الليبيون أصبحوا رقما في عداد موتى المهاجرين.. ويأملون في بحر يرحم حالهم بعدما تحطمت أحلامهم على أعتاب المسؤولين
بعد أن ضاقت بهم السبل في ليبيا.. وأغلقت أمامهم الأبواب في وطنهم.. وتحطمت الآمال على أعتاب المسؤولين اللاهثين وراء مصالحهم.. لجأؤوا للبحر علّه يكون أرحم بحالهم من أبناء وطنهم الخائنين.
عائلات ليبية استسلت لابتزاز تجار البشر.. وركبت أمواج البحر العاتية مستقلة قوارب واهية واهنة متصدعة، في محاولة لمرافقة المهاجرين غير القاونيين إلى سواحل لامبيدوزا الإيطالية..
ولكن البحر لم يكن رحيما بهم أيضا، حيث اجتمعت عليهم ظروف الطقس مع أمواج البحر لتحطم ألواح قاربهم المتهالك، للتنطفئ معه آخر شعلة أمل كانت لديهم بعد هجر بلدهم المتصارع المتقاتل.
ولكن القدر لم يكتفي بإفشال سعيهم للذهاب إلى لامبيدوزا بل أنه أخذ بعض أرواح من أبنائهم، فالقارب المتهالك كان يضم أسرًا كاملة ويحمل على متنه أحلام رجال ونساء وأطفال بالعيش في مكان آمن دون سماع أصوات القنابل والصواريخ أو التهجير والركض خوفا من الإصابات أو الوقوف في طوابير باتت جزءا من الروتين اليومي لكل ليبي، حيث أن عليه أن يقف في طابور الخبز، والمصرف، والبنزين، ومستودعات غاز الطهي، وخزانات نقل المياه…الخ وغيرها من الطوابير التي لا تنتهي في حياة كل ليبي اليوم
صور هذه العائلات الليبية التي كانت عددا في قارب يحمل 19 شخصا، ليست الأولى من نوعها، فالليبيون باتوا رقما أيضا يتم إحصائه لدى المنظمات الدولية التي تعمل على عدّ وحصر الجنسيات التي تسعى للهجرة.
بالأمس.. عندما كانت ليبيا مقصدا للمهاجرين الساعين وراء العمل والاستقرار، كان عدد المهاجرين المغامرين في البحر محدودًا وذلك لأن الدولة كانت لديها قوة وسيطرة ونفوذ وقانون، وبالأمس كان الليبيون مرحب بهم في غالبية دول العالم التي كانوا يستطيعون دخول العديد منها من دون تأشيرة حتى، ولكن اليوم الليبيون أصبحوا مصدرًا للإرهاب بالنسبة لدول الجوار، وأصبحت مصدرًا مقلقا للهجرة غير الشرعية.