ردا على الافاقين الذين يروجون الاكاذيب حول حرب تشاد: اللواء طيار أبو القاسم امسيك الزنتاني يبين مكاسب ليبيا منها ويروي جزءا من كواليسها
بين اللواء طيار أبو القاسم امسيك الزنتاني، آمر سرب السوخوي الليبي وبطل المواجهة الجوية، فوق خليج سرت عام 1981م مكاسب ليبيا من حرب تشاد راويا جزءا من كواليسها .
وكتب في منشور مطول له، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك أن الأسرى الليبيين في تشاد، كان عددهم 1250 أسيرًا بين ضباط وضباط صف وجنود، موضحًا أنهم اقسموا إلي مجموعتين منهم 800 أسير قد انشقوا وانضموا إلى المعارضة، وبقى نحو 450 أسير على ولائهم مُحافظين على عهدهم والقسم الذي قد قطعوه على أنفسهم يوم تخرجهم.
واوضح امسيك أن بعض من وصفهم بـ”الضبابيين” ينفثون سمومهم في عقول النشء من أبناء الوطن ويصفون بهتانًا حرب تشاد بأنها اعتداء على شعب مسلم جار فقير .
واسترسل موضحا انها كانت حرب استباقية ملزمة لا مفر منها، قائلا: “ كان يعد لها العدو لخوضها على الأراضي الليبية في مدن وقرى بلادنا .. واكد انها لو حصلت في اراضينا كانت ستسبب الدمار الشامل والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين العزل وحرق شامل للمزارع والمصانع والمنشأت”.
وبين امسيك أنها كانت ستصبح صورة طبق الأصل لما لأحداث عام 2011م، وما خلَفته من خسائر في أرواح المدنيين أطفال وشيوخ ونساء وحرق للزرع والضرع وتدمير للمدارس والمصانع والمخازن والمساجد، مُتابعًا: “هذا ماكان مخطط لبلادنا أيام حرب تشاد في ثمانينيات القرن الماضي وما كان سيحصل في جنوبنا الحبيب، ولكن قيادة قواتنا المسلحة العربية الليبية قد اتخذت قرار نقل ساحة المعركة إلي أرض غير ليبية إلي الأرض التي سمح أهلها بأن يتم التخطيط فوقها لشن هذا العدوان على بلادنا، فكانت هذه المرة جمهورية تشاد في ضل رئيسها المتواطئ المتآمر وقد حقق قرار قيادتنا أهدافه بكل تأكيد وجنًب شعبنا ثمن باهظ كان سيدفعه رغم الخسائر التي لحقت بقواتنا المسلحة من أجل تأمين المدنيين الليبين وممتلكاتهم”.
وشدد امسيك في حديثه أن حرب تشاد حققت الآمان للشعب الليبي، وساد الأمن والاستقرار ربوع ليبيا وخاصة جنوبها على مدى تلك العقود، كما انصانت سيادة ليبيا وثرواتها وعاش أهل ليبيا عامة وأهل الجنوب خاصة في استقرار وأمن، بالإضافة إلى تحطم إرادة الدول التي كانت تخطط لغزو ليبيا من الجنوب، أمام جسارة وقوة وصلابة القوات المسلحة العربية الليبية الباسلة، ومنعها لما كان يُخطط له أن يحصل في ليبيا، حتى تغير التخطيط العالمي لدمار ليبيا وثنيها عن مبادئها وكسر شوكة شموخها وعزتها، مُبينًا أن هذا ما قام به حلف الناتو والدول التي تسير في فلكه بالفعل عام 2011م تحت شعارات ومبررات واهية، في إشارة إلى نكبة فبراير.
وتطرق إلى نتائج حرب تشاد، قائلاً: “كانت النتائج رغم خسائر بعض المعارك على أرض العدو وبعض منها على الأرض الليبية مباغتة بتدخل ومساعدة أمريكية مثل غارة معطن السارة، ولكن مجمل المعارك كانت نصر لليبيا وقد تمكنت قواتنا من السيطرة على كامل تراب تشاد في مرحلة معينة وانسحبت بناء على اتفاق دولي بإرادة ليبية حرة ثم سيطرت على شمال تشاد وبقت فيه حتى الأحداث الأخيرة، لتنسحب تحت تأثير إرادة عسكرية دولية حاربت فيها ضد تحالف دول متجمعة كثيرة مثل أمريكا وفرنسا، وزائير والكاميرون والمغرب والعراق ومصر والسودان، ومن تحالف معهم في الخفاء من الداخل”.
وأوضح اللواء طيار أبو القاسم امسيك، أن ليبيا تمكنت من الاحتفاظ بإقليم أوزو، ثم التحكم في الدولة التشادية بتنصيب رئيس موالي لليبيا أمَن حدودنا الجنوبية.
وكشف امسيك في منشوره المطول، حصيلة الخسائر البشرية للقوات المسلحة العربية الليبية طوال فترة حرب تشاد بالكامل، والتي جاءت على النحو التالي:-
بلغ عدد المفقودين “ضباط 12 ضابط، وضباط صف وجنود 1045 فرد، والذين صدر بحقهم القرار رقم 531 ثبوت الاستشهاد بشهادة الأسرى العائدون من أنجامينا، والقرار رقم 369 بخصوص ثبوت الاستشهاد بمضي المدة القانونية دون وجود معلومات.
مؤكدا أن هؤلاء جميعًا، قد تم ضمهم إلى خانة الشهداء ليصبح العدد الإجمالي للشهداء في تشاد على النحو التالي :- “622 ضابط، و 2160 فرد ضباط صف وجنود ومجيشين ومتطوعين.
بلغ عدد جرحي الحرب وينقسموا إلى مجموعتين:-
المجموعة الأولي وقد أحيلوا إلى التقاعد بكامل مرتباتهم وعلاواتهم وهم، 146 ضابط، و545 جندي.
والمجموعة الثانية، وهم جرحي حرب وفقًا لإثبات صفة “إصابات طفيفة”، موضحًا أنهم يزاولون أعمالهم في القوات المسلحة بشكل طبيعي، وعددهم 75 ضابط، و807 ضباط صف ومجيشين ومتطوعين.
ونفى امسيك كافة الأكاذيب والافتراءات التي تدعي أن القوات المسلحة وقتها ألقت بجرحى حرب تشاد في البحر، موضحًا أن الأسرى انقسموا داخل السجن إلي مجموعتين:ــ
المجموعة الأولي وعددهم 450 أسير وقد عادوا إلى أرض الوطن بعد أن تحررت أنجامينا في 30 الكانون/ديسمبر 1990م، والمجموعة الثانية وعددهم 850 أسير وهم الذين انضموا للمعارضة تحت قيادة خليفة حفتر، ورحلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن الكثير منهم عاد إلي أرض الوطن في عهد النظام الجماهيري، وتم الإعفاء عنهم بتعليمات القائد الشهيد معمر القذافي، كما عادت البقية المتبقية بعد أحداث عام 2011م.
واشار إلى التعويضات التي حصلت عليها أسر الشهداء والأسري والمفقودين وجرحى الحرب، موضحًا أنها كانت بقيمة عشرون ألف دينار لأغلب الأسر عام 1987م، عندما كان الألف دينار يساوي عشرة آلاف في وقتنا الراهن، كما تم تخصيص مبلغ 3.5 مليار دينار عام 2010م، وتأخر التوزيع حتي جاء المجلس الانتقالي وأصدر أمرًا بصرف المبلغ لغير مستحقيه.
وكشف أنه في عهد النظام الجماهيري تم إرسال العديد من هؤلاء الأسر للعلاج بالخارج، بالإضافة إلى إقامة حفلات التكريم السنوية لهم، وإرسال العديد منهم للحج والعمرة، وتوفير “المركوب” لهم إسوة بمنتسبي الشعب المسلح، مُتابعًا: “طبُق بحق الشهداء والأسرى قرار القائد الأعلى في المرتبات والعلاوات والترقيات أسوة بدفعاتهم الأحياء العاملون بالقوات المسلحة حتى بلوغهم السن القانونية للتقاعد”.
واختتم امسيك قائلا أن هذه حقائق الخسائر كاملة في تشاد، وأنها إذا ما قورنت هذه الأعداد، بأعداد الشهداء والمفقودين والمبتورين جراء هجمات حلف الناتو والعصابات التشادية والمرتزقة على ليبيا عام 2011م، فهي لا تمثل إلا نسبة بسيطة جدًا، بخلاف للدمار والخسائر المادية التي لا تحصى والتي تعاني منها ليبيا حتى اليوم.
وكان اللواء أبو القاسم امسيك قد تصدى بشجاعة لطائرت الأسطول السادس الأمريكي طراز f14، في 19 هانيبال/أغسطس عام 1981م، حين تجاوزت خط المياه الإقليمية الليبية عند خليج سرت وتمكن من إسقاط طائرة أمريكية بعدما قام بدوران جوي قتالي اتسم بالمهارة العالية وأطلق الصاروخ الذي سجل تدمير المقاتلة الأمريكية الأعظم في ذلك الوقت وتحطمت على الشواطئ الليبية.
يشار الى ان ملحمة التصدي التي خاضها امسيك ساهمت في حسم المواجهة وتراجع الطائرات الأمريكية وإخفاق عملية اختراق المجال الجوي الليبي، ورجوع الطائرات الأمريكية إلى حاملة الطائرات بالأسطول السادس ثم تراجع الأسطول السادس إلى قرابة الشواطئ الإيطالية