دأب المجرم ساركوزي، وفق وصف القضاء الفرنسي له، على تلفيق الاتهامات والحكايات، وطوال الفترة التي قضاها في حكم فرنسا 2007-2012 لم يكن أكثر من حذاء يلبسه ويخلعه الصهيوني، برنارد ليفي وقت ما يريد، وربما إكراما لوالدته اليهودية وبنو جنسها، لذلك سقطت فرنسا في الوحل، بمجرد أن وصل هذا المجرم ساركوزي إلى قصر الإليزيه، لأنه باختصار وفق القضاء الفرنسي، لم يكن أكثر من مجرم يقود عصابة إجرامية لتوصيله إلى الرئاسة الفرنسية، أما مصالح فرنسا وهيبتها فهذا ما لايعرفه ساركوزي لأن أصوله “مجرية” وهو وافد على الفرنسيين.
لكن يبدوا ان القضاء الفرنسي، سيعلم لساركوزي بعد كل هذه السنوات، الولاء والاخلاص والصدق وعدم السير في “ركاب الصهاينة” قريبا جدا، بعدما وصلت قضية التمويل الليبي للانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أوصلته إلى نهاياتها وأصبح ساركوزي قاب قوسين أو أدنى من السجن.
وقد بدأت الحكاية عندما ألقى الدكتور سيف الإسلام القذافي، كلمة واحدة، أثناء الحملة العدوانية التي قادها الناتو الصليبي، على ليبيا فبراير 2011 ظلما وعدونا بالقول: “ساركوزي يشن الحرب علينا لكي يخفي دلائل تمويلنا للانتخابات الرئاسية التي أوصلته إلى الرئاسة”.
وكانت هذه هى بداية الخيط الذي أخذته جريدة “مديابار”، وبدأت في التحقيق وراء الجملة التي قالها الدكتور سيف الإسلام القذافي، لتتكشف وقائع الجريمة الفرنسية الكاملة، والحقيقة وراء ضرب ليبيا.
فقد كان ساركوزي، يريد أن يقضي على النظام الجماهيري، الذي ساعده في الوصول إلى الرئاسة، وقبل عام واحد آنذاك من فترة ثانية للرئاسة كان يخطط ساركوزي لها لكنه خسرها.
كان ساركوزي يريد إزاحة النظام الجماهيري، حى لا يتكشف فضله عليه ولا يتكشف للعالم كله، أن التمويل الليبي لحملة ساركوزي الانتخابية والذي هاجمه بكل ضراوة عام 2011 هى التي أوصلته لسدة الحكم في فرنسا.
وعبر سنوات سار القضاء الفرنسي، وراء الدلائل التي تكشفت إلى غاية الأسبوع الماضي، عندما صدر قرار قضاة التحقيق ليؤكد ارتباط ساركوزي بعصابة إجرامية، وذلك في طريقة الحصول على المال الليبي، لتمويل الحملة الانتخابية، وإخفاء ذلك على مصلحة الضرائب ومخالفة القوانين الفرنسية.
وفي غضون ذلك، كانت الصحافة الفرنسية الحرة قد قامت بدورها، بعدما ألف صحافيان من جريدة “ميديابار” هما فابريس أرفي وكارل لاسك كتابا سنة 2017 بعنوان “مع تهاني القائد” يكشف بدقة، وبعد ست سنوات من التحقيق، تمويل القذافي لحملة ساركوزي الرئاسية.
فجزء من الحقد الأسود الذي كان بداخل ساركوزي، وقت شن الحرب على ليبيا، هو “المداراة على عاره”. علاوة على عوامل استراتيجية، تخص مصالح فرنسا الدولة الاستعمارية في القارة الأفريقية، خاصة ما يعرف بأفريقيا الفرنكفونية، ولاسيما بعدما فكّر القائد الشهيد، في إصدار عملة افريقية ضمن حلمه بأفريقيا موحدة. فتحرك ساركوزي وبتحريض من الصهيوني ليفي، ليقضي على “الدينار الذهبي الليبي” بدلا من الفرنك الفرنسي الذي لا تزال دول غرب أفريقيا ودولها الوسطى هو عملتها الرئيسية حتى اليوم.
وتثير الفضيحة التي تفجرت في حق ساركوزي، أسئلة كثيرة عن “الخيالات والأكاذيب” التي وردت في كتابه، الذي صدر قبل شهور قليلة بعنوان “زمن العواصف”، وروى فيها وسيرًا وراء أحقاده وأحلامه المريضة صورة مغايرة لـ”سيده القذافي”، وولي نعمته في الوصول إلى الإليزيه فلولا أكثر من 50 مليون يورو ما كان قد رأى “الإليزيه” في حياته.
لذلك وفي “زمن العواصف” المفبرك، ارتكب جريمة أخرى وهى الكذب فها هو الزعيم الجزائري السابق بوتفليقة، لا يريد أن يجلس أمامه ليتحدث معه ولكن بجواره، مما سبب له آلاما في رقبته!!
أما سيده القائد الشهيد، معمر القذافي، فهو في رأيه “غريب الأطوار” ،وكان نصب خيمته الشهيرة في قلب باريس ثمنًا للإفراج عن الممرضات البلغاريات وفق أكاذيبه وانحطاطه.
اليوم سيكمل القضاء الفرنسي لساركوزي، الفصل الحقيقي المحذوف من روايته، وسيعلمه قريبًا جدا وبعد 9 سنوات على استشهاد القائد، كيف لا يكذب على أسياده من الزعماء الحقيقيين وكيف تنكر للقائد الشهيد، معمر القذافي.
وكانت قد وجهت النيابة العامة الفرنسية، اتهامات لـ”نيكولا ساركوزى”، بتشكيل عصابة إجرامية فى قضية التمويل الليبى لحملته الانتخابية، لتضاف الاتهامات إلى 3 اتهامات أخرى يواجهها ساركوزى فى نفس الملف منذ مارس 2018 وكلها تقربه من السجن وهو مكانه الطبيعي.