دفعت العديد من الوثائق، التي ظهرت مؤخرا حول الدور الذي قام به فيلق القدس الإيراني في ليبيا. وتخطيطه ودفعه ملايين الدولارات لاغتيال السفير الأمريكي السابق في بنغازي. إلى إلقاء الضوء مجددا على طبيعة وأبعاد الدور الإيراني في ليبيا المساند لحكومة السراج غير الشرعية من جهة. والداعم للميليشيات المسلحة من جهة أخرى.
وكانت الساعات الأخيرة، شهدت تفجر مفاجأت ضخمة حول الدور الإيراني في ليبيا وشمال أفريقيا طوال ال9 سنوات الماضية
بعدما طالب الكاتب والصحافي الأميركي، كينيث تيمرمان، وكالة الاستخبارات الأميركية الـcia ، بالكشف عن الوثائق التي توضح تورط إيران المباشر في هجمات بنغازي في عام 2012، والتي راح ضحيتها أربعة أمريكيين في مقدمتهم السفير الأمريكي كريس ستيفنز.
وقال تيمرمان: في تقرير بموقع “نيويورك بوست” إنه “وفقًا لمقاول عسكري في بنغازي في فبراير 2011، فقد كان عملاء فيلق القدس الإيراني يسيرون علانية في شوارع بنغازي في الأيام الأولى للفوضى ضد النظام الجماهيري السابق.
وأضاف تيمرمان، إنه طوال فترة إدارة أوباما، فقد اطلع المسؤولين على معلومات عدة تؤكد وجود فيلق القدس في بنغازي دون أي تحرك.
وكشف تيمرمان، عن وثائق مالية قدمها مصدر إيراني، تؤكد تورط الحكومة الإيرانية في الهجمات، حيث إنها تتضمن تحويلاً بقيمة 1.9 مليون يورو من خلال عملية غسيل أموال من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ماليزيا لتمويل عملياته في بنغازي. وأضاف تيمرمان: أن الشخص الذي جنده الايرانيون لتدريب وتجهيز ميليشيا أنصار الشريعة الجهادية في ليبيا هو عنصر بارز في حزب الله يدعى خليل حرب.
ويؤكد تيمرمان، أن تكلفة العملية وفق الأموال المحولة من حسابات فيلق القدس في ماليزيا في “بنك الاستثمار الإسلامي”، وصلت إلى نحو 10 ملايين دولار عبر رجل الباسيج المالي بابك زنجاني.
وكان الجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق الذي اغتالته أمريكا أوائل العام الجاري في العراق، قد كشف أبعاد هذا الدور، عندما قال إن الفوضى التي تجتاح ليبيا واليمن والبحرين أنذاك تتمخض عن “إيرانات جديدة” وفق قوله أي تسير على مسار الثورية الايرمية ايرانيةالتي قادها الخميني في طهران عام 1979.
في نفس السياق، ووفق صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، فقد سرق الحرس الثوري الإيراني العشرات من صواريخ أرض ـ جو الروسية المتطورة من ليبيا، وقام بتهريبها عبر الحدود إلى السودان وقت الفوضى في ليبيا بعد عام 2011.
ووفق ال”ديلي تليغراف” البريطانية، فإن وحدات تابعة لفيلق القدس الايراني توجهت إلى ليبيا من قاعدتها في جنوب السودان بناءً على أوامر من قادة الحرس الثوري في إيران، واستغلت الفوضى وسرقت صواريخ متطورة شملت صواريخ أرض ـ جو روسية الصنع من طراز (إس إيه ـ 24) باعتها موسكو إلى النظام الجماهيري عام 2004، قادرة على إسقاط طائرات تحلق على ارتفاع 11 ألف قدم. وتشبه من حيث القدرات صواريخ (ستينغر) الأميركية المعروفة.
ولا يزال الدور الإيراني متواصلا حتى الآن، بعدما كشف محلل عسكري، عن تورط إيران في تهريب أسلحة وعتاد على متن سفن شحن إلى مليشيات السراج الإرهابية في ليبيا بالتنسيق مع حليفتها تركيا.
وقال بابك تقوائي، الخبير الإيراني بمجال الدفاع، في تحليل له: إن طهران تلعب دورا خفيا في دعم مليشيات السراج منذ عدة سنوات.