رحيل اللواء حسين الكوني.. ليبيا تفقد رمزا وطنيا وقامة كبيرة ندر أن تتكرر

جاء رحيل اللواء حسين الكوني، رئيس المجلس الاجتماعي لطوارق ليبيا، وأحد القامات الوطنية المشهود لها ليشكل صدمة كبرى في مختلف الأوساط الليبية، لمكانة الرجل في نفوس الليبيين جميعا وادواره الوطنية على مدى تاريخه.

الكوني، كان أحد أبرز أبناء ليبيا الداعين إلى الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها الوطنية في مواجهة محاولات رهنها للاحتلال الأجنبي، كما كان من المحاربين الأشداء ضد المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.

نعى حسين الكوني، عدة شخصيات وقيادات سياسية وعسكرية واجتماعية بارزة في الجنوب وخارجه، وشخصيات دولية بارزة، معبرين عن مناقب الراحل ومآثره وحكمته منذ دخوله الحياة العامة، ودوره الليبي الذي وقف الجميع أمامه باحترام.

من جانبها، تقدمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بأحر التعازي لآل الكوني ولجميع أبناء الجنوب الليبي بفقدان الشيخ حسين الكوني رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل الطوارق.

وقالت البعثة الأممية، في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن الفقيد كان قامة سياسية واجتماعية ودبلوماسية مرموقة في ليبيا، وله إسهامات وطنية وإنسانية بارزة. 

وعبر المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة عن “تعازيه الحارة” لآل الكوني ولعموم الطوارق برحيل الشيخ حسين، قائلا عن الراحل “لقد عملنا معا لمواجهة الفيضان المدمر في مدينة غات، وكان خير عون في تلك النائبة”.

وأكدت قوات الكرامة في بيان لها، أنها فقدت بوفاة الكوني إحدى القامات الوطنية، الذي لم يتوان يوماً عن خدمة الوطن والمؤسسة العسكرية.

وانبرى السياسيون و الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ذكر مناقب اللواء الكوني، رحمه الله معبرين عن حزنهم العميق، لفقدانهم رجلا وطنيًا كان يسعى لإعلاء المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. علاوة على انه كان ضابطاً وفياً لقائده الشهيد الصائم القائد معمر القذافي ولثورته العظيمة ثورة الفاتح من سبتمبر ووفياً للشعب الليبي، رافق القائد الشهيد رحمهما الله وكان أحد الضباط الأحرار.

شغل الكوني عدة مهام سابقة، منها أمين اللجنة الشعبية العامة لشعبية غات جنوبي ليبيا ، كما عمل سفيرًا في جمهورية النيجر وله مساهمات مع الخارجية في عدة دول من منطقة الساحل والصحراء. وتعتبر عائلة الكوني من أبرز العائلات الليبية، ولها العديد من الشخصيات التي أثرت الحياة الأكاديمية والأدبية والثقافية. وخلال السنوات اللاحقة لسنة 2011 عمل الكوني على ملفات اجتماعية أبرزها ملف المصالحة، وكان له دور في وقف القتال القبلي في أوباري بين التبو والطوارق منذ تولى مهام رئيس المجلس الاجتماعي لقبيلته سنة 2015 وحتى وفاته.

ويعتبر الكوني، عسكري ليبي بارز، شارك في حرب أكتوبر 1973، أحد أهم قادة الطوارق في جنوبي البلاد عمومًا وفي غات خصوصًا، وقد فارق الحياة عن عمر ناهز 75 عامًا. ولقّب الكوني وسط قيادات الطوارق بلقب “جابر البيت”.

Exit mobile version