من سوريا إلى ليبيا وأذربيجان وقريبًا باليونان.. المرتزقة سلاح أردوغان الدوّار للفوضى
كان اختراع الرئيس التركي، أردوغان لسلاح المرتزقة، أو بالأحرى إعادة استخدامه من جديد بعد سنوات من العمل به في سوريا وسط المتطرفين، مفاجأة عسكرية وسياسية للكثيرين في الصراع الليبي ليس فقط، لأنه لعب من الخارج في الخارطة الليبية، ولكن لأن الانجراف في طريق المرتزقة وجلب المئات منهم من العناصر المتطرفة شديدة الخطورة ستكون له تداعيات كبيرة على الداخل الليبي وعلى مستقبل الوطن.
القضية أنه برغم كل الانتقادات والأزمات التي تعرض لها أردوغان بسبب المرتزقة، إلا أنه وباصرار غريب يصر على إعادة استخدام نفس السلاح القذر في صراعاته.
وأكد موقع “غريك سيتي تايمز” اليوناني، أن أنقرة شرعت في تجنيد مرتزقة سوريين، لإرسالهم إلى الحدود مع اليونان، في ظل تنامي التوتر مع أثينا!
وأكد الموقع، أنه وفقا لمحادثة مسرّبة بين عناصر إرهابية في إدلب بسوريا، نقلها الصحفي الأرمني السوري براهام كاسباريان كشفت أن تركيا بدأت في هذا المخطّط الجديد. فيما وقال مراسل موقع “إرم نيوز”، إنه ينتشر بين المسلحين السوريين في إدلب خبر مفاده بأن الحرب بين اليونان وتركيا محتملة للغاية، وأن هناك الآلاف من المرتزقة السوريين على استعداد للانتشار على الحدود البرية مع اليونان.
ولفت كاسباريان: أنه بينما تستضيف تركيا آلاف المقاتلين السوريين، تخطّط لموقع آخر لحرقهم لأن أذربيجان لن تكون كافية للتخلص منهم جميعًا وفق رؤيته.
وشدد على أنّ الحرب السورية التي اندلعت عام 2011 على وشك الانتهاء، وتركيا هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي تواصل دعم المسلحين المتطرفين في سوريا، وغير مستعدة للتخلي عن السيطرة على محافظة إدلب، ما يطيل المعاناة.
واذا كان المرتزقة السوريين الذين تديرهم أنقرة، قد انتقل الآلاف منهم إلى اقليم كاراباخ، محل النزاع الحدودي بين أرمينيا وأذربيجان، فيبدو ان اليونان ستكون وجهتهم القادمة، وهذا مؤشر خطير على أن أردوغان يتحرك بسلاح المرتزقة في صراعاته.
أما بخصوص ليبيا، فقد جاءت المهلة التي وضعها اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا، من أجل إخراج المرتزقة من البلاد كأساس ضروري لإنجاح الاتفاق الذي أبرم برعاية البعثة الاممية لكن السؤال الذي يتردد بقوة في الداخل الليبي، هو من يضمن خروج المرتزقة من ليبيا خلال الـ 90 يوما المقبلة؟ وهل يستجيب أردوغان؟
خصوصا بعدما قال في تصريحات إن: ثبات اتفاق وقف إطلاق النار لا يبدو لي قابلا للتحقيق بدرجة كبيرة”!
من جانبه أكد الباحث السياسي، محمود المصراتي، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الاتفاق قادر على إخراج المرتزقة، في حالة واحدة، وهي توفر النية الحقيقية لدى المجتمع الدولي والتزام الأطراف السياسية. وتساءل المصراتي: هل لدى حكومة السراج غير الشرعية القدرة على إخراج القوات التركية وعقود التدريب وإخراج المرتزقة؟؟!
ولفت المصراتي، إن الأمور لا تبشر بخير مع تصريحات أردوغان، الذي يتحدث عن الاتفاق لن يصمد، ما يعني أن هناك نية مبيتة لاحتلال الأرض والاستمرارية.
في حين أشار الكاتب كامل مرعاش، أن حديث المبعوثة الأممية، ويليامز، عن مهلة 3 أشهر يعني الانتظار هذه المدة حتى يمكن توقيع اتفاق حقيقي، خاصة أن العراقيل والتفاصيل الجوهرية بقيت من دون حل. وقال مرعاش: إن أردوغان لا يريد حصول اتفاق ليبي ينهي الأزمة، لأن ذلك يتعارض مع طموحاته في استغلال الأزمة الليبية وتوظيفها في صراعات أنقرة على غاز البحر المتوسط ونفطه.
وأضاف أن حل الأزمة الليبية، سينهي الحاجة لخدماته وخدمات مرتزقته من طرف حكومة فايز السراج غير الشرعية، التي ستنتهي. وباختصار: فخروج المرتزقة السوريين، يعني أن تركيا تخسر ورقة عسكرية هامة في نفوذ الصراع في العاصمة طرابلس بين الميليشيات المتناحرة على السيطرة على موسسات الدولة.
والخلاصة أن ورقة المرتزقة التي يستعلمها أردوغان لم تحترق بعد، بدليل أنه ينقلها إلى كافة صراعاته سواء سوريا أو ليبيا أو أذربيجان أو قريبًا في اليونان.