سلامة: يُنتظر الآن تجاوب الأطراف الخارجية وتنفيذها مطلب الليبيين بوقف القتال
رفض المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، تشكيك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، مؤكدا أن “التعويل يكون على الليبيين أنفسهم وليس الأطراف الخارجية، خصوصا أنها تعهدت في مؤتمر برلين بعدم التدخل، والآن جاءت ساعة الحقيقة، لأن مؤتمر برلين أسفر عن مخرجات أيدها قرار مجلس الأمن، والآن جاء الليبيون أنفسهم ليؤكدون اقتناعهم بمخرجات برلين”.
وطالب سلامة في تصريحات إعلامية “الأطراف الخارجية لأن تعود لرشدها، وأن تقبل بما قبل به الليبيون أنفسهم اليوم، خصوصا أن الأمريكان والروس والأتراك وغيرهم موجودين في برلين، وتعهدوا بإنهاء الأزمة الليبية، ثم وافقوا على القرار 2510 الذي تبنى المسارات الثلاثة”.
وأكد أن “ما هو قيد المراقبة الآن، مدى تجاوب الأسرة الدولية مع مطلب الليبيين بأن يتم تنفيذ القرار 2510 ومنه بند خروج المرتزقة”.
وعلق على إمكانية خروج المرتزقة خلال ثلاثة أشهر وفقا للاتفاق، قائلا: “لقد دخلت كل المرتزقة إلى ليبيا في فترة أقل من ثلاثة أشهر، ويمكن أن يخرجوا أيضا خلال هذه الفترة”، مضيفا: “الأطراف الليبية طلبت من البعثة الأممية أن تكون شاهدا على خروج المرتزقة من الأراضي الليبية، وهذا ما ستعمل عليه البعثة بنفس المثابرة التي عملت عليها للتوصل إلى اتفاق على تنفيذ وقف إطلاق النار والتأكد من خروج المقاتلين الأجانب”.
وأشار سلامة أنه للمرة الأولى يجلس طرفي الصراع في ليبيا، منذ بدء حرب طرابلس في أبريل من العام الماضي، ويوقعان على اتفاق، على الرغم من أن المحادثات العسكرية الليبية بدأت في شهر يناير الماضي، ثم توقفت بسبب القتال، وبعدها بسبب جائحة كورونا التي منعت التواصل، لكن تم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في الجولة الربعة من المحادثات العسكرية بين الطرفين.
وأوضح أن “المهم في هذا التوقيع أن الليبيين أنفسهم سئموا من هذا التقاتل، وسيبلغون قرارهم إلى الدول التي تدعمهم من الخارج بأن موسم التقاتل قد انتهى”.
وأردف: “لا أشكك في أن أعضاء اللجنة العسكرية الممثلة من طرفي الصراع الليبي لديهم تفويضا واضحا من قيادتهما بالتوقيع على القرار، وإلا ما كانوا وقعوا”، مؤكدا أن هذا الاتفاق وضعت نصوصه منذ سبعة أشهر، لكن لم يكن هناك قرار ليبي بالتوقيع والتنفيذ، حتى توفر الآن، على حد تعبيره.
وأوضح أن طرفي اللجنة العسكرية طلبا بأن يصدر قرار أممي جديد يؤكد أهمية اتفاق وقف إطلاق النار، لكن الاتفاق ساري المفعول منذ اليوم، حتى قبل صدور قرار أممي به؛ لأنه مرتكز على قرار سابق وهو 2510.
وتابع أنه “ليس هناك من مخرج للأزمة الليبية يأتي في يوم واحد، وبالتالي لقد وضعت هندسة كاملة فيها ثلاثة مسارات أحدهما عسكري، وهو الذي اجتمع أمس للمرة الرابعة”.
وأكمل: “الثاني مسار اقتصادي، وهو الذي سمح حتى اليوم بالبدء في مراجعة حسابات المصرف المركزي وعودة إنتاج النفط، بالإضافة إلى المسار السياسي الذي سيجتمع للمرة الأولى بطريقة افتراضية في السادس والعشرين في الشهر الحالي، وبطريقة مباشرة إذا سمحت الجائحة مطلع الشهر المقبل”.