حكومة السراج تسقط في “متاهة كورونا”.. أكثر من 62 ألف إصابة والمخصصات نُهبت
لا يزال الفشل الذريع، من جانب مسؤولي حكومة السراج غير الشرعية في ليبيا، في التعامل مع وباء كورونا وتداعياته الخطيرة مثالا واضحا، لسوء إدارة الأزمات في ليبيا والاستهتار بحياة المواطن الليبي. ولذلك تتفاقم الإصابات بفيروس كورونا حتى اللحظة في ليبيا، والوضع لا يزال وفق الخبراء “مقلق للغاية وخطير”. يأتي هذا فيما يتواصل كشف الفضائح المالية والفساد في التعامل مع مخصصات الفيروس.
وقال موقع “ليبيا إن إن”، إن حكومة السراج غير الشرعية، أعلنت في مارس 2020م، تخصيص 75 مليون دينار ليبي للبلديات في جميع أنحاء ليبيا، لمجابهة جائحة كورونا، موضحًا أن مبالغ “ميزانية الطوارئ” جاءت تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه في اجتماع الحكومة في 17 الربيع/مارس، مع رؤساء البلديات لمواجهة انتشار الجائحة. وقال الموقع: إن أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة السراج غير الشرعية، ليس لديهم أي دليل أو إثبات على أين ذهبت تلك الأموال؟ بالإضافة إلى أن البلديات في جميع أنحاء ليبيا تؤكد أنها لم تحصل إلا على جزء بسيط من التمويل المخصص لمجابهة الوباء!!
في نفس السياق، فإن الاتحاد الأوروبي قدم 20 مليون يورو أيضًا، أي ما يعادل 33 مليون دينار ليبي لمساعدة ليبيا في مجابهة كورونا، وكانت تهدف إلى تحسين آليات الكشف والمراقبة الوطنية في مكافحة انتشار الفيروس، وتعزيز الإجراءات الوقائية، ودعم النظام الصحي الوطني في ليبيا ولم يعرف أيضا أحد اين ذهبت هذه الأموال؟
وأكد مدير عام المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لحكومة السراج غير الشرعية، الدكتور بدر الدين النجار، أن تسجيل ليبيا ارتفاعًا في عدد الإصابات بـ”كورونا”، يعود الى أن هذا هو وقت الذروة للوباء في ليبيا. كما أننا على أعتاب دخول فصل الشتاء. وتوقع النجار، أن تزداد حدة أعداد الإصابات بالشتاء، في ضوء عدم وعي المواطن وعدم التزامه باتباع الضوابط الصحية بالابتعاد عن التجمعات والمآتم والأفراح والمناسبات الاجتماعية واستخدام الكمامات والمعقمات. وأيضا عدم تكثيف الجهود في التوعية المجتمعية، إضافة إلى القرارات المتعلقة بـ”الحظر” ببعض المناطق، فضلاً عن عدم التوسع والمواكبة في السعة السريرية بمراكز العزل لإيواء المواطنين الذين بحاجة إلى رعاية طبية جراء اصابتهم بفيروس كورونا.
وتفاقمت حدة الوباء داخل ليبيا، ووصل عدد الإصابات إلى نحو 62 ألف اصابة وتوفي 871 حالة فيما لايزال أكثر من 25 الفا يتلقون العلاج ولم يتعافوا بعد.
وأشار مُنسق برنامج الرصد والتقصي، بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، محمد الفقيه، إن نسبة الإصابة بفيروس كورونا في ليبيا تتراوح بين 25% إلى 30%، من الحالات التي يتم فحصها، وهي نسبة مرتفعة حيث لا ينبغي أن تتجاوز 5%، ما يعني أن جهود مكافحة الفيروس بحاجة إلى مزيد من الجهد، مشيرًا إلى أن الفترة الحالية تشهد زيادة في أعداد المصابين عالميًا.
وشدد الفقيه: إن الشيء الذي ينبغي التطرق إليه، هو مدى استعداد المؤسسات العلاجية في ليبيا لاستيعاب أعداد المصابين وتقديم الخدمات الطبية لهم.
وعلق عضو اللجنة العلمية بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، إبراهيم الدغيس، إن وضع انتشار فيروس كورونا في ليبيا مايزال “مُقلقًا للغاية”، وقال الدغيس: إن الأمل في تحسن ذلك الوضع يكمن في التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، وارتداء الكمامات والحرص على التباعد وإلغاء التجمعات.
ووسط مأساة كورونا، لا تزال حكومة السراج الفاشلة تائهة في متاهة الوباء، ولم تستطع بعد أن تخفف من حدة الإصابات أو توقف انتقال العدوى أو توفر الاحتياجات الصحية اللازمة لملايين الليبيين.