محلي

العميد خليفة فرج التابع لسرية حراسة القائد الشهيد معمر القذافي يكشف في لقاء خاص : القائد الشهيد تعامل مع الأحداث باعتبار أن جميع الليبيين أبناؤه

كشف العميد خليفة فرج التابع لسرية حراسة القائد الشهيد معمر القذافي في “لقاء خاص” عبر فضائية “الجماهيرية” الكثير من أسرار مؤامرة فبراير 2011م
التي دبرتها وخططت لها دول غربية، مشيرًا إلى أن رسائل كلينتون الأخيرة فضحت أبعاد المؤامرة بالدليل.
واوضح أن المؤامرة انطلقت يوم 14 النوار/فبراير، عقب مباراة بين فريقي الأخضر والمريخ السوداني، حيث بدأت الأحداث بدخول أشخاص على الخط بعد خروج الجماهير من المباراة، ونزول هاربين بالجبل وجماعات مسلحة، وأنه كان هناك من يحرك الأحداث التي تصاعدت عبر الأيام التالية، في إطار مؤامرة معدة ومجهزة للتنفيذ، مُستغلة سقوط تونس ومصر، بهدف إسقاط ثورة الفاتح والإطاحة بالقائد الشهيد معمر القذافي.
واكد أن القائد الشهيد في بداية الأحداث سارع إلى الاجتماع بالقادة الأمنيين والضباط وعدد من القيادات الشعبية، وأصدر توجيهاته بالتعامل بهدوء مع الأحداث، موضحًا لهم أن الذين خرجوا هم مواطنون ليبيون وشباب لهم مطالب ويجب التعامل معهم بسلمية وعدم اللجوء إلى القمع.
وأضاف أن القائد الشهيد تعامل مع الأحداث باعتبار أن جميع الليبيين أبناؤه، وأنه شدد على ضرورة الحرص على الهدوء والسلمية مع المواطنين، إلا أن تدخلات أجنبية أشعلت الأحداث وأدت إلى تضييق الخناق على القائد الذي كان هدفًا مباشرًا لبعض الدول، حتى اشتعلت الأحداث ولم تترك الدول التي صنعت المؤامرة فرصة أمام القائد سوى التمسك بالشهادة.
واشار الى أن هناك الكثير من الدول التي كانت تدعم ليبيا وتساند القائد الشهيد في بداية الأحداث، إلا أن المؤامرة كانت قد بدأت وكان تيار الدول التي تقف وراءها أقوى، مؤكدًا أن ماجرى لم يكن ثورة شعبية ضد القائد، وأن القائد قبل أن يكون رئيسًا لليبيا هو مواطن ليبي وهو رجل ثوري بالأساس، عرف طبيعة شعبه وعمل على تحقيق مصالحه طوال فترة حكمه.
وكشف عن أن القائد الشهيد كان رجلاً شعبيًا بسيطًا يحب البساطة، وكان يقف في جولاته للتحدث إلى المواطنين في كل مكان، لدرجة أن الرئيس التونسي قال له ذات مرة لماذا لا تأخذ إجازة وتذهب للراحة للتخفف من أعباء العمل والمسؤولية، فأجابه القائد بأنه يعتبر نفسه موظفا لدى الليبيين، وأنه بالفعل تعود أن يغلق هاتفه يومي السبت والأحد ويبتعد عن إدارة أمور الدولة بالكامل لأن الليبيين يعرفون كيف يديرون أمور دولتهم.
وأوضح أنه عاش مع القائد الشهيد 23 عامًا حيث بدأ العمل ضابطًا صغيرا، ويعرف تفاصيل حياته، مؤكدا أنه عاش حياته بالكامل كمعظم أبناء ليبيا، وأنه كثيرًا ما كان يدخل عليهم في تجمعاتهم ويلتقي بهم حيث يتحرك في كل مكان ببساطة ودون تكلف باعتبار أنه يتحرك بين إخوته وأبنائه في الوطن.
وبين أن القائد الشهيد لم يكن يقبل أن يُساء إلى أي مواطن ليبي وأنه كان شديد الصرامة مع أي مسؤول إذا تعرض لأي مواطن ليبي بالإساءة، وما عدا ذلك فهو كان يعامل الجميع على قدم المساواة، كما كان شديد الفراسة ويعلم من خلال حديثه مع أي شخص ما إذا كان صادقًا أو كاذبًا، وكان الأمر الوحيد الذي لا يتسامح بشأنه هو ظلم الليبيين.
وأبدى فرج، حزنه على ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، قائلاً إنها كانت ولا تزال دولة واحدة يجمع شعبها دين واحد وليس بها مذاهب أو طوائف، مؤكدًا أن ليبيا لن تستقر إلا بعد المصالحة، وأن المصالحة لا يمكن لأحد أن يقودها سوى الدكتور سيف الإسلام القذافي، وهي الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، بصرف النظر عن موقف الغرب والمجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وأكد أن الاتهامات التي تطال الدكتور سيف الإسلام هي اتهامات باطلة ومُلفقة، قائلاً: “الولايات المتحدة دمرت العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها، وارتكبت انتهاكات عديدة، فأين الجنائية الدولية من تلك الانتهاكات”، مؤكدا أن ما يقوله هو ما يتحدث به كل العرب.
وأشار إلى أن القائد كان متابعًا لكل شؤون ليبيا، ومتابعا لكل الأحداث والتطورات، وأنه توقع صدور قرار الناتو بالعدوان على ليبيا قبل إصداره، وكان حينها يتابع مشروع النهضة، وفي ذلك الوقت بدأت فرنسا قصفت منصة للدفاع الجوي جنوب المطار بمنطقة السعدية قبل صدور قرار الناتو.
وهاجم جامعة الدول العربية وبعض المؤسسات الإعلامية العربية، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية ادعت أن القوات الليبية بقيادة القائد الشهيد تقمع الشعب الليبي، وكذلك نقلت قنوات فضائية عربية خاصة الجزيرة، بإيعاز من حكوماتها، ما أوجد مبررًا للعدوان الغربي.
وتابع بأن القائد الشهيد في الفترة الأخيرة كان يخرج كثيرًا للتجول ولقاء الليبيين في الشوارع ومحطات الوقود، وكان يشعر بمعاناة الشعب الذي ضاقت عليه الحياة بعد التعنت الذي مارسه الغرب والدول الكبرى والأزمات التي نتجت عن الحصار ومنها أزمات الوقود والكهرباء، مؤكدا أن الليبيين لم تكن لديهم مشكلة مع القائد، وكانت معنوياتهم مرتفعة للغاية في ذلك الوقت، ورغبتهم قوية في الدفاع عن ليبيا، وذلك باستثناء بعض المغرضين المتشبثين بالغرب والمخدوعين بشعارات الديمقراطية الغربية.
وأكد أن القائد الشهيد حسم قراره منذ بداية العدوان، ولم يضع أمامه خيارًا سوى النصر أو الشهادة، وهو ما أعلنه في عدة خطابات، وعبر لقاءاته مع القادة والمسؤولين والقيادات الشعبية.
وأكد أن أكثر شيء أدى إلى انهيار ليبيا أمام العدوان كان قطع الاتصالات، مؤكدًا أن الجميع كانوا على أهبة الاستعداد لمواصلة القتال، وكان الجنود متأهبين والروح المعنوية مرتفعة والحماس يملأ جميع الليبيين، ولكن قطع الاتصالات حرم الليبيين من تجميع صفوفهم وإدارة المعركة، مما ضيق الخناق عليهم أثناء المعركة.
وأوضح أنه كان مع القائد حين أخبرهم أنه قرر التوجه إلى سرت، رغم انقطاع الاتصالات، كاشفًا عن أن بعض الشباب أثناء الرحلة تعرضوا لرتل السيارات التي كانت تشكل موكب القائد، وحدث هجوم عليهم من قبل الشباب ولكن كتبت لهم النجاة رغم أنهم لم يكونوا مسلحين بشكل كاف، بل كانت معهم بعض الأسلحة الخفيفة.
وتابع بأن موكب القائد انطلق من جديد مواصلاً مسيره، وفي الطريق التقى بهم 4 شباب يتبعون جحفل الكاف، وحين رأوا القائد قرروا الالتحاق بهم وعدم التخلي عنهم وأعلنوا أنهم مع القائد مهما كانت العواقب سواء بالنصر أو الشهادة، وانطلقوا سويًا نحو بني وليد وساروا شرقا نحو البلدية، وكان ذلك في شهر رمضان، وحين اقترب موعد الإفطار لم يكن معهم شيء للإفطار، ونزلوا إلى محل صغير لشراء ما يجدونه من طعام فلم يجدوا سوى بعض عبوات البسكويت وقليل من الماء، حتى وصلوا إلى قرب قلعة سيدي مبارك.
وبين أنهم علموا من خلال أحد القادمين بمواجهتهم أن هناك اشتباكات بين الجيش وبعض العصابات فطلب القائد مواصلة السير للاشتباك في القتال، وكان رأيه أن السلاح الذي يحملونه لا يمكنهم من الاشتباك، كما أن مهمته حراسة القائد، فوافق القائد على العودة.
وأوضح أنهم وصلوا إلى سرت بعد الفجر، وكانت هناك إجراءات أمنية مشددة عند دخول سرت، وهناك تجمع كثير من الشباب الذين قرروا الانضمام للمقاومة، وأنهم كانوا يتجولون بالمنطقة ويمرون بالمحاور والمواقع للمتابعة، في ظل قلة الإمكانيات والعتاد، مشيرًا إلى أن المواطنين كانوا يعيشون حالة مرتفعة من الروح المعنوية.
وكشف عن الحالة المعنوية للقائد في تلك الفترة، مؤكدًا أنه كان قويًا طول أيام العدوان وكان ثابتًا لم يهتز خلال فترة المقاومة، وتحلى بالصبر والروح المعنوية العالية التي كان يشعر بها كل المحيطين به في ذلك الوقت.
وأوضح أن الفترة القاسية التي واجهتها ليبيا كانت خلال شهر الفاتح/سبتمبر، حيث تعرضت لأشد أنواع القصف الذي زادت حدته، وتواصل الضرب من كل الاتجاهات سواء بالطائرات والصواريخ أو بالمدفعيات، حتى انتهى الأمر بالخراب الذي شهدته ليبيا ومازالت تعاني من آثاره حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى