كشفت صحيفة “أفينير” الإيطالية عن علاقة قوية منظمة تربط تجار المخدرات في أمريكا الجنوبية، والميليشيات الليبية، ورجال العصابات المالطية بالاتفاق مع مافيا صقلية المعروفة باسم “كوسا نوسترا”، وزعماء المنظمة الإجرامية في كالابريا “ندرانجيتا” وزعماء البلقان، الذين وبعد أن نجحت تجربتهم في تهريب المحروقات، أطلقت المافيا الدولية طرقًا جديدة لتهريب المخدرات عبر إفريقيا إلى ليبيا.
واكد التقرير أن هناك جيش من الناقلين بأساطيل السفن التي تختفي على بعد أميال قليلة من السواحل الأوروبية، وسلسلة غير متوقعة من الحلفاء المزدوجين والسلطات التي تغض الطرف تحت تصرف تلك المجموعات الإجرامية.
وقال التقرير انه قد تم تطوير نظام معقد يربط بين الجهات الإجرامية الليبية وقادة الميليشيات المتورطين في مختلف أشكال التهريب والاتجار، مع الشركات ورجال الأعمال المهتمين بالتجارة غير المشروعة في ليبيا ومالطا وإيطاليا وإسبانيا، اليونان وقبرص وألبانيا والجبل الأسود وتركيا وسوريا ولبنان ومصر والإمارات العربية المتحدة”، مُبيّنا أن ذلك مذكور في تقرير مفصل محفوظ في أدراج المستشارين في جميع أنحاء أوروبا.
وأضاف أنه بينما تبتعد السفن التجارية عن خليج سرت حتى لا ينتهي بها الأمر بالمساعدة في عمليات الإنقاذ، يعبر أسطول من السفن هذا الامتداد من البحر دون عائق، موضحًا أن ذلك على جبهة تهريب المخدرات ومذكور في الملف الذي اكتمل في الربيع/مارس 2020م، حيث سمحت الميليشيات باستيراد وتخزين وإعادة تصدير المخدرات على نطاق واسع.
وقال التقرير أن الحشيش يتم نقله قبالة ساحل الدار البيضاء، في المحيط الأطلسي، أو بين الناظور في المغرب ووهران في الجزائر في البحر الأبيض المتوسط، ويتم نقله على متن قوارب الصيد أو السفن التجارية إلى قبالة الساحل الليبي، وبطريقة مماثلة، ويتم النقل إلى ليبيا بحراً أو مباشرة على الشاطئ في موانئ الحاويات.
ونبهت الصحيفة انه وعلى وجه الخصوص فان هذا الطريق يستخدم أيضًا للكوكايين القادم من موريتانيا أو مباشرة من أمريكا الجنوبية .. وتدخل شبكة مهربي النفط إلى المشهد، وتشارك في مساعدة المجرمين في صقلية وقطاع الطرق المالطيين وكبار الشخصيات في منظمة (ندرانجيتا) المنظمة الإجرامية الوحيدة في العالم القادرة على عبور الحاويات عبر المحيطات محشوة بفحم الكوك”.
واشار التقرير الى ان الصحيفة اعادت مرارًا وتكرارًا الحديث عن الشبكة التي تتاجر بمواد المحروقات من ليبيا إلى أوروبا، مشيرًا إلى ميليشيات الزاوية، وميليشيات مهرب البشر والوقود المُعاقب دوليًا، عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا” الذي تم اعتقاله، وفي عصابات زوارة ومن بينهم مهرب الوقود فهمي سليم بن خليفة، الذي يُعتقد أنه أنشأ المنظمة الإجرامية التي استهدفتها إدارة مقاطعة كاتانيا المناهضة للمافيا في العملية الدولية “النفط القذر”، وكشف التحقيق في تلك العملية عن تورط مافيا سانتاباولا-إركولانو الصقلية في عملية “النفط القذر”.
وواصل التقرير كشفه موضحا انه تم تطوير نظام بحري متطور للتهرب من الضوابط والتخلص من الأحمال ومن الرادار والاستفادة من الثغرات التنظيمية وعدم وجود الضوابط في البحر، لهذا السبب أصبحت الجهات الإيطالية والمالطية الفاعلة مركزية في الأداء العام لتهريب الوقود والمخدرات”.
واسترسل: “المكان المثالي لخدعة المهربين هو خارج المياه الإقليمية لمالطا، حيث أنها منطقة حرة غير معلنة أنشأها تجار جميع السلع المهربة يطلق عليه بنك هيرد وهو ارتفاع تحت الماء، نظرًا لخصائصه الجيولوجية، يوفر للبحارة منطقة ضحلة حيث يمكن للسفن أن ترسي بحجة الابتعاد عن هبوب العواصف، ولهذا السبب يتم استخدامه بانتظام للتزود بالوقود للسفن التجارية أو حتى كمحطة توقف في حالة سوء الأحوال الجوية أو لخدمة فترات الراحة، بمعنى آخر، يتم هنا تبادل البضائع وتوزيعها على عدة سفن بمحركات”.
يذكر ان معدل تهريب المخدرات إلى ليبيا قد ارتفع في الآونة الأخيرة بشكل لافت، ففي 30 الماء/مايو الماضي تحصلت شرطة الجمارك البرازيلية على معلومات سرية، في ميناء إيتاجاي البرازيلي، وبتفتيش حاويتين محملتين بالذرة تم العثور على 128.4 كيلوجرام من الكوكايين، وذلك للمرة الثالثة في عام 2020م، حيث تم ضبط 1.17 طن في خمسة أشهر بقيمة لا تقل عن 100 مليون يورو في مراكز التسوق الأوروبية، حيث كانت جميع الحمولات متجهة إلى ليبيا.
https://www.avvenire.it/attualita/pagine/libia-ostaggio-di-narcos-e-mafie