طريق وطنية لفترة تحضيرية تسبق الانتخابات، واتفقوا على صلاحيات مجلس الرئاسة واختصاصاته ورئاسة وزراء منفصلة وحكومة وحدة. واتفقوا أيضا على معايير أهلية المرشحين لهذه الوظائف.

وأكدت وليامز على دعم اللجنة الوطنية العليا للانتخابات (HNEC) التي هي بالطبع الهيئة الوطنية السيادية في ليبيا والمكلفة بتنظيم الانتخابات، فلدينا علاقة طويلة الأمد مع اللجنة الوطنية ونوفر لها الدعم، كما نعمل بشكل مباشر مع السلطات وحكومة الوفاق لضمان دعمها للمفوضية من خلال تمويل عملياتها.

وتابعت وليامز: أعتقد أنه من غير الواقعي أن نتوقع حل كل هذه المشاكل في أسبوع واحد من الملتقى السياسي، ما حدث هنا في تونس كان إنجازا كبيرا، إن اتفاق وقف إطلاق النار، واستعداد الليبيين للالتقاء علامة جيدة للغاية، الزخم موجود، لقد مرّ عليهم 10 سنوات، بل وأطول من ذلك، من عدم اليقين والاضطهاد والقمع والصراع والتدهور الاجتماعي والاقتصادي وانتهاكات حقوق الإنسان. إنهم على الطريق الصحيح الآن. إنهم يتحدثون مع بعضهم البعض. هناك أناس في البلاد ومن نسميهم ب”فاعلي الوضع الراهن”، أشخاص يقاومون التغيير، لكن صوت الناس الآن واضح للغاية. يريدون الانتخابات ويريدون أن تكون مؤسساتهم موحدة. ونحن في المجتمع الدولي يجب أن نرافق الليبيين في هذه الرحلة. علينا أن ندعمهم ونحترم طلبهم. وأنا بالتأكيد آمل في أن يكون هذا ما ستفعله جميع الجهات الدولية الفاعلة. لقد تلقينا بالتأكيد دعما كبيرا من مجلس الأمن ومن المشاركين في مسار برلين والعديد من الدول الأعضاء الأخرى التي تعمل على الملف الليبي.

أتوجه إلى جميع الليبيين بالقول إننا اليوم على مشارف ليبيا الجديدة، نحن قاب قوسين من إنهاء حالة اليأس والجمود والتردي التي دامت لسنوات. نريد مساعدتكم، لا تسمحوا لمن يصرّون ويحاربون بجميع الوسائل على إبقاء الوضع على ما هو عليه بأن يضللوكم بالأخبار والحملات الملفقة وأن يسرقوا منكم هذه الفرصة. أنتم من تعانون، وأنتم من يقرر مصيركم ومستقبل بلدكم، وكلمة الحسم هي لكم، ونحن معكم ولن نترككم إلى أن تسترجعوا كامل سيادة وطنكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى