قضية سيدة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، مسألة اغتصاب في بنغازي.. ليست هي الأولى من نوعها، ولكن المختلف هذه المرة أن الفاعلين افتضح أمرهم.. أيًا كانت المرأة سواء مستقمية أو لا، متهمة بأي جُرم أو لا، لا يحق اغتصابها في المكان الذي يُفترض أن يكون أكثر أمنًا في الدولة.. إنها قضية فاطمة عبد الحفظيظ الحاسي.
فاطمة الحاسي وصديقتها حنين البرعصي، وبعد أن انتهت كل حيلهن وتدمرت آمالهن على أبواب المسؤولين في الحصول على حقهن، توجهتا إلى المحامية حنان محمد البرعصي، لبث شكواهن، علّها تتمكن من استرداد حقهن.
فاطمة الحاسي أكدت في تسجيل مصور مباشر بثة المحامية مساء أمس أنها تعرضت للاغتصاب والضرب وحلق شعرهن منذ نحو 6 أشهر من قبل فوزي الفايدي، وماهر الفايدي، وعبد الله الشاهد وميلود بوديهمة، وآخرون، وذلك في مقر البحث الجنائي في بوعطني.
الحاسي روت وهي تحبس دموعها المأساة التي عاشتها خلال سبعة أيام كاملة، والتي تستيقظ بسببها كل يوم صارخة متألمة.. قالت اغتصبني فوزي الفايدي، وماهر الفايدي، وعبد الله الشاهد وميلود بوديهمة، وآخرون، في مقر البحث الجنائي في بوعطني، وذلك بعد أن خرجت السجانة صالحة الدرسي إثر مكالمة تلقتها من فوزي الفايدي.
اغتصبوني عدة مرات، وأقدموا على حلق شعري كاملا، ويوم خروجي أجبروني على الرقص وتناول حبوب منشطة، ثم هددوني بالقتل إذا حاولت الذهاب إلى أي مركز أو قسم شرطة.
قال لي فوزي الفايدي “إذا ذهبتي لأي مركز في بنغازي أنا معروف هناك وكل ما سأفعله سأطلق عليكي النار، ولن يسأل عنك أحد، حتى هلك تبروا منك”.
وبالفعل بعد خروجي تبرأ مني أخي وعائلتي، لأنني غبت 7 أيام .
وفي توضيحها لسبب وجودها في المركز قالت أنها ذهبت للمركز على خلفية قضية سرقة، ولكن ثبتت براءتها.
لم تكتفي فاطمة بذلك بل أكدت أن فتيات دار الرعاية لا يتلقين العناية اللازمة، حيث يخرجن ويسهرن دون رقابة، كما أن هناك رجالا يأتون إلى الدار ويبقون فيها لساعات طويلة.
وعياناها مليئتان بالدموع أكدت أنها لن تتنازل عن حقها وأنها ترغب في الاقتصاص من فوزي وأمثاله وأنها لن تتراجع، وأنها لم تُدفع من قبل أي شخص أو تتعرض لأي ضغوط لتقدم هذه الشكوى.. ولكن ما هي إلا ساعات حتى أعلنت المحامية حنان البرعصي عن اختطافها.
المحامية البرعصي أكدت في مقطع نشرته اليوم على صفحتها أن فاطمة الحاسي اختطفت من قبل ميدو حليبه، وأنها موجودة في منطقة بوهديمة، مشيرة إلى أن لديها الأدلة الكاملة والشهود الكافين لإثبات ذلك.
وجددت المحامية التأكيد على أنها لن تترك قضية فاطمة الحاسي وأنها تعرضت للتهديد من قبل ميدو حليبة، داعية أبناء منطقة بوهديمة لاتخاذ إجراء فوري لإطلاق سراح الفتاة المختطفة، متحسرة عهد الزعيم الراحل معمر القذافي.
قضية حنين البرعصي لم تختلف كثيرا عن فاطمة صديقتها، وقالت في محاولة لاختصار معاناة تراها كل يوم عندما تنظر للمرآة وعندما تختلي بنفسها وعندما تنام وعندما يجافي النوم عينيها أيضا.. قالت تعرضت للاغتصاب من قبل نفس الأشخاص وقاموا في نفس يوم اغتصابي بحلق شعري .
وقالت في خوف وألم “هددني فوزي بأنني لن اتمكن من استرداد حقي ، وقالو وين ما تمشي في بنغازي ، الشرق كله شادينه” ، متوقعة أن يكون الهدف من حلق الشعر هو ضمان لصمتنا وعدم الحديث وفضحهم.
حوادث الاغتصاب التي بتنا نسمع عنها في ليبيا كل يوم، تعد نتيجة طبيعة لغياب القانون وسيطرة المارقين والمجرمين على زمام الأمور في الدولة.