هيكل جديد للرئاسي وشكل مختلف لوجوده.. ترتيبات تركية للإبقاء على السراج والالتفاف على الاستقالة
تثير ردود الأفعال التركية تجاه نية فايز السراج، رئيس الحكومة غير الشرعية تقديم استقالته، حتى اللحظة أسئلة كثيرة حول ما ترتب له تركيا في المستقبل مع السراج، وهو ما تجدد خلال زيارة السراج الأخيرة الى تركيا ولقائه أردوغان.
فالناطق باسم الرئاسة التركية، قال إن اعلان السراج تقديم استقالته قد يكون رد فعل لبعض الأحداث في ليبيا، واضاف انه قد يكون هناك “هيكل جديد” للمجلس الرئاسي أي مستقبل مغاير للسراج.
والمعنى كما يقول مراقبون، ان تركيا ترفض خروج السراج من المشهد بالرغم من اعترافها، بالتواصل مع كافة الأطراف الليبية الاخرى في طرابلس.
من جانبه أكد أردوغان خلال لقائه في إسطنبول مع السراج، أن تركيا تهدف إلى تعزيز العلاقات مع حكومة السراج غير الشرعية، وقال بيان صادر عن الرئاسة التركية، إن أنقرة ستواصل الوقوف “بتضامن تام” مع حكومة السراج وستظل مستعدة لتقديم جميع أنواع الدعم.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن: إن المجلس الرئاسي، يمكن أن يتحول إلى هيكل جديد مختلف تماماً، مشيراً إلى أن السراج لم يستقل من رئاسة الحكومة حتى الآن، بل يعتزم تقديم الاستقالة أواخر الشهر الجاري، وأن سبب الاستقالة قد يكون احتجاج السراج على بعض القضايا الخلافية في ليبيا.
وشدد قالن، الناطق باسم أردوغان: أن تركيا ستواصل دعمها لحكومة السراج غير الشرعية، فدعمها لها لا يرتبط بشخص، بل بالحكومة نفسها، وتركيا ستواصل عقد اتفاقيات.
من جانبه قال السراج وفق البيان الصادر عن المكتب الإعلامي، إنه في الوقت الذي نسعى فيه لتحقيق السلام على كامل التراب الليبي، وفق مزاعمه، فإننا سنواصل رفع درجة الاستعداد والتأهب لمواجهة أي طارئ، مستفيدين في ذلك من التجارب السابقة، كما كشف ان الجانبين اتفقا على أن تشهد المرحلة المقبلة توسيع آفاق التعاون، ليشمل مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية، وتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه من عودة الشركات التركية لاستكمال المشاريع المتوقفة في ليبيا، مع إعطاء الأولوية، لمساهمة الشركات المتخصصة في مشاريع الخدمات وبرامج الصيانة، والبدء بالقطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاعي الكهرباء والصحة.
وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون، أن خطوط أنقرة مفتوحة معه أطراف أخرى في حكومة السراج غير الشرعية، مثل فتحي باشاغا وزير داخلية السراج المفوض، وأحمد معيتيق نائبه، فإن أردوغان يولي أهمية لاستمرار وجود السراج بشخصه، ويعتبره أكثر المتوافقين معه، كما أنه ليس مثل “باشاغا” متعدد العلاقات مع فرنسا وغيرها. فالسراج لايرى غير أردوغان ويعترف كما قال بنفسه، بفضله عليه في انهاء معركة طرابلس أمام حفتر واستعادة قاعدة الوطية الجوية.
في نفس السياق،فهناك رغبة تركية مستميتة في الحفاظ على الاتفاقيات التي وقعها أردوغان مع السراج، وبالرغم من تردد انباءعن تسجيل الاتفاقية في الأمم المتحدة قبل يومين، فإن خبراء القانون والدستور يؤكدون أنها، مذكرة تفاهم وليست تفاقية وهذا يعني امكانية خضوعها للتعديل أو الإلغاء.
وقال الخبير السياسي، عبدالله الخفيفي، في تصريحات، لا وجود لاتفاقية من الأساس لتقدم إلى الأمم المتحدة، إنها مذكرة تفاهم والسراج يناقض نفسه. وشدد أن السراج كان يدرك من البداية، يدرك أنه لن يستطيع الحصول على موافقة البرلمان على مثل هذه الاتفاقية، ولذلك اكتفى بتوقيع مذكرة تفاهم ليهرب من الحاجة إلى التصديق عليها. وتابع أن مذكرات التفاهم هي اتفاقات مبدئية يمكن التعديل عليها، ولذلك لا يتم توثيقها أمميا.
كيف سيكون مستقبل السراج؟ وهل تدفع أنقرة السراج للالتفاف على قرار تقديم الاستقالة وخلق “بدعة” سياسية جديدة أو هيكل جديد للرئاسي يتواجد من خلاله الفترة المقبلة، هذا ما ستتضح أبعاده الشهر الجاري.