سقوط قطع الشطرنج الفاسدة.. حكومة الثني تقدم استقالتها هربا من المساءلة والدورعلى السراج

تتسارع الأحداث في ليبيا على إثر التظاهرات الشعبية الغاضبة التي تغمر كافة أنحاء الوطن خلال الأسبوعين الماضيين. رفضا لوجوه فبراير الأسود وللتعبير عن الرغبة في وجوه سياسية جديدة، تفرزها انتخابات برلمانية ورئاسية تنتشل ليبيا من أزمتها العويصة.

وخلال الساعات الأخيرة، تأكد قيام حكومة شرق البلاد، التي يرأسها عبد الله الثني، بتقديم استقالتها إلى مجلس نواب طبرق للنظر فيها، إثر الاحتجاجات الغاضبة التي تعم بنغازي والمنطقة الشرقية على مدى الأربعة أيام الماضية. تنديدا بعجز السلطة القائمة عن توفير المتطلبات المعيشية للمواطنين ونقص السيولة وانقطاع الكهرباء وشح الوقود.

يأتي هذا فيما دعت البعثة الاممية للدعم في ليبيا، إلى إجراء تحقيق شامل وفوري في الأحداث التي شهدتها الاحتجاجات بمدينة المرج، وطالبت بالإسراع في إطلاق جميع المعتقلين والمحتجزين تعسفيا، معربة عن قلقها البالغ إزاء تقارير تفيد بمقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين واعتقال عدد من المتظاهرين، خلال الساعات الماضية بما يؤكد على استفحال الأزمة شرق ليبيا.

من جانبه أكد عضو مجلس نواب طبرق، عيسى العريبي، في تصريحات، أن الحكومة قدمت استقالتها بشكل جماعي لـ”عقيلة صالح” وذلك خلال اجتماع عقد معه اليوم في مقر إقامته بمدينة القبة، لبحث مطالب المتظاهرين المتعلقة بسوء الأوضاع المعيشية.

وقال العريبي، أن الثني، أقر بعجز حكومته عن مواجهة الأزمات التي تواجه الليبيين. وكان قد أقدم المتظاهرون على حرق البوابة الخارجية، لمقر حكومة الثني قبل أن تتدخل قوات الأمن للسيطرة على الأوضاع.

ويذكر أن هذه الحكومة، ظلت جاثمة على صدور الليبيين في المنطقة الشرقية طيلة 6 سنوات مضت، بعد ان كلفها مجلس نواب طبرق في أغسطس 2014 بتولي المسؤولية.

وأكد المستشار الإعلامي، لرئيس مجلس نواب طبرق، حميد الصافي، أن عقيلة صالح سينظر في استقالة حكومة الثني في جلسة يتم تحديد موعدها لاحقا.

وأضاف الصافي، أن الحكومة ستسيّر الأعمال، مؤكدا أن أزمة الكهرباء أساسها النقص الحاد في وقود الديزل. وذكر أن عقيلة صالح وجّه بتوفير ناقلات ديزل للمحطات الكهربائية خلال الأيام المقبلة لتوفير الكهرباء لكافة المواطنين.

وأوضح مجلس نواب طبرق، أن الاستقالة جرت بحضور نائب رئيس حكومة الشرق لشؤون الخدمات ومحافظ مصرف ليبيا المركزي البيضاء ورؤساء اللجان النوعية بمجلس نواب طبرق، ووزراء المالية والصحة والإقتصاد وعضو لجنة إدارة الشركة العامة للكهرباء وعدد من المسؤولين بالشركة، وأكد مهندسو ومسؤولو الشركة العامة للكهرباء أن أزمة الكهرباء سببها نقص إمدادات الوقود المغذي لمحطات توليد الكهرباء من النفط والديزل، مشددين على عدم وجود مشاكل فنية لدى الشركة.

على الناحية الأخرى، وفي المنطقة الغربية، ومع زيادة الانتقادات الموجهة لحكومة فايز السراج الغير شرعية.

هدد عضو ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة، عبد الرحمن الشاطر، فايز السراج بأيام صعبة قادمة، كما وصف ما خرج من مناقشات حول الشأن الليبي في الخارج، بأنه عبارة عن “خردة سياسية” غير صالحة للاستعمال. وشدد الشاطر، أن الاستفتاء على الدستور هو الحل، وأنه سيتم إحباط ما يحاك من صفقات لتقاسم المناصب.

وأكد مراقبون، أن استقالة حكومة الثني، على اثر الاحتجاجات الغاضبة في الشرق، قد يجر وراءه حكومة السراج الأيام القادمة في الغرب. كما اكدوا أنه بمثابة هروب مبكر من المسائلة خلال الفترة القادمة، خوفا من مجىء حكومة قوية تقلب في دفاترهم المتخمة بالفساد.

Exit mobile version