تثير الجولات المكوكية التي يقوم بها صلاح الدين النمروش، وزير دفاع السراج إلى كل من قطر وتركيا خلال الفترة الأخيرة، اسئلة كثيرة، ليست فقط حول مشروعية هذه الاتفاقيات العسكرية المشبوهة في هذا التوقيت الحساس، وقبل مغادرة السراج منصبه وفق وعده بالاستقالة، ولكن حول من يدفعه لهذه “الجولات المريبة”، ولماذا كل الحماس في الالتفاف على ملتقى تونس ورغبات الشعب الليبي؟! ومدى تداعياتها في المستقبل؟
وكان قد كشف وزير دفاع السراج، صلاح الدين النمروش في الحكومة غير الشرعية، أنه ناقش مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، في اسطنبول تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال الدفاع والتدريب وتبادل الخبرات والمعلومات.
وأضاف النمروش، في تصريحات له، إنه استعرض مع آكار، تقدم برامج التدريب التي سيتلقاها المنتسبون في معاهد التدريب التابعة لـ”دفاع السراج”.
وزعم النمروش، أن مساعيه لتطوير وبناء القدرات وتعزيز التعاون الثنائي مع الدول التي وصفها بـ”الشقيقة والصديقة”، كانت ضمن أولويات زيارته لقطر، موضحًا أنه اطلع على البرامج التدريبية داخل مقر قيادة القوات الخاصة المشتركة والتجربة القطرية في مكافحة الإرهاب.
واختتم أنه وقع مع الجانب القطري علي بروتوكول التعاون في التدريب وبناء القدرات، مُعتبرًا أنه سيساهم في دعم وبناء الكوادر والقدرات والاستفادة من الخبرات!!
ورغم النص في اتفاق جنيف بين لجنة 5+5، على إيقاف توقيع الاتفاقيات الأجنبية وبدء ترحيل وخروج المرتزقة من ليبيا تتواصل جولاته المريبة واتفاقياته المشبوهة.
من جانبه وفي تصريح مقتضب، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بعد استقباله النمروش، أن الاجتماع جاء لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا. و”مراقبة ملتقى تونس” ومفاوضات الحل السياسي عن كثب.
وتعليقا على هذا، علق د. علي الهيل المحلل السياسي القطري، على زيارة النمروش لقطر واتفاقيته مع تنظيم الحمدين بالقول، إن الاتفاقية الموقعة بين قطر وحكومة السراج غير الشرعية، تعني أن التنسيق بين الجانبين موجود منذ فترة ومستمر.
وأضاف الهيل، وفقا لـ”سبوتنيك”، أن التوقيع سيعزز العمل بين الجانبين، خاصة أن قطر تتعامل مع الحكومة المعترف بها دوليا، وفق مزاعمه لافتا: إن الخطوة تدعم المفاوض السياسي وتدعم المسار السياسي، حيث أن تأثيراتها إيجابية على مسار الحوار السياسي المنعقد في تونس
ولا تنقض اتفاق جنيف!!
وعلق سعد بن شرادة، عضو مجلس الدولة الاخواني، بأن توقيع الاتفاقية مع قطر، متوقع في ظل انقسام الدولة الليبية، حيث يسعى كل طرف للتعاون مع حلفاءه.
ووقعت الاتفاقية خلال اجتماع بين وزير دفاع قطر، خالد بن محمد العطية، ووزير دفاع السراج، صلاح الدين النمروش.
المقزز، في تصرفات قادة حكومة السراج غير الشرعية، أنه لم يمر سوى أسبوعين فقط على توقيع اتفاق أمني بين وزير داخلية السراج فتحي باشاغا مع رئيس مجلس الوزراء القطري ووزير الداخلية خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني في الدوحة،، حتى وقع النمروش اتفاقية عسكرية مع وزير الدفاع القطري.
وقال مراقبون، إن اتفاقيات حكومة السراج – قطر، وتفاهماتها مع تركيا، تعني بشكل مباشر التفاف حول ملتقى تونس، و تكبيل الحكومة القادمة بمجموعة من الاتفاقيات الدولية لا تستطيع التخلص منها وبالخصوص مع أعداء الشعب الليبي، قطر وتركيا.
كما شددوا إنها تكشف عن نوايا خبيثة فيما يتعلق مع مخرجات تونس المقبلة، وعدم التجاوب مع النص على الغاء المرحلة السابقة من الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها حكومة ميليشيات السراج.